أبو اليزيد: النسيح المصري سبق العالم
قال الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج المصري في شارع المعز، إن مصر احتلت منذ فجر التاريخ وعلى مر العصور مركزًا متقدمًا فى صناعة وانتاج النسيج مما جعل صناعة الملابس لديها في ازدهار وتطور مقارنة بالكثير من بلدان العالم، بل إن مصر أمدت عديد من الدول بأنواع المنسوجات والثياب التى حملت أسماء كثيرمن المدن والمراكز المصرية الشهيرة بإنتاجها، فمصر كانت ولا زالت عاصمة الأزياء التراثية المميزة.
جاء ذلك على هامش فعاليات أعياد الطفولة التي نظمها متحف النسيج اليوم الأحد والتي ضمت معرضًا مؤقتًا بعنوان "أطفال المجد" والذي يعرض أزياء الأطفال عبر العصور ومنها قطع تعرض لأول مرة.
الملابس في العصر المصري القديم
وأكمل أبو اليزيد قائلًا إن ملابس الأطفال كان لها نصيب كبير من هذا الاإزدهار والتطور على مر العصور، ففي مصر القديمة نجد أن ملابس الأطفال كانت قريبة الشبه من ملابس الكبار، فكانت عبارة عن إزارللأولاد تغطي النصف الأسفل من جسده وغطاء للرأس فى بعض الأحيان، تطور هذا الإزار إلى عده اشكال منها ما يثبت بحزام يشد حول الوسط أو يعقد من الأمام.
وتابع: ملابس الفتيات فى الدولة القديمة كانت قليلة جدًا وتكونت من قميص أو "التونيك" وهو عبارة عن ثوب بسيط ترتديه الفتاة يغطى جسدها من الرقبة وحتى قدميها وذو أكمام قصيرة، وفيما بعد بدأت تظهر أنواع جديدة من الملابس تمثلت فى ظهور العباءة (الكاب) وكان منها الشفاف والثقيل الذى يستخدم فى الشتاء اتقاءً للبرد، تنسدل على الكتفين وتربط برباط عندالعنق، ووصل اهتمام المصريين القدماء بالأطفال الرضع فصنعوا لهم الملابس المناسبة حتى أنهم كانوا أول من ابتكر صناعة الكوافيل للأطفال.
ملابس العصر اليوناني روماني فضفاضة ذات ثنايا
وعن العصر اليونانى قال أبو اليزيد إن الملابس تميزت بالشكل الفضفاض ذى الثنايا مكونة من قطعة واحدة مستطيلة الشكل أو قطعتين من القماش تلف حول الجسد وتضم من الوسط بحزام فيما يعرف باسم الخيتون القصير حيث يسهل معه حركة الطفل أما الفتيات فقد ارتدين الخيتون الدوري، وهو رداء بدون أكمام يصنع من قطعة مستطيلة الشكل يلف حول الجسد يحيط به إطار "كنار" زخرفى على الأطراف ويثبت على الأكتاف بألوان مبهجة تتمثل فى اللون الأرجواني، والأحمر،والزعفران.
وفى العصر الرومانى ارتدى الأطفال الذكور ما يعرف بالدلماسية، وهى عبارة عن تونيك ذو أكمام واسعة مزينة الأطراف بأشرطة هذا بالأضافة الى الأردية الخارجية التى تلتف حول الجسد متمثله فى العباءات وكانت ترتدى فى الأجواء غير المستقرة.
أما الفتيات فكانت ملابسهم تتمثل فى التونيك وهو عبارة عن قميص طويل ترتديه الفتيات يصل الى ما قبل الكاحلين وذو أكمام قصيرة تزينها أشرطة عريضة باللون الأرجوانى تزين جانبى التونيك والأكمام.
واستمر التحول التدريجى يظهر على ملابس الأطفال من الطراز الرومانى الى الطراز البيزنطى خلال الفترة من القرن الثالث حتى السادس الميلادى حيث ظهرالطراز البيزنطى فى ملابس الأطفال والتى تحولت إلى أزياء تتسم بالعظمة والفخامة وتعتمد على المنسوجات الحريرية والتطعيم بالأحجار الكريمة والألوان المبهجة والفرنشات المزركشة وتمثلت فى لبس القميص الطويل وكانت له أكمام طويلة ضيقة يضمه حزام من الوسط ويرتدى فوقه العباءة وكانت الفتيات ترتدى نفس الملابس مع تميزها ببعض الأشرطة ذات الألوان المختلفة.
الزي القبطي تميز بالاحتشام
وأكد أبو اليزيد أن لظهور الديانة المسيحية كان لها أثرًا واضحًا على أزياء الأقباط التى اتسمت بالاحتشام وهو التأثير الذي فرضته تعاليم الديانة الجديدة، وكانت أزياء الأطفال متناسقة ومتطابقة فى الخطوط العامة مع الأزياء البيزنطية، والتي تمثلت في القميص للأولاد المزين بشرائط على الأكمام والجانبين والدلماسية للفتيات وهي رداء طويل يلبس من أعلى وله فتحه رقبة إما نصف دائرية أو مربعة الشكل.
ملابس الأطفال في العصر الإسلامي تميزت بالتطور
قال أبو اليزيد إن ملابس الأطفال فى العصور الإسلامية تطورت وكان هناك تطابق فى الملابس بين الصبيان والبنات وارتدوا ملابس تطابقت فى تفاصيلها مع ملابس الكبار فكان الصبيان يرتدون الإزار وهو غطاء شامل للجسد ذو أكمام قصيرة بحزام فى الوسط أما الصغيرات فكن يرتدين السروال ومن فوقة الثوب وغطاء رأس تمثل فى شكل الطواقى والكوافى بدلا من الحجاب الذى ارتدته النساء البالغات.