قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،
إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي أن يصبح تابعا للصين، واصفا النموذج
الروسي الحالي بأنه غير مستديم.
وأوضح ماكرون، خلال تصريحاته، اليوم، بأنه
لا خيار لروسيا سوى إقامة شراكة مع أوروبا.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه مجلّة "ذي
إيكونوميت"، إن الرئيس بوتين قام بتطوير مشروع معاد لأوروبا بفعل طابعه المحافظ،
لكنني لا أرى كيف لا يمكن لمشروعه على المدى البعيد أن يكون مشروع شراكة مع أوروبا”.
ولفت إلى أن روسيا لديها اليوم إجمالي ناتج
قومي "مواز لإسبانيا" و"شعب يعاني من الشيخوخة"، وهي تسلح مسرّعة الخطى أكثر من أي
بلد أوروبي آخر معتمدة نموذجا يقوم على العسكرة المفرطة ومضاعفة النزاعات، كما في
أوكرانيا، مضيفا: "برأيي، هذا النموذج غير مستدام".
واعتبر أن روسيا ستجد صعوبة في “إعادة بناء
قوة” بمفردها، وقال “سيكون الأمر في غاية الصعوبة، حتى لو أننا أعطيناها دفعا بأخطائنا”.
وتابع: "إنها اليوم تدفع لعبتها في سوريا
إلى أقصى الحدود، من خلال أخطائنا نحن. إننا نعطيها هامشا، وبالتالي ما زال بإمكانها
مواصلة اللعب لمزيد من الوقت على هذا النحو".
وأضحت روسيا الطرف الأبرز في سوريا منذ
تدخلها العسكري دعما للرئيس بشار الأسد عام 2015.
وقال ماكرون “كان هناك طريق ثان كان بإمكان
روسيا سلوكه، وهو النموذج الأورو-آسيوي”، في إشارة إلى الامتداد الآسيوي لروسيا وتقاربها
مع الصين.
وأوضح أن هناك بكل بساطة دولة مهيمنة هي الصين،
وأعتقد أنه في ظل هذا النموذج، لن يكون هناك يوما توازن، أنظر إلى الخطط المطروحة في
الاجتماعات بشأن طرق الحرير الجديدة، والرئيس الروسي يبتعد أكثر وأكثر عن الرئيس شي
جينبينج.
وطرق الحرير الجديدة خطة صينية ضخمة لإقامة
بنى تحتية تربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وختم ماكرون، الذي باشر السعي لتقارب في
العلاقات مع موسكو: "لا أعتقد أن استراتيجية بوتين هي أن يكون تابعا للصين، وبالتالي
ما هي الخيارات المتبقية أمامه؟ إعادة اعتماد سياسة توازن مع أوروبا".