بالتعاون بين المصري والبريطاني الانتهاء من رقمنة 10 آلاف سلبية زجاجية
أعلنت وزارة الآثار أنه تم الانتهاء من رقمنة 10000 سلبية زجاجية من مركز تسجيل الآثار المصرية والمتحف المصري بالتعاون مع المتحف البريطاني، باستخدام أحدث الطرق الحديثة في الحفظ والصيانة مع إعداد نموذج لقاعدة بيانات خاصة بالسلبيات بالإضافة إلى وحدات تخزين حديثة، يذكر أن عدد السلبيات الزجاجية في مركز تسجيل الآثار المصرية والمتحف يبلغ 60 الف سلبية.
جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الذي أقامة مجلس الأمناء بالمتحف البريطاني في العاصمة البريطانية لندن، والذي شهده الدكتور خالد العناني وزير الأثار بدعوة من مجلس الأمناء، ويعتبر المجلس هو أعلى سلطة بالمتحف وتضم ٢٥ عضوًا من الشخصيات العامة والمرموقة في المجتمع الإنجليزي من كافة المجالات، يتم تعينهم من الملكة والحكومة البريطانية ويعقدون اجتماعاتهم كل أربعة سنوات.
حيث ناقش العناني مع أعضاء مجلس أمناء المتحف البريطاني، تعزيز سبل التعاون مع المتحف في مجال العمل المتحفي والاستفادة من خبرات المتحف البريطاني لتطوير العرض المتحفي في المتحف المصري بالتحرير، والمتحف البريطاني في لندن هو أكبر متحف في المملكة المتحدة، وأحد أهم المتاحف العالمية تأسس عام 1753 اعتمادًا على مجموعات العالم الفيزيائي السير هانز سلون، وافتتح في يناير 1759 في بلومزبري في نفس مكان المتحف الحالي، يحتوي على أكثر من 13 مليون غرض من جميع قارات العالم وضعت العديد من التحف أسفل المتحف بسبب ضيق المساحة.
وعُرض أمر إنشاء المتحف على البرلمان البريطاني الذي أقر ذلك عام 1753 في عهد الملك جورج الثاني أن يدفع مبلغ 20 ألف جنية استرلينى لورثة الطبيب على أن يجعل من المجموعة نواة المتحف الذي عرف ألان باسم المتحف البريطاني والذي فتح أبوابه في 15 يناير 1759،وكان المبنى الذي استعمل لذلك هو بيت Montague House.، ومع إن الزيارة كانت في أول الأمر بدون رسم دخول إلا إنهم حرصوا على أن يعطى للزائر تذكرة لا يمر بدونها، وكان الزوار يحصلون على شرح من موظف مختص يقودهم بين ردهات المتحف، ومع مرور الزمن حدث شيئي من التراخي بالنسبة لشروط الدخول إلى أن سمح أخيرا للجمهور في عام 1879 بالدخول بدون تذكرة، وفى عام 1808 صدرت لائحة تنظيمية بشان زيارات الأجانب والفنانين للمتحف ويفهم منها أن المتحف كان مفتوحا للجمهور أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ولا يسمح بدخول أكثر من ثماني مجموعات في اليوم الواحد على أن لا يزيد عدد المجموعة الوحدة عن خمسون شخص، ولا يجوز للزائر أن يتحرك بدون تذكرة وفي صحبة أحد الموظفين من المتحف أو أحد الحراس، وقد خصص يوم الجمعة للزيارات الخاصة وكان من حينا لآخر يتم حجز المتحف كله لطلبة الأكاديمية الملكية البريطانية، وقد تركت معظم المعروضات بدون بطاقات شرح إلا في حالات قليلة جدا، ولم يتم طبع أول دليل للزوار إلا في عام 1808.
وقرب نهاية القرن 19 ينشط المتحف في نشر الكتالوجات العلمية وبالتحديد في عام 1888، ومع مرور الوقت تزايدت مجموعات المتحف البريطاني بشكل كبير وكان من اشهرها ما دخل إليه تلك المجموعة المصرية التي استولى عليها الإنجليز بعد انتصارهم في موقعة أبو قير البحرية على الفرنسيين وأهم ما فيها بالطبع. حجر الرشيد، وتضم مكتبة المتحف العديد من الكتب القديمة والمخطوطات النادرة المطبوعة والخطية، موقعة أبي قير البحرية أو معركة النيل وقعت في صباح 2 أغسطس 1798 م بين الأسطول الفرنسي والأسطول الإنجليزي بقيادة نيلسون. وقد قدرت الخسائر الفرنسية إلى 1700 قتيلا بينهم نائب الأدميرال و3000 أسير، وكانت الخسائر البريطانية 218 قتيلا. أخذ الأسطول الإنجليزي يراقب الأسطول الفرنسي، ثم فاجأه في أبي قير وهزمه شر هزيمة، وكان من نتائجها أن أغرق الأسطول الفرنسي وقضي علي آمال فرنسا في تكوين إمبراطوريه فرنسيه. وكان من ضمن شروطها آن يسلم الفرنسيين كل القطع الأثرية المصرية للانجليز ومن بينها حجر رشيد بريشة دانيال ارم.
والمتحف ينقسم لعدة أقسام منها القسم المصري والقسم الآشوري والقسم اليوناني الروماني والقسم البريطاني وغيرها من أثار العصور الوسطى وأثار أخرى من الشرق الأدنى، هذا بالإضافة إلى متعلقات علم السلالات البشرية وعلم الحيوان وعلم النبات وعلم الجيولوجيا وعلم المعادن، وهناك قسم للطبع والتصوير ومعمل للبحث العلمي والتحاليل وبالإضافة إلى معامل الترميم والصيانة والإدارة والخدمات العامة.
وأحد أشهر القطع الأثرية في المتحف حجر رشيد، وهو مرسوم ملكي من عهد الملك (بطلميوس الخامس) ويرجع تأريخه إلى 196 ق. م، وهو لوحة ذات قمة مقببة تنقسم إلى قسمين العلوي هو المتبقي نُقش عليه منظر ديني يمثل تقدمة قربان من الملك بطليموس الخامس لبعض الآلهة ولأجداده البطالمة الأوائل كما كان معتادًا في نقوش المراسيم الملكية في ذلك العصر، والجزء السفلى يحتوى على متن المرسوم الملكي الذي كتب بواسطة كهنة منف ومحتوى الكتابة تمهيدًا للملك (بطليموس الخامس) يشكرونه فيه لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات، وقد سجل هذا المرسوم بخطوط ثلاث وهى حسب ترتيب كتابتها الهيروغليفية – الديموطيقية – اليونانية، والهيروغليفية هي الكتابة الدينية المقدسة المتداولة في المعابد وقد فقد الجزء الأكبر من الخط الهيروغليفى، والديموطيقية هي الكتابة الشعبية (العامية المصرية) وكتب الكهنة المرسوم بهذا الخط حتى يفهمه عامة المصريين، واليوناني وهو الخط الذي تكتب به لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر حتى يفهمه الحكام الإغريق.
وتم نقل الحجر إلى القاهرة وبعد نقله أمر (نابليون) بإعداد عدة نسخ منه لتكون في متناول المهتمين في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص بالحضارة المصرية، وحجر رشيد وصل إلى بريطانيا عام 1802 م بمقتضى اتفاقية أُبرمت بين إنجلترا وفرنسا تسلمت إنجلترا بمقتضاها حجر رشيد وآثار أخرى.