"كان مجرد حلم".. حكاية "بسملة" بطلة العالم في الكاراتية
"أنحت
في الصخر وحقق حلمك"، لم تكن مجرد كلمات تترد على ألسنة الجميع، لتحثهم على المصابرة
والركض وراء أحلامهم التي طالما جالت في خواطرهم، وأصبحت هي شغفهم الوحيد الذي يضيء
لهم عتمه الحياة.
ثغر
باسم، عيون لا تستطيع أن تدرك ما وصلت له، قلب ينبض بشدة؛ ليحرك الدم في الشرايين بشكل
سريع؛ لشعوره بالسعادة تتغلل طياته، أيادي تقبض على الحلم، هكذا بدت بسملة محمود، لاعبة
الكاراتية بالمنتخب المصري، عقب حصولها على المدلية الذهبية في بطولة العالم عام
2019، التي عقدت في مدينة تشلي.
نادي
بسيط، توسط مدينة ههيا بمحافظة الشرقية، ذا أدوات وتجهيزات بسيطة جدًا، إذا ما قورنت
بأندية الدرجة الأولى، يتم تزويده بها من خلال تبرعات الأهالي واشتراكات الأعضاء، حوى
خلف جدرانه إحدى عشر بطلًا عالميًا جميعهم من أبناء المحافظة بشكل عام، وهيها بشكل
خاص.
"
كنت بحلم بالمدلية الذهبية بس مكنتش فاكرة أني هأخدها فعلا"، بهذه الكلمات أوضحت
بسملة محمود، ذات الستة عشر عامًا، الطالبة بالصف الثاني الثانوي الأزهري، لاعبة نادي
هيها الرياضي بمحافظة الشرقية، أن حلمها فور علمها أنها ستكون ضمن بعثة المنتخب المصري
لبطولة العالم 2019 بتشيلي.
قالت
بسملة محمود، إن الدعم النفسي والفني هما السبب الأول في فوزها بالمدلية الذهبية، مؤكده أن كلًا من والدها يقدمان لها الدعم النفسي بشكل
كبير، فهما دائمًا يدعماها لمواصلة نجاحها سواء على المستوى الدراسي أو الرياضي.
أما
عن الدعم الفني، فيقوم عليه المدرب الخاص بها، إسلام فاروق، موضحه أنه يساندها بشكل
كبير، يهتم بتدريبها، وبحالتها النفسية، معلقه "المدرب كان ديمًا بيقف جنبي وبيساعدني
أنظم وقتي بين التدريب والدراسة".
"كل
مباراة كنت بدخل فيها كانت معركة صعبة"، هكذا أوضحت بسملة محمود لـ "الفجر" أنها خاضت خلال بطولة العالم للكاراتية خمس مباريات،
كانت جميعهم بذات الدرجة من الصعوبة، إلا أن أخرهم كانت أشد.
شعرت
لاعبة الكاراتية بنادي ههيا، خلال استلامها المدلية الذهبية وحصولها على المركز الأول
في بطولة العالم، بأن كل كيانها ينتفض لعلم مصر، الذي رفع بفضل الله ثم مجهودها، والذي
هم الجميع للوقوف احترامًا وتقديرًا له.
مذ أن
كانت في المرحلة الابتدائية، وهي تدرب بين جدران النادي، سبع سنوات متتالية، من التدريب
القاسي والمجهود الكبير، جعلت بسملة تحصد عدد من الألقاب والمدليات المحلية والدولية.
فبالنسبة
للبطولات لمحلية، فقد فازت بالمركز الأول على مستوى محافظة الشرقية وزن 54 كيلوغرام
ناشئات، وكذلك المركز الأول على مستوى قطاع شرق الدلتا، وفي الأخير حصلت على المركز
الأول ببطولة الجمهورية الفردية للأندية المؤهلة لمنتخب مصر للناشئات.
أما
عن البطولات الدولية، حصلت على المركز الأول في التصفيات الداخلية لمنتخب مصر، وتأهلت
إلى البطولة الافريقية للكاراتية، والتي أقيمت في المغرب، فبراير الماضي، وحصلت على المركز الأول فيها.
وفي
مايو من العالم الجاري، حصدت المركز الثالث لبطولة الدوري العالمي بقبرص، ومن ثم تأهلت لبطولة الدوري العالمي بكرواتيا يوليو
الماضي، وحصلت على المركز الأول في كلًا من التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة العالم،
وبطولة العالم بعد فوزها على لاعبة منتخب يوغسلافيا في المباراة النهائية في مدينة
تشيلي.
ومن
جانبه قال الكابتن أحمد وهدان، المدير الفني للكاراتيه بنادي ههيا التابع لمحافظة الشرقية،
صاحب الأربعون عامًا، إن بسملة هي إحدى الأبطال الذين كتبوا تاريخ هذا النادي، وحفروا
أسمائهم بالذهب على جدران بطولات العالم، فقد
حصد النادي إحدى عشر مدلية متنوعة في بطولات العالم.
"
من صغرها وهي نابغة"، هكذا بدأ المدير الفني لرياضة الكاراتية بنادي ههيا بالشرقية،
حديثه لـ "الفجر" عن بطلة العالم بسملة محمود،
قائلًا إنها منذ أن بدأت تدريبها من سبع سنوات، وهي تتألق وتترقي سريعًا بين الأحزمة
المختلفة، لم تعرف الهزيمة إلا في أوقات بسيطة، إلا أنها دائمًا ما كانت تتحدى نفسها
وتنتصر في نهاية البطولات الرياضية التي خاضتها.
أعرب
أحمد وهدان، عن سعادته البالغة بفوز بسملة، إذ أنه لم يكن متوقعًا أن تحصد المركز الأول، توقع فوزها بأحد المراكز، لكنه
كان يري أن لقب بطلة العالم كان بعيدًا عن نادي ههيا الرياضي، معلقًا "بسملة تقدر تفوز لكن مكنتش متوقع أن النادي بتاعنا ياخد
مدلية زي دي".
أضاف
وهدان، أنه يتمني أن تحصل على مراكز الشباب الرياضية على الدعم الكافي لها من قبل الدولة
متمثلة في وزارة الشباب والرياضة، خاصًة وأن معظم مراكز الشباب قد حصدت عدد من الألقاب
المحلية والعالمية.
كما
أوضح، أحمد، أن وزير الشباب والرياضة، لم يستقبل أبطال البعثة في المطار فور وصولهم
إلى القاهرة، كما أنه لم يتم تحديد موعد لتكريمهم وحصولهم على المكافئات المالية.