بعد مرور 5 أيام من التوقيع.. هل أتى "اتفاق الرياض" بثماره على اليمن؟

وشهدت العاصمة السعودية في الخامس من نوفمبر الجاري، التوقيع على "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. وجرى توقيع الاتفاق بحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من المسؤولين اليمنيين والعرب، ووقّع الاتفاق من الجانب الحكومي نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، ومن جانب المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي.

وينص الاتفاق الذي تم التوقيع عليه ضمن أبرز بنوده، على عودة الحكومة الشرعية إلى مدينة عدن في غضون 7 أيام، وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع، وتشكيل حكومة كفاءات بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه. كما أكد الاتفاق على توحيد الجهود، تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ومواجهة التنظيمات الإرهابية.

وبما يخص مؤسسات الدولة: نص الاتفاق على تفعيل دور كافة سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية، وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية، وذلك حسب ترتيبات وردت في ملاحق الاتفاق. وينص أيضاً على الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني، ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي، وإيقاف الحملات الإعلامية المسيئة بكافة أنواعها بين الأطراف.

في غضون ذلك، استأنفت المرافق الحكومية اليمنية أنشتطها، منها وزارة الخارجية اليمنية وعددا من الدوائر الحكومية صباح اليوم الأحد، بعد تعليقها أنشطتها منذ أغسطس الماضي، على خلفية الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، إذ وجّه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء السبت، الأجهزة والمؤسسات المختلفة كافة للعمل بشكل فوري على تنفيذ اتفاق الرياض وأحكامه، فيما يخصه لترجمة وثيقة اتفاق الرياض على أرض الواقع.

وأعرب هادي، في بلاغ نشرته وكالة سبأ الرسمية، عن أمله في أن يطوي اليمنيون باتفاق الرياض "صفحة من المعاناة وفتح صفحة جديدة يستحق أن يلامسها ويعايشها الشعب اليمني قاطبة ليحقق بها آماله وتطلعاته".

ومن ثمار الاتفاقية أيضًا، توجيه هادي، لوزارة الدفاع بصرف مرتبات منتسبي القوات المسلحة لشهر أغسطس الماضي، وفق ما أفادت مصادر حكومية في تصريحات صحفية اليوم، حيث لم يتقاض منتسبو الجيش مرتباتهم منذ أغسطس الماضي، جراء الأحداث التي شهدتها عدن، وسيتم صرف مرتب شهر أكتوبر بعد ذلك بأيام.

كما يستعد البرلمان اليمني، للانتقال إلى العاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام المقبلة، بناء على مخرجات اتفاق الرياض لمباشرة عمله كسلطة تشريعية، وذلك عقب اجتماع عقد في الرياض ضم هيئة رئاسة مجلس النواب، وبحث خلاله ترتيبات انعقاد المجلس في عدن وخطة عمله للفترة المقبلة. وأكد رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، أن هيئات الدولة اليمنية الشرعية وسلطاتها ستستأنف عملها في عدن تنفيذاً لاتفاق الشراكة مع المجلس الانتقالي الذي تم التوصل إليه.

وناقشت هيئة رئاسة مجلس النواب ترتيبات انعقاد المجلس في عدن وخطة عمله للفترة المقبلة، بما فيها الإجراءات المتعلقة بمنح الثقة للحكومة الجديدة التي ستشكل وفقا لاتفاق الرياض، وبما يسهم في تفعيل مؤسسات وسلطات الدولة وقيام المجلس بدوره الرقابي والتشريعي.