في الذكرى الـ31 لإعلان الاستقلال.. أحلام الفلسطينيين مستمرة في استعادة وطنهم المنهوب
أحيا الفلسطينيون الذكرى الواحدة والثلاثين لإعلان الاستقلال والذي يصادف اليوم، ليتجدد الحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة، مطالبين المجتمع الدولي لآخذ خطوات واقعية تنهي سنوات المعاناه والاحتلال الإسرائيلي، ورفع الحصانة عن الاحتلال، فضلاً عن دعم العديد من رؤساء الدول ومسؤولين في العالم؛ لقضية فلسطين العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتحقيق حلم تأسيس الدولة المستقلة.
ومر واحد وثلاثون عامًا، على إعلان وثيقة استقلال دولة فلسطين، ففي مثل هذا اليوم من العام 1988، وقف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على منبر قاعة قصر الصنوبر في قلب العاصمة الجزائرية، متحديًا الاحتلال الإسرائيلي، صادحًا بمقولته الشهيرة التي تظل حاضرة في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني: "إن المجلس الوطني الفلسطيني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين، على جميع الأراضي الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".
وشكلت وثيقة إعلان الإستقلال التي خطها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، انعطافا مهما في حياة الشعب الفلسطيني، حيث تسابقت أكثر من مئة دولة في العالم على الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة، ومنذ ذلك الوقت والشعب الفلسطيني يناضل من أجل نيل حريته، وتحقيق حلمه بالاستقلال ، بعدم قدم العديد من الشعب أرواحهم في سبيل ذلك، آخرها استشهاد ثمانية من أفراد عائلة السواركة في غارة جوية.
دعم دولي لاستعادة فلسطين حقوقها
من جانبه تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، العديد من برقيات التهنئة، من رؤساء دول ومسؤولين في العالم، من بينهم نظيره العراقي برهم صالح، هنأه فيها بهذه المناسبة، مؤكداً حرص بلاده المستمر على تطوير وتمتين العلاقات الأخوية بين العراق وفلسطين، بما يخدم المصلحة المشتركة لشعبينا ويسهم في تقدم منطقتنا واستقرارها، و الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، مؤكدًا دعم الجزائر الكامل والمتواصل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إلى غاية تمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما بعث رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينج، برقية تهنئة للرئيس شدد خلالها على عمق الصداقة الفلسطينية الصينية، التي صمدت أمام تغيرات الأوضاع الدولية والإقليمية. وأكدت الصين دعمها لقضية فلسطين العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن فلسطين ستحصل على دعم دولي أوسع وستنتصر في نهاية المطاف، طالما تلتزم بالخيار الاستراتيجي للسلام، وتسعى إلى تحقيق حلم تأسيس الدولة المستقلة. كما تلقى سيادته برقية من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج وون، أكد فيها تأييد الشعب الكوري وتضامنه الثابت مع شعبنا، في قضيته العادلة الرامية إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة.
دعوة إلى رفع الحصانة عن الاحتلال
في هذا الصدد، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية الدكتور، صائب عريقات، المجتمع الدولي وهيئتاته الأممية بترسيخ تجسيد استقلال فلسطين وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بخطوات عملية، وإنجاز حقوق شعبها في تقرير المصير والحرية الذي طال إنتظارها لأكثر من سبعين عاماً باعتبارها مسؤولية دولية، والتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي اليومي والممنهج على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّراته وحياته ومستقبله، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها ضد المدنيين وفتح تحقيق دولي فيها خاصة في المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف عريقات، "المجزرة البشعة التي إرتكبتها سلطة الإحتلال بحق عائلة السواركة، وقتل 34 شهيداً بينهم 8 أطفال و3 سيدات، وجرح وإصابة أكثر من مائة فلسطيني بينهم أكثر من خمسين طفلاً وإحدى عشرة سيدة، هو دليل على الحصانة التي يوفرها المجتمع الدولي للسلطة القائمة بالإحتلال، بدلاً من أن يقوم بمحاسبتها على جرائمها المتواصلة، وحظر منتجات إستيطانها الإستعماري غير القانوني، وإطلاق قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات المتواطئة مع الإحتلال كمسار أولي نحو ردعه وجعله يدفع ثمن إحتلاله وصولاً إلى إنهائه"، داعيًا إلى الإصطفاف إلى جانب دعم فرص السلام وحقوق الإنسان بدلاً من الإنقلاب عليها وتشجيع جرائم الحرب،
مطالبة بتحقيق الاستقلال على أرض الواقع
في السياق ذاته، أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن ذكرى إعلان الاستقلال يجب ان تدفعنا غلى الوحدة الوطنية الفلسطينية دون حسابات، معتبرا أن الانتخابات مدخل مهم وقوي، قائلا في بيان له اليوم، أن أول الطريق وأهم الخطوات للاحتفال بإعلان الاستقلال رص الصفوف ونبذ الخلاف واستثمار كل الطاقات الفلسطينية والعمل المشترك لخدمة شعبنا الصبور الذي يتحمل فوق طاقته ويعيش على أمل ولم ولن يفقد الأمل.
وتابع "الخضري" يجب أن يعيش هذا الجيل في دولته يمارس حقه الطبيعي في العيش بحرية وأمان وسلام يبني ويعمر ويرسم ملامح المستقبل المشرق ويضع الأساس لدولة فلسطين الرائدة بين الدول"، مضيفًا " في يوم الاستقلال هي دعوة لنتمسك ونسهل ونيسر كل في موقعه ما وصل إليه الكل الفلسطيني من الموافقة على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الفترة القريبة وهذه نقطه مهمه ومضيئة في عتمة الواقع الصعب والأليم ولعل التزامن بين اعلان الاستقلال وما قد نلمسه خلال أيام من اعلان مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات يجسد بخطوة عملية وحدة وطنية وانهاء الانقسام والوحدة نحو تجسيد دولتنا الفلسطينية على ارضنا". ودعا المجتمع الدولي لاخذ خطوات عملية وواقعية تنهي الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية وتنهي سنوات المعاناه والاحتلال وتجسد إعلان الاستقلال واقعاً عملياً.