اتفاق الرياض.. اليمن تشهد مرحلة جديدة في الصراع مع الحوثي (تقرير)
في جولة جديدة من جولات محاربة مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، والتصدي للمشروع الإيراني الذي يريد السيطرة على المنطقة عبر مليشياته، ومنها بالطبع الحوثي القابع على أنفاس اليمن، يأتي اتفاق الرياض، مجمعاً للأشقاء اليمنيين، لا سيما الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدة السعودية من جديد على ضرورة دعم وحدة اليمن واستقرار أراضيه.
حريصون على وحدة اليمن
وخلال الاتفاق الذي جمع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمة قبل توقيع الاتفاق، إن المملكة حريصة على وحدة واستقرار اليمن.
وأوضح أنّ السعودية عملت على رأب الصدع بين الأطراف اليمنية، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو نصرة الشعب اليمني ومواجهة التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية".
وأكد أنّ المملكة ستواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني والوصول إلى حل سياسي، مبيناً أنّ "اتفاق الرياض" سيفتح الآفاق إلى الحل السياسي.
بنود الاتفاق
ويتضمن الاتفاق بعض البنود الرئيسية، ومنها ملحق للترتيبات السياسية والاقتصادية، والعسكرية، وآخر للترتيبات الأمنية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
كما تتضمن الاتفاق تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى (24) وزيراَ، يعين الرئيس أعضاءها بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية، على أن تكون الحقائب الوزارية مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من توقيع الاتفاق.
وشمل الاتفاق أيضا تفعيل دور كافة سلطات، ومؤسسات الدولة وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية، بالإضافة إلى الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني.
تحقيق انتصارات ضد التمدد الإيراني
من جانبه قال عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إننا حريصين على نجاح وساطة المملكة وجهودها من أجل السلام، معرباً عن ثقته المطلقة في حكمة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، لذلك
وذكر، الزبيدي هذا الاتفاق العادل حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية، مشيرا إلى أنه من اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي، مؤكدا أنه لا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني
مرحلة جديدة من التعاون
وشدد "الزبيدي" أن اتفاق الرياض سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، لافتا إلى أنّ الاتفاق يهدف لبناء المؤسسات، وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا ورفع المعاناة عن شعبنا وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.
نقلة هامة في عمل الحكومة
وفي ذات السياق، أكد مستشار الرئيس هادي ووزير الخارجية الأسبق عبدالملك المخلافي، أن اتفاق الرياض سيشكل نقلة هامة في عمل الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية، كما سيكون بداية لإجراء إصلاحات واسعة في عمل الحكومة الشرعية.
وأوضح أن الاتفاق سيعيد عدن للهدف الأساسي الذي حدد لها باعتبارها عاصمة مؤقتة، ومكانا لانطلاق عمل كل أجهزة الدولة، وتحديد الهدف في محاربة الحوثيين.
حالة قلق وترقب
ولفت إلى أنّ جماعة الحوثي الإرهابية، يعيشون حالة قلق وترقب لتنفيذ اتفاق الرياض، كونه سيوحد جهود اليمنيين لمواجهة المشروع الإيراني وإنهاء انقلاب الميليشيات في اليمن.
وأوضح "المخلافي" أنّ وجود قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على الأرض، والإشراف المباشر على اتفاق الرياض يشكل ضمانة حقيقية لتنفيذ الاتفاق.
حماية اليمن من الانقسامات
وفي أعقاب الاتفاق أعلنت جامعة الدول العربية، ترحيبها بتوقيع "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي؛ مؤكدة أن الاتفاق يحمي اليمن من تزايد الانقسامات.
وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أنّ الاتفاق يُعد خطوة مهمة للحفاظ على تكامل التراب اليمني، كما يحول دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكك".
رسم ملامح المرحلة المقبلة
من ناحيته هنأ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بمناسبة توقيع الطرفين على اتفاق الرياض، قائلا: "أهنئ حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي على توصلهما لاتفاق يرسم ملامح المرحلة المقبلة".
خطوة مهمة
وأكد المبعوث الأممي أن اتفاق الرياض "يُمثِّل خطوة مهمة في الجهود الجماعية الرامية للتوصّل إلى تسوية سلمية للنزاع في اليمن"، مثمناً جهود السعودية في وساطتها، ووصفها بـ "الناجحة"، معبرا عن أمله أن يعزز الاتفاق الاستقرار في عدن والمحافظات المحيطة".
الحكومة إلى عدن
وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، أن الاتفاق سيجعل الحكومة تعود إلى عدن خلال أسبوع، مشيراً إلى أنّ رئيس الجمهورية اليمني عبدربه منصور هادي، سيعود إلى عدن قريباً بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفاً أنّ الحكومة الجديدة ستؤدي القسم أمام هادي في عدن.
من جانبها قالت رئاسة مجلس الوزراء اليمني، أنّ الاتفاق التاريخي الذي رعته السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز يهدف إلى تجاوز الأحداث الأخيرة في عدن، موضحة أنّ الاتفاق يهدف إلى تعزيز الشراكة ووحدة الصف الوطني في مواجهة "الانقلاب الحوثي".
استعادة الدولة
وأشارت إلى أنّ الاتفاق سيعمل أيضا على استكمال استعادة الدولة في ضوء المرجعيات الثلاث، المتوافق عليها محليا والمؤيدة دولياً، فيما ثمّن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الجهود الاستثنائية التي بذلتها السعودية في رعاية لقاءات جدة والرياض، وما تمخض عنها من اتفاق يحقن دماء اليمنيين، مؤكداً أنّ الاتفاق يعزز وحدة الصف الوطني لاستعادة الدولة وإنهاء التدخل الإيراني ومكافحة الإرهاب".
خطوة مهمة في لملمة الوضع اليمني
وفي تصريح خاص لـ "الفجر"، قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنّ المرحلة الجديدة التي ستكون معبرة عن معناها الحقيقي في اليمن، يقصد بها إنهاء الخلافات مع الحوثيين.
وأشار إلى أنّ ما حدث من "اتفاق الرياض" هو توافق بين المكونات اليمنية التي حدثت بينها خلافات خلال الأيام الماضية، موضحاً أنّ الاتفاق جاء في العديد من الإطارات، منها سياسية واقتصادية وأمنية، تخللها العديد من القرارات.
وأوضح أن هذه الإطارات لن تنهي المشكلة اليمنية، ولكنه سيقرب وجهات النظر بين الشمال اليمني والجنوب، بينما تبقى المشكلة الأكبر مع جماعة الحوثيين.
ولفت "غباشي" إلى أنّ ما تم التوافق عليه اليوم سيخضع لإطار تنفيذي، موضحا أن الاتفاق لا يزال يحمل الكثير من التفاصيل التي ستظهرها الأيام المقبلة، وعليها سيتوقف حجم التماسك بين الطرفين والمكونين اليمنيين.
وأكد أن "اتفاق الرياض" خطوة مهمة في لملمة الوضع اليمني، بعدما تخلله العديد من المشكلات، موضحاً أن المواجهة ستأتي مع الطرف الحوثي، وهو أحد المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، والتي تتلقى دعماً كبيرا من بقية الأجنحة الإيرانية مثل حزب الله اللبناني وغيرها من الجماعات والمليشيات الإيرانية.