باريس وبرلين على خلاف.. ولكن الحديث عن تمزق مبالغ فيها

السعودية

ميركل و ماكرون
ميركل و ماكرون


كانت فرنسا وألمانيا على خلاف في الأسابيع الأخيرة؛ حيث دفعت الخلافات حول الناتو ومستقبل أوروبا بعض المعلقين إلى الاستنتاج بأن الدولتين، اللتين تقوم عليهما الوحدة الأوروبية، منقسمتان بشكل أساسي.

ولكن بعيدًا عن العناوين الرئيسية، يستمر العمل الثابت الذي يوحي بأنها ليست متباعدة كما تظهر أحيانًا، على الأقل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمنية، حتى لو بقيت فرص التفاهم الفرنسي الألماني الجرئ الجديد بعيدة.

وفي حين أن هناك تباينات هائلة في الأسلوب وفي بعض الأحيان بين إيمانويل ماكرون (41 عامًا)، وهو رئيس لأول مرة، وأنجيلا ميركل، 65 عامًا، وهي مستشارة بناءٍ علي رابع مرة بالإجماع، فإن كلاهما يدرك تمام الإدراك الحاجة إلى الوصول توافق باريس - برلين يميل إلى تفوق كل شيء.

وقال فرانسوا هيسبورغ، كبير مستشاري أوروبا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومسؤول كبير سابق في وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسية، إن "الوضع ليس متوترًا أو ممزّقًا كما ذكر البعض".

وأضاف، أن الفرنسيون يدركوا إن الحكومة الألمانية في حالة شلل حاليًا، مما يعني أن قدرة ألمانيا على اتخاذ مبادرات جديدة أو الاستجابة للمبادرات الفرنسية محدودة للغاية.

وفي يونيو 2018، التقت ميركل وماكرون خارج برلين واتفقوا على إعلان ميسبرج، سلسلة من الالتزامات بشأن قضايا من السياسة الأمنية والدفاعية إلى الهجرة والسياسة الاقتصادية والمناخ وميزانية منطقة اليورو.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية والدفاع، تمضي باريس وبرلين قدما في مبادرة التدخل الأوروبية، وستستضيفان محادثات الشهر المقبل بين كييف وموسكو في محاولة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وتستكشفان سبل صنع القرار في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مجلس الأمن الأوروبي المحتمل على غرار الأمم المتحدة، كما اتفقوا على الطائرات المقاتلة المشتركة وتطوير الدبابات.

وسيجتمع ماكرون وميركل الأسبوع المقبل في تجمع يضم "29" رئيسًا لحلف الناتو خارج لندن.

وعلى الرغم من أن جدول الأعمال قد يسيطر عليه انتقاد الرئيس الفرنسي للتحالف باعتباره "ميتًا إكلينيكيًا"، إلا أنه سيكون أيضًا فرصة لكلا الزعيمين لتنقية الهواء والتحدث عن مدى التنسيق الأوثق بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا يمكن أن يعزز كلا من أوروبا الأمن وحلف الناتو.

وقال مسؤول بريطاني مشارك في المناقشات، إنه سواء كانت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أم لا، فهناك اعتراف واضح في باريس وبرلين بأن لبريطانيا دورًا رئيسيًا في الأمن الأوروبي، تحت مظلة حلف شمال الأطلسي وغيرها، هناك الكثير من التركيز على تحقيق ذلك.

هذا وسخر ماكرون من جرأة ألمانيا، منذ وصوله إلى السلطة في مايو 2017، ولم تستطع ميركل، التي يجب أن تفكر دائمًا في مطالب تحالفها الحاكم، أن تضاهي حماس الرئيس الفرنسي لإجراء إصلاحات شاملة حول قضايا تتراوح من ميزانية منطقة اليورو إلى تغييرات في سياسة توسيع الاتحاد الأوروبي.

ومع إنتهاء ولاية ميركل في عام 2021، لكنها لا تظهر ميلًا كبيرًا إلى اتباع سياسات الإرث الكبرى.

ومن هنا فقد نفد صبر ماكرون، الذي يريد التحرك بسرعة مع إدراكه أيضًا أنه حتى في حالة إعادة انتخابه عام 2022، فإن الوقت محدود لتحقيق رؤيته، والتي ستظل تتطلب موافقة ألمانيا.

وقال دبلوماسي ألماني، إن التعاون الألماني الفرنسي يشبه وجهي الأكورديون، وفي بعض الأحيان تقوم بتفكيكه بعض الشيء، ثم يعود الطرفان معًا مرة أخرى".

وأضاف، إنهم يعلمون أنهم ثابتون مع بعضهم البعض، وهم يعرفون أنه يمكنهم فقط إنتاج صوت جميل معًا.