حرب اللاجئين.. تهديدات لأوروبا وابتزاز مستمر لأردوغان (تقرير)
لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يطلق تهديداته بإغراق أوروبا من خلال فتح الأبواب التركية أمام اللاجئين، وهو ما يكرره دائما، ويحذر به الاتحاد الأوروبي إذا لم يتلق الدعم اللازم.
سنفتح الأبواب
وفي آخر تهديد له، قال أردوغان في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في بودابست، إنّ بلاده ستفتح الأبواب أمام اللاجئين إلى أوروبا ما لم تحصل على الدعم الكافي من الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن تركيا لا يمكنها تحمل ذلك العبء بمفردها.
وأوضح قائلا: "سواء حصلنا على دعم أم لا فسنواصل مساعدة الضيوف. لكن إذا لم ينجح ذلك فسيتعين علينا فتح الأبواب".
أعداد اللاجئين
وتشير تركيا التي تطالب الاتحاد الأوروبي أن يقوم بمساعدتها في قضية اللاجئين، إلى أنها تستضيف، أكثر من 3.5 مليون لاجئ، وفي العاشر من أكتوبر، قال أردوغان إن بلاده سترسل اللاجئين السوريين لديها، الذين يصل عددهم إلى 3.6 مليون لاجئ، إلى أوروبا، إذا صنفت الدول الأوروبية التوغل العسكري التركي في سوريا على أنه احتلال.
ليس التهديد الأول
وليست هذه المرة الأولى أن يقوم فيها أردوغان بتهديد أوروبا، حيث لوّح بنفس الورقة في سبتمبر، إذ قال إن بلاده قد تفتح الأبواب إلى أوروبا أمام اللاجئين السوريين إذا لم تحصل أنقرة على المساعدات الدولية اللازمة.
وذكر أن بلاده "لم تتلق الدعم اللازم من العالم لمساعدتها في التعامل مع اللاجئين السوريين".
أموال مطلوبة
ولفت إلى أنه بموجب اتفاقية موقعة في 2016 وعد الاتحاد الأوروبي أنقرة بستة مليارات يورو (6,6 مليار دولار) مقابل تشديد الإجراءات لمنع اللاجئين من مغادرة أراضيها إلى أوروبا، لكن أردوغان قال إن ثلاثة مليارات يورو فقط وصلت حتى الآن.
تخفيض الهجرة
في يونيو الماضي، تحدث أردوغان عن ذات الموضوع، خلال قمة عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا، وأشار إلى أن تركيا ساهمت في تخفيض الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بنسبة 99%، لكن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم باتفاقاته مع تركيا.
أردوغان كاذب ومختلس
ووصف موقع "عثمانلي" هذه التصريحات التي تلفظ بها الرئيس التركي عن اللاجئين، بقولها "هكذا تحدث الرئيس التركي، رجب إردوغان، في وصلة مركزة من الأكاذيب، تهدف إلى ابتزاز القارة الأوروبية، والتغطية على اختلاساته من أموال الدعم الدولي للاجئين السوريين".
ادعاءات كاذبة
وأكد الموقع المتخصص في الشؤون التركية، أنّ أردوغان ادعى أن بلاده ساهمت في تحقيق الأمن في أوروبا ومنطقة البلقان، لكن أوروبا في المقابل لم تقدم الدعم الإنساني المطلوب منها تجاه تركيا.
مساومات بالملف
ولفت إلى أن النظام التركي اعتاد المساومة بملف اللاجئين في وجه أوروبا، كلما ازدادت سخونة المواجهات في ملفات أخرى أكثر حساسية، مثل الانتهاكات التركية في شرق المتوسط، ومفاوضات ضم تركيا للاتحاد الأوروبي، ودعم المسلحين في سورية، وإبادة الأكراد، وملفات المعتقلين، والحريات، وأوضاع المرأة.
زعم كاذب
وزعم أردوغان في تصريحات سابقة له، أن تركيا أنفقت 37 مليار دولار على اللاجئين السوريين في أراضيها، ولكن تبيّن كذب هذا الأمر مع تشكيك الاتحاد الأوروبي، في نوفمبر الماضي، في حسن إدارة الحكومة التركية لـ1.1 مليار يورو، تم منحها إلى أنقرة لدعم اللاجئين.
رفض التعاون
خلال إبداء هذا التشكيك الأوروبي، رفض المسؤولون الأتراك تقديم أية معلومات للمراقبين تخص مصير الأموال الأوروبية، وما إذا كانت قد وصلت إلى مستحقيها، من اللاجئين، أم لا.
نصب واحتيال
من جانبها أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حينها أن وزارة الأسرة والسياسة الاجتماعية التركية رفضت الكشف عن هوية اللاجئين المستفيدين من الأموال الأوروبية.
وأوضحت أن المشروعات تشمل نظاما يمنح اللاجئين نحو 30 يورو لتلبية احتياجاتهم اليومية، لكن تركيا تحججت بقوانين حماية البيانات لمنع المعلومات عن المراقبين، فيما وصفت تصرف المسؤولين الأتراك بأنه "سابقة لم تحدث من قبل".
أمر خطير
وفي ذات السياق، قالت كبير محرري التقرير، بيتينا جاكوبسن، إنّ المفوضية الأوروبية ومحكمة المدققين لم تتمكنا من الوصول إلى المستفيدين من المشروع، ووصفت هذا بـ "الأمر الخطير".
لا نتمكن من أعمالنا
وأضافت: "نحن نريد تتبع تلك الأموال من المهد إلى اللحد، لكننا هنا لا نتمكن من مباشرة أعمالنا"، فيما شككت في وصول الأموال إلى اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ، قائلة: "إذا أنفقت الأموال بشكل صحيح فستكون هناك حزمة جديدة بقيمة 3 مليارات يورو لدعم نحو 3.5 مليون لاجئ على الأراضي التركية".
وأوضحت أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على منح تركيا نحو 3 مليارات يورو كمساعدات للاجئين السوريين العام 2016، إضافة إلى حوافز أخرى لإقناع حكومة أنقرة بوقف تدفق المهاجرين إلى اليونان.