البطريرك ساكو يترأس صلاة مسكونية من أجل السلام والاستقرار في العراق
نظمت البطريركية الكلدانية فى كاتدرائية مار يوسف ببغداد، صلاة مسكونة من اجل السلام والاستقرار فى العراق، وترأسها غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو.
والقى كلمته على الحاضرين، كالتالى: "اجتمعنا هذا المساء للصلاة من أجل العراق لكي يخرج من أزمته الحالية متعافيا تماما ومستعيدا حياته الطبيعية، أي سيادته ووحدته وأمنه، واستقراره وثروته. قلبنا على بلدنا وعلى مواطنينا من دون استثناء
أدعوكم أيتها الأخوات والإخوة، للوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا الأبرياء من المتظاهرين وقوات الأمن، وللصلاة من أجل الشفاء العاجل للجرحى، وأن تكون دماؤهم البريئة دافعا للمصالحة والتغيير الإيجابي الجذري. نزل هؤلاء الشباب الى الشارع لأن ضاقت بهم السبل، وشعارهم “نازل آخذ حقي” يعبِّر عن وجعهم. أين الخدمات، أين الكهرباء والماء، والشوارع، والمؤسسات الصحية والتعليمية، أين فرص العمل؟ إن مَن يسلب هذه الحقوق الأساسية لمواطنيه يرتكب خطيئة لا تُغتفر تحت أي مسمى كان.
الفساد والطائفية هما السبب الأكبر في تردي الأوضاع، وتشظي البلد وخلق صراعات عبثية. والمبكي أن الكل ينتقد هذه الظاهرة بدءا بالمسؤولين في الدولة، ولكن يبدو أن ليس لديهم الشجاعة الكافية لاستئصال هذا السرطان، ففقد الناس الثقة وخرجوا الى الشارع يطالبون بحقهم المنزوع، بطريقة سلمية، وتمكنوا من كسر الحواجز الطائفية واستعادة الهوية الوطنية وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم، فلا أحد أكبر من العراق. هذا ما لمسناه من زيارتنا لساحة التحرير مساء السبت، بصفتنا مواطنين يشتركون مع الآخرين بالحرص على البلاد، وانبهرنا لنظرة هؤلاء الشباب الى بعضهم البعض كإخوة يجمعهم الوطن وتحت الشعار الشامخ: (نريد وطن!). هذه الوحدة الوطنية التي انبثقت من وجعهم المشترك هي الأساس لبناء عراق الغد.
نحن المصلّون ندعو المسؤولين السياسيين الى الإصغاء لصرخة بناتهم وأبنائهم بروح المسؤولية البناءة، وألا يخيبوا آمالهم، فيستجيبوا لها بنحو فاعل وبتواضع الشجعان الكبار، ويسرعوا في اتخاذ التدابير المناسبة لحماية العراق والنهوض بالاقتصاد والخدمات، بعد محنة الفقر والألم والانتظار.
وإذ نحيي أخواتنا وأخوتنا المحتجين من كل الأطياف نهيب بهم وبكل حرص ومحبة الى توخي الحكمة والحفاظ على سلمية احتجاجهم بعيدا عن الاستفزاز وكل أشكال العنف. كما ندعو أيضا كل وسائل الإعلام إلى التأكيد على أهمية اللحمة الوطنية.
وفي الختام نتوجه بتحية خاصة إلى قواتنا الأمنية داعين إياها إلى احتضان مسيرة شعبهم نحو غد أكثر استقرارا وازدهارا، حفظ المولى الكريم العراق والعراقيين.