"داعش والبغدادي".. حلم الخلافة الذي توارى تحت التراب
"7 سنوات" هي الفترة الزمنية التي قطعها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، منذ بدايته عام 2012، وحتى هزيمته اليوم بعد مقتل قائده أبو بكر البغدادي في سوريا.
خلال تلك السنوات الماضية شهدت الجماعة الكثير من الأحداث ما بين الاستيلاء عى أراضي العراق وسوريا، ثم هزيمة التنظيم وفقدانه كل أراضيه حتى أنه لم يتبقى لهم سوى قريتين، ذهبت هى الأخرى اليوم بعد مقتل قائد التنظيم، وفي هذا التقرير تستعرض "الفجر" أبرز المحطات التي مرت بها داعش منذ النهوض وحتى الهاوية.
إقامة داعش
في 10 أبريل سنة 2012 تأسست ولاية داعش السورية، بعد يوم واحد من اتباع فرع القاعدة فى العراق على لسان أميره أبو بكر البغدادى لجبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولانى، ولكن الأخير لم يقبل، فحدث انقسام لتضم النصرة غالبية السوريين المقاتلين معها، وينشق عنها 70% من عناصرها مؤسسين داعش بقيادة مباشرة من البغدادى.
وفي إبريل 2013، أعلن التنظيم، إقامة ما أسماه بـ"الدولة الإسلامية فى العراق والشام" وانضم إليها أغلب المقاتلين الأجانب فى النصرة، وهو ما شكل افتراقا علنيا بين القاعدة والتنظيم، حيث طارد التنظيم جميع الكتائب والفصائل المعارضة الأخرى وعلى رأسها النصرة واحكم سيطرته على كل المناطق الممتدة من الحدود السورية العراقية حتى أطراف مدينة حلب شمالى البلاد.
السيطرة على أراضي العراق وسوريا
وقبل إعلان وجوده اجتاح واحتل ثانى أكبر مدن العراق، الموصل فى 9 يونيو 2014، ووصل التنظيم فى زحفه إلى مسافة غير بعيدة عن العاصمة العراقية بغداد قبل أن توقفه الغارات الجوية الأمريكية.
وخلال أوج سيطرة داعش على أراض في العراق وسوريا في عام 2014، جمع حوالي 6 مليارات دولار، مما جعله حتى الآن أغنى تنظيم إرهابي في التاريخ.
وفي أوائل عام 2017 كانت داعش تسيطر تقريبا على 45,377 كيلومتر مربع (17520 ميل مربع) من الأراضي في العراق وسوريا بالإضافة إلى 7,323 كم2 من الأراضي في أماكن أخرى وبالتالي فالتنظيم سيطر على ما مجموعه 52,700 كم2.
ثروة داعش
واعتمد التنظيم في توليد ثروته على ثلاثة مصادر رئيسية: "النفط والغاز، والتي بلغ مجموعها نحو 500 مليون دولار عام 2015، ومعظمها من خلال المبيعات الداخلية، إضافة إلى الضرائب والابتزاز، وقد جنى من خلال هذه الطريقة 360 مليون دولار، وعمليات نهب الموصل عام 2014، إذ سرق 500 مليون دولار من أحد المصارف".
بداية هزيمة داعش
بدأت انتكاسة داعش، في منتصف عام 2015 عندما تم طردهم من درنة بعد اشتباكات مع مسلحين محليين، وبعد أشهر من القتال المتقطع انتقل أفراد التنظيم في نهاية المطاف إلى أجزاء أخرى من ليبيا.
وقُتل الزعيم أبو نبيل الأنباري في ضربة جوية أمريكية في نوفمبر 2015، وشنَّت الحكومة المؤقتة هجوما كبيرا ضد داعش واستعادت الكثير من الأراضي حول سرت في مايو 2016، ثم استعادت المدينة ديسمبر 2016، ومن تلك الفترة وحتى العام الجاري استمرت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
خسارة داعش كافة أراضيها
وفي تقرير رصدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يناير 2019، رصدت فيه تقلص الأراضى التى يسيطر عليها تنظيم داعش فى سوريا والعراق.
وقالت إنه خلال أوج قوته، فرض داعش السيطرة على أكثر من 60 ألف ميل مربع فى المنطقة، والآن تقلص هذا إلى قريتين فقط مساحتهما ستة أميال مربعة.
وفى هاتين القريتين دخل جنوده فى صدامات ثقيلة مع القوات الديمقراطية السورية التى يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، والتى تقاتل من أجل استعادة الأرض، بحسب ما قال متحدث باسم الميليشيا ومراقبون فى المنطقة.
وفى حين لا يزال بعض المتشددين يحاربون حتى النهاية، فإن المسئولين المحليين يقولون إن المسلحين يستسلمون بالعشرات، ويكررون نهجا شوهد من قبل من مدن أخرى بعد فترة قصيرة من الإطاحة بالتنظيم فيها.
وتقول نيويورك تايمز إنه حتى مع نهاية دولة الخلافة المزعومة لداعش فى سوريا والعراق، يحذر المسئولون الغربيون من أن هذا لا يعنى نهاية التهديد العنيف الذى تمثله الجماعة، فلا تزال تنفذ هجمات قاتلة منها التفجير الانتحارى الذى قتل فيه أربعة جنود أمريكيون فى منبج الأسبوع الماضى.
الخلافة البديل للتنظيم
وفي أغسطس 2019، ذكرت تقارير صحفية، أن زعيم أبو بكر البغدادي اشتد عليه المرض، ولهذا رشح مساعده أمير محمد سعيد عبدالرحمن محمد المولى الملقب "عبد الله قرداش" لزعامة التنظيم في العراق وإدارة أحوال وشؤون التنظيم، وحينها توجهت الأنظار إلى ذلك "الخليفة المستقبلي المزعوم".
مقتل البغدادي
وشهد صباح اليوم الأحد 27 أكتوبر 2019، إعلان مصادرأميركية، مقتل زعيم تنظيم داعش" أبو بكر البغدادي"، بعد أن شنت القوات الأمريكية، غارة جوية استهدفت معقل زعيم التنظيم، قرب قرية "بريشا" فى إدلب السورية، بعد أن وافق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على العملية قبل حوالى أسبوع.