مصدر عراقي: صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن وسط بغداد
أعلن مصدر أمني عراقي، اليوم الجمعة، عن وقوع صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن العراقية في ساحة الخلاني وسط بغداد.
وأوضح المصدر العراقي: أن "العشرات من المتظاهرين عبروا الحاجز الأمني الأول في ساحة الخلاني، بعد إسقاط إحدى الكتل الخرسانية عند الحاجز".
وأضاف المصدر، "المتظاهرين حاولوا الاقتراب من الحاجز الثاني، ما دفع قوات الأمن إلى محاولة تفريقهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، فيما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة".
كما لفت المصدر إلى أن الصدامات مستمرة في محيط الساحة حتى الآن، دون أن يؤكد على وقوع قتلى أو جرحى في صفوف المتظاهرين.
وفي احتجاجات حاشدة بالعراق، يطالب المتظاهرون باستقالة الحكومة ومكافحة الفساد والبطالة، بالإضافة إلى تحسين ظروف المعيشة في البلاد، ويشار في هذا الصدد إلى أن المظاهرات أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، منذ اندلاعها في الأول من أكتوبر.
ودخلت التظاهرات الشعبية الواسعة في بغداد وعدد من محافظات وسط وجنوب العراق، اليوم الجمعة، يومها الثاني والعشرين، والتي بدأت بمطالب توفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، وتطورت إلى مطالب أخرى أبرزها تغيير الحكومة الحالية وتعديل الدستور، وتستمر عمليات الكر والفر بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين في عدة ساحات، خاصة في ساحتي التحرير والخلاني المتجاورتين وسط العاصمة.
هذا ويصر المتظاهرون على تلبية مطالبهم المتمثلة بتغيير الحكومة وتعديل الدستور وقانون الانتخابات ومفوضيتها، وتوفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، بينما تسابق الحكومة والبرلمان الزمن لتقديم حزم إصلاحية تلبية لهذه المطالب في محاولة منهما لإنهاء الأزمة، ووقف التداعيات المحتملة التي قد تنجم عنها.
هذا وقد أندلعت احتجاجات بالعراق منذ مطلع أكتوبر الماضي، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، وندّد المتظاهرين أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني.
وواجهت القوات الأمنية هذه المظاهرات بعنف شديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، ووصل عدد القتلى إلى حوالي 200 شخصا بضمنهم أفراد من قوات الشرطة منذ بدء المظاهرات، وأصيب حوالي ستة آلاف شخص بجروح خلال المظاهرات، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الانترنت.
وتعتبر هذهِ الاضطرابات الأكثر فتكا في العراق منذ انتهاء الحرب الأهلية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر 2017، وتم تأجيل التظاهرات لفترة لأجل مراسيم الزيارة الأربعينية للامام الحسين، ثم تجددت في يوم الجمعة 25 أكتوبر، وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق مساء السبت 26 أكتوبر، عن مقتل 63 شخصاً وإصابة 2592 بجروح في تظاهرات اليومين الماضيين.
ومنذ ليلة الخميس 24 أكتوبر الماضي، لم تتوقف محاولات المحتجين اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة الأمنية، في عمليات كر وفر أسفرت عن وقوع أكثر من 10 آلاف جريح، ومئات القتلى إثر قنابل الغاز المسيل للدموع المخترقة للجماجم، والرصاص الحي، ورصاص القنص، والمطاطي التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب الملازمة لجسري الجمهوري، والسنك المؤديان إلى الخضراء.