استمرار احتجاج آلاف العراقيين تحديا لحملة القمع

وقف الآلاف من المحتجين العراقيين في ساحة التحرير بوسط بغداد، اليوم الأحد، متحدين حملة قمع دموية، أسفرت عن مقتل العشرات في نهاية الأسبوع وغارة ليلية شنتها قوات الأمن تسعى لتفريقهم.

وأقام شبان حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة بالعاصمة ضد قوات الأمن، التي استمرت في لف عبوات الغاز المسيل للدموع تجاههم، وقالت مصادر طبية وأمنية إن 77 شخصا أصيبوا.

كما قُتل 74 عراقيًا على الأقل يومي الجمعة والسبت الماضيان، وجُرح المئات عندما اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن ومجموعات الميليشيات في موجة ثانية من احتجاجات هذا الشهر ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وقتل حوالي 231 شخص في أكتوبر.

وعلى الرغم من الثروة النفطية الهائلة للبلد العضو في أوبك، يعيش الكثير من العراقيين في فقر أو لديهم إمكانية محدودة للحصول على المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية الأساسية والتعليم.

كما يكافح العراق للتعافي من سنوات الصراع، التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، والذي أطاح بالديكتاتور صدام حسين.

ويلقي العراقيون اللوم على نخبة سياسية يقولون إنها تابعة لأحد أو أكثر من حليفي العراق الرئيسيين، الولايات المتحدة وإيران، ويشك الكثيرون في أن هذه القوى تستخدم العراق كوكيل لمواصلة كفاحها من أجل النفوذ الإقليمي، دون الاهتمام باحتياجات الناس العاديين.

وقال معاذير ياس، الذي كان يلف نفسه في علم عراقي، "هذا الاحتجاج سلمي والشباب يسألون فقط عن حقوقهم: الوظائف والخدمات".

وكان المتظاهرون محاصرين في دورة اليوم الأحد، للتقدم بشكل أعمق في ميدان التحرير ونحو المنطقة الخضراء، التي تضم مبان حكومية، ثم التراجع عندما أصبح عبوة الغاز المسيل للدموع أكثر من اللازم.

وكانت رائحة الغاز قوية في جميع أركان الساحة حيث أطلقت قوات الأمن النار بشكل عشوائي ومباشر على المحتجين، وليس في الهواء.

كما استخدم الكثير منهم طرقًا مبتكرة للدفاع عن أنفسهم، بما في ذلك متظاهر واحد استخدم طبقًا يعمل بالاقمار الصناعية كدرع، واحتشد التوك توك حاملًا الشبان المصابين إلى سيارات الإسعاف.

وقال شبان يقومون بتنظيف الساحة، إنهم يخشون تكرار حملة الأمن، التي شنتها قوات الأمن مساء يوم السبت الماضي، عندما تم تفريق المظاهرات في ميدان التحرير بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، أعاد بعض المحتجين تجميع صفوفهم.

وتجمع الآلاف أيضًا في مدن الناصرية الثلاثة في الحلة ومدينة كربلاء الشيعية المقدسة، كما أشعل المتظاهرون النار في مدخل مبنى مجلس المحافظة في كربلاء واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في الحلة، وكانت احتجاجات الأحد في الناصرية سلمية.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في النخبة العراقية، اليوم، إنه انتشر في شوارع بغداد لحماية المباني الحكومية الهامة "من عناصر غير منضبطة".

وقال مصدران أمنيان لوكالة "رويترز"، يوم أمس السبت، إن قوات الخدمة في بغداد طُلب منها "استخدام جميع التدابير اللازمة" لإنهاء الاحتجاجات ضد حكومة عبد المهدي.

كما قامت قوات مكافحة الإرهاب بضرب واعتقال العشرات من المحتجين في مدينة الناصرية الجنوبية، مساء السبت.

وحطمت الاضطرابات ما يقرب من عامين من الاستقرار النسبي في العراق، الذي عانى من 2003 إلى 2017 من احتلال أجنبي وحرب أهلية وتمرد الدولة الإسلامية.

وإنه يمثل التحدي الأكبر لعبد المهدي منذ توليه منصبه قبل عام واحد فقط، على الرغم من الإصلاحات الواعدة وأمر بإجراء تعديل وزاري واسع النطاق، فقد كافح حتى الآن لمعالجة شكاوى المحتجين.

كما بدأت التحالفات السياسية التي تدعم حكومته الائتلافية الهشة في الانهيار، مما جعل موقفه غير مستقر.