"العائلة المقدسة بالمنصورة" تحتفل بـ 50 سنة رهبنة وعمل برسالة التعليم للأخت ماري ليلي
شهدت مدرسة العائلة المقدسة للبنات فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، والتى تجاوز عمرها أكثر من مائة وإحدى عشر عاما إحتفالية رائعة بحضور الأب برنابا منسى راعي الكنيسة الكاثوليكية بالمنصورة والراهبات ومشاركة القساوسة الأرثوذوكس وعلي رأسهم القس لوقا نيابة عن نيافة الأنبا داوود اسقف المنصورة وتوابعها والدكتورة ريمونده عساف نائب رئيس الجامعه الأسبق لشئون خدمه المجتمع والبيئة والأستاذة بكلية الطب والدكتورة فرحة الشناوي الحاصلة علي وسام ضابط عظيم من السفارة الفرنسية ولفيف من أولياء الأمور المسلمين والمسحين للأحتفال باليوبيل الذهبى للأخت مارى ليلى البير مديرة المدرسة بمناسبة مرور خمسون عاما على خدمتها وعطائها فى مجال التعليم وبصمتها الطيبة فى قلوب بناتها من طالبات المدارس المختلفة.
بدأت الإحتفالية بقداس للصلاة ترأسه الآب برنابا راعي الكنيسة الكاثوليكية بالمنصورة وسط حضور لكل اسرة العائلة المقدسة من اسرة التدريس بالمدرسة والراهبات وإدارة المدرسة واختتمت الصلاة، ثم تقدم عدد من أولياء الأمور بالتهانى والتحية للأخت مارى ليلى البير، معربين لها عن حبهم ورغبتهم فى مواصلة طريقها الذى اقتطعته من نصف قرن لتنشأة اجيال بنات صالحات لخدمة وطننا الحبيب مؤمنين برسالة المدرسة منذ نشأتها وهى تأسيس جيل عقيدته الأساسية هى المحبة والسلام وأن الدين لله والوطن للجميع.
وقالت الأخت ليلى التي اتمت عامها السبعين من عمرها وبعد فترة ٥٠ عاما من الرهبنة والعمل والخدمه في مجال التعليم حيث بدأت من مدينة القاهرة خطواتها الاولى وتحديدًا من ديرنا بمصر الجديده هليوبليس في اغسطس ١٩٦٧ وكان عمرها آن ذاك ١٨ عامًا، مكثت لعامين بهذا الدير لعمل الدراسات التكوينيه الرهبانيه والدينيه وفى اغسطس ١٩٦٩ انطلقت بالعمل في المجال التعليمى وكانت اول مدرسه تعمل بها هى مدرسة القديس يوسف بميدان الجيش وبعد عدة سنوات انتقلت الى مدرسة القديس يوسف بالكوربه بمصر الجديده وبعدها إلى الغردقة بمدرسة القديس يوسف ثم إلى العبور بمدرسة القديس يوسف ومنها الي مدرسة القديس يوسف بالإسماعيلية.
وتابعت، "كخطوة تالية انتقلت إلى المنصورة استكمالا لرسالتي الخدمية في مجال التعليم بمدرسة العائله المقدسه واستمرت مسيرتى حتي اليوم الذي أتمت به خمسون عامًا من الرهبنة خمسون عامًا من العمل برسالة هي الأسمي ولما لا والرسالة هي اعداد جيل من الفتيات مفعم بالإنتماء لبلده محب لكل من حوله متسامح ومعطاء كما اوضح كل من تحدثوا عنها من الحضور".
وأختتمت الاحتفالية بجلسة في مسرح المدرسة تناول فيه الحضور الحلوي مع الشاي والتقاط الصور التذكارية مع الراهبات واولياء الامور والمدرسين وسط جو مليئ بالرحابة والود واجواء من الروحانيات مثلما ورد علي لسان اغلب الحضور في حديثهم في جلسة مع بعد الصلاة.
وتعد مدرسة العائلة المقدسة من اقدم واعرق المدارس علي مستوي مدينة المنصورة ومن اعرق المدارس علي مستوي الجمهورية حيث نشأت مدرسة العائلة المقدسة للبنات بالمنصورة واستقت هويتها من مؤسسة رهبنة العائلة المقدسة بفرنسا عام 1816م القديسة إميلى درودا بفرنسا.
والقديسة إميلي ولدت دورودا، في فرنسا فيلفرانش دورويرج 1787 - 1852 في أسرة نبيلة. تربت على حب الله والفقراء لم تمنعها أسوار القصر الكبير من سماع نداء المحتاجين وصرخة الفقراء، فوجدت نفسها تؤسس رهبنة رغما عنها. أصبحت " معلمة الفقراء "، وهذا جعلها تتقرب أكثر فأكثر من الله. في 3 مايو 1816، مع ثلاثة من صديقاتها، فتحت أول مدرسة مجانية. وتم رسميا إعلان تأسيس رهبنة العائلة المقدسة التي اتخذت من روحانية العائلة المقدسة في الناصرة نهجا لها، وقاعدة حياة تغني بها الكنيسة والعالم. وتدريجيا، تبلور مشروع تربوي، ننهل منه حتى يومنا هذا ونحاول تحديثه مع متطلبات العصر الحاضر وتغيرات المجتمع السريعة.
1908 نشأت مدرستنا بالمنصورة مع ثلاث راهبات أتين من فرنسا واستقبلهن قنصل فرنسا أنذاك. بدأن تأدية رسالتهن التربوية والتعليمية فى بيت صغير وإمكانات بسيطة وتلميذات لم يتجاوز عددهن 20 حيث كانت المدرسة مدرسة لغات، وفى عام 1923 تم افتتاح مبنانا هذا مكونا من طابقين، وفى 1925 وزاد عدد الطالبات حتى بلغ عددهن 360 طالبة.
ثم جاء عام 1953 تلبية لاحتياجات المجتمع وتزايد الاقبال على مدرستنا تم بناء الطابق الثالث وفى عام 1956 بعد الحرب تبدل الحال وغادر الأجانب المنصورة من راهبات ومدرسين، وفى عام 1957 تحول المسار التعليمى من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية واستمرحتى يومنا هذا وفى ذات الوقت تم الاستعانه بهيئة تدريس مصرية لتكتمل المسيرة بالتعاون مع الراهبات، وفى عام 1969 تم إغلاق المرحلة الثانوية بالمدرسة مكتفية بشهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسى وتواصل العمل بدأب وجهد.
وفى عام 2008 احتفلنا معا بالمئوية تحت شعار " مئة عام عطاء وانفتاح " مئة عام منصرمة على تشييد هذا الصرح وتخريج دفعات متتالية لعبن دورا بارزا فى مجتمعهن. ومازال عطاؤنا مستمرا وأملنا متجددا وفى عام 2010 ازداد عدد الطالبات حتى بلغ عددهن (1450) طالبة بمراحل المدرسة الثلاث (رياض الأطفال – الإبتدائى – الإعدادي)، وفى عام 2015 المدرسة تتبع راهبات قلب يسوع المصريات.