الخوف من هجمات الانتقام.. أجهزة المخابرات البريطانية في حالة تأهب بعد وفاة "البغدادي"
زادت أجهزة الاستخبارات البريطانية من مراقبتها لحوالي 3000 شخص في المملكة المتحدة وخارجها يُعتقد أنهم مرتبطون بـ "داعش" أو الذين يمكن أن يكونوا مصدر إلهام من المنظمة الإرهابية لشن هجمات في البلاد بعد وفاة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، كما ذكرت صحيفة "الجارديان".
وحسبما ورد، في حين أن مستوى التهديد الإجمالي في البلاد لا يزال "شديدًا" - مما يعني أن الهجوم الإرهابي محتمل - لم ترفع المخابرات الحربية مستوى التهديد إلى "خطير" بعد، والذي تم تنفيذه في أعقاب هجمات القصف 2017 في مانشستر أرينا ومحطة بارسونز جرين.
ووفقًا للمخابرات الحربية، لا يزال تنظيم "داعش" هو الشاغل الأمني الرئيسي في المملكة المتحدة حتى بعد وفاة "البغدادي"، حيث تعتقد مصادر المخابرات أن العديد من المؤامرات الإرهابية في البلاد تنبع من مؤيدي المنظمة في الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى أعمال انتقامية.
وحسب المخابرات، مع ذلك، فإنهم يشيرون أيضًا إلى أن الذئاب المنفردة، رغم أنها غير مرتبطة بالمنظمات الإرهابية بشكل مباشر ولكنها مستوحاة من تصرفاتها في كثير من الأحيان، لا تزال خطيرة، لأنها لا يمكن تتبعها ومراقبتها بشكل صحيح.
وأخبر رافايلو بانتوتشي، خبير الإرهاب ومدير معهد رويال يونايتد للخدمات، لصحيفة "الجارديان": "الشاغل الأكثر إلحاحًا هو أن الأحداث الإرهابية الكبرى غالبًا ما تؤدي إلى اتخاذ اجراءات من قِبل النسخ أو الانتقام".
كما أخبر مسؤول مخابرات إقليمي، لم يكشف عن اسمه صحيفة "نيوزويك"، عقب وفاة "البغدادي" أن المنظمة لا تزال قادرة على إلهام الأعمال الإرهابية على الصعيد العالمي.
قال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه: "سوف يضربون سوريا، فوضى العراق، أوروبا وبالتأكيد الولايات المتحدة".
وكان قد أعلن مسؤولون أمريكيون أن بقايا جثّة زعيم تنظيم ما يسمى بـ"داعش" أبوبكر البغدادي، ألقيت في البحر في وقت برزت تفاصيل جديدة بشأن عملية القوات الأمريكية الخاصة التي أسفرت عن مقتله نهاية الأسبوع.
وأعلن الأكراد أنهم شكّلوا مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الاستخباراتية التي قادت الأميركيين إلى البغدادي بعد تعقّبه على مدى سنوات.
وأصبح كلب تابع للجيش الأمريكي لم يُكشف عن اسمه البطل غير المتوقع للعملية إذ أصاب البغدادي بجروح عندما طارده في نفق مسدود تحت المنزل الذي كان يختبئ فيه في إدلب (شمال غرب سوريا)، حيث فجّر زعيم تنظيم الدولة الإسلامية نفسه مع أولاده الثلاثة بحزام ناسف كان يرتديه.
وأكّد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن مقتل البغدادي "يشكّل ضربة مدمّرة لفلول" تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشاد بقوّة من نحو مئة عنصر استقلت مروحيات إلى المجمع في منطقة إدلب في مهمة معقّدة إستدعت تنسيقًا مع الروس والأكراد والأتراك ونظام الرئيس السوري بشار الأسد لمنع تعرّض المروحيات الأميركية لإطلاق نار من أيّ من هذه الجهات.
وقال "إسبر": "نفّذوا العملية من كل جوانبها ببراعة".
في 27 أكتوبر، أكد الرئيس دونالد ترامب مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في أعقاب عملية عسكرية أمريكية في سوريا في نهاية الأسبوع.
في حين يُعتقد أن الجماعة قد عينت عبد الله قردش - المعروف أيضًا باسم حجي عبد الله العفاري - كزعيم جديد لها، يُعتقد أن المنظمة الإرهابية قد ضعفت بشدة بسبب فقدها أراضيها التي كانت تسيطر عليها في السابق بعد تقدم القوات الحكومية السورية والعملية العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
