وزير التعليم العالي: صناعة الدواء شهدت تراجع ولابد من توفير التشريع المناسب
قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن مجال الدواء في مصر يحتاج إلى الاهتمام والمزيد من التطوير والبحث، خاصة بعدما تعرض لكثير من التراجع الفترة الماضية.
وأضاف خلال مؤتمر الأهرام الأول لصناعة الدواء، اليوم، أن هناك اهتمام كبير جدًا من الدولة بصناعة متعلقة بصحة الإنسان، وصناعة الدواء تمر بكثير من التغيرات، فمصر كانت سباقة في صناعة المستلزمات الطبية والمستحضرات والأدوية والمكملات الغذائية، وتأخرت السنوات الماضية فكنا مصدرين لكل الخبرات والكفاءات.
وتابع: "كان لابد من توفير جو مناسب وتشريعات لهذه الصناعة المهمة، ووزارة الصحة مهتمة بهذا المجال، من اعتماد للأدوية وتسهيل إجراءات التسجيل، ووزارة التعليم العالي مهتمة أكاديميًا منحيث البحث العلمي، هذا المجال يحتاج باحثين ومتخصصين وأخصائيين".
ووجه "عبدالغفار" الشكل لكل منظمي المؤتمر، مؤكدًا أن مؤسسة الأهرام تقوم بدور كبير في هذه المهمة الصعبة، وهو تنظيم ورش هامة، والمؤتمر يضع كل الأطراف مع بعضها والخروج بحلول للأزمات.
واستطرد وزير التعليم العالي بأن صناعة الدواء تستمد أهميتها الكبيرة من تعلقها المباشر بصحة الإنسان وحياته، وأن أي تغير يطرأ عليها تتأثر به كل فئات المجتمع، ويصبح كل اكتشاف جديد مُثار حديث الناس في كل مكان، وتتحول أصغر مشكلة تتعلق بأحد منتجاتها في وقت قصير إلى أزمة خطيرة.
واستكمل قائلًا: "إذا كانت صناعة الدواء تملك هذه المكانة وتحظى بهذا الاهتمام، فإن على المؤسسات والجهات المعنية بها واجبًا ومسؤولية كبيرة، سواء فيما يتعلق بمناقشة واقعها ومستقبلها، أو فيما يخص توفير بيئة مناسبة لنمو هذه الصناعة وتطورها بشكل إيجابي، ومناخ يكفل مواجهةً ناجحة لما يواجهها من بين الحين والآخر من تحديات، أجدني أذكر مؤسساتنا الأكاديمية الوطنية ودورها في خدمة صناعة الدواء، وخصوصًا كليات القطاع الطبي وما يتبعها من مستشفيات جامعية ووحدات ومراكز، سواء من خلال ما تقوم به من إعداد وتأهيل بناتنا وأبنائنا الباحثين والأخصائيين والفنيين المتعاملين مع هذه الصناعة، أو التواصل مع المستجدات العلمية والتقنية المتعلقة بصناعة الدواء حول العالم، أو مناقشة قضايا صناعة الدواء عبر الأحداث والفعاليات العلمية، فضلاً بطبيعة الحال عما يتم فيها من نشر علمي يتعلق بالجانبين النظري والتطبيق لصناعة وتكنولوجيا الدواء".
وتابع: "لا أنسى في هذا الصدد ما نحن فيه من حاجة ماسة إلى تغيير نظرتنا الحالية إلى هذا القطاع المهم، وهو ما لن يحدث إلا بوجود تغيير في المناهج الدراسية يُواكب النظم العالمية فى مجال الصيدلة وصناعة الدواء.. وإعادة النظر فى أعداد المقبولين بكليات الصيدلة بما يتناسب مع خطة الدولة وأولوياتها، ولا سيما في ظل ما تشهده الدولة المصرية من تطوير واسع للقطاع الصحي بوجه عام، وخصوصًا العنصر البشري الذي نطمح لأن يملك قدرات ومهارات تؤهله للمنافسة إقليميًا ودوليًا'.
وقال: "ما يجدر ذكره في هذا الصدد أيضًا، ما تحتاج إليه مؤسساتنا الأكاديمية من تواصل وتنسيق مع مؤسسات وجهات الدولة والمجتمع الفاعلة في ميدان العمل التطبيقي لصناعة الدواء، سواء شركات صناعة وتجارة الأدوية، أو المجالس والغرف والمنظمات المعنية، أو غيرها، بما يكفل توفير الترابط المطلوب بين قطاعي البحث العلمي والصناعة في هذا المجال".
ولفت "عبدالغفار" إلى أن الأحداث والفعاليات العلمية التي يتم تنظيمها لمناقشة مختلف قضايا صناعة وتكنولوجيا الدواء، هي عنصر شديد الفاعلية في تطور هذه الصناعة، ووجه التحية لكل القائمين على المؤتمر على فكرته وموضوعاته المهمة، مثل: نظم تسعير الدواء في مصر، والتسجيل، والتصدير، والجودة والقدرة التنافسية، ومعوقات تصنيع المواد الخام، وعلاقة الدواء بمنظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، وقدرة تصنيع الأدوية الحيوية والبيولوجية، والتجارب السريرية، وغيرها، متمنيًا أن تسير فعالياته في أفضل مناخ علمي، وأن تصلوا من خلالها إلى حزمة من التوصيات تمثل برنامج عمل للمرحلة القادمة في مجال صناعة الدواء.