"أداء القسم على مصحف قالون وخطاب رسمي".. أبرز مشاهد تنصيب الرئيس التونسي الجديد
في خطوة جديدة تعزز الانتقال السلس في تونس، أدى قيس سعيد اليمين الدستورية ليتولى مهامه كرئيس جديدًا للبلاد، في مقر البرلمان بالعاصمة، بعد فوز كاسح الشهر الجاري في الانتخابات الرئاسية، بحضور سياسيون تونسيون ورؤساء بعثات دبلومسية عربية وأجنبية.
ويتسلم سعيد مقاليد الحكم لفترة رئاسية مدتها 5 سنوات، ليصبح بذلك ثاني رئيس لتونس يتم انتخابه بصورة ديمقراطية عقب ثورة الياسمين، بل الرئيس السابع للجمهورية التونسية، خلال مراسم تنصيب عقدت في قصر قرطاج، وذلك بعد أدائه اليمين الدستورية صباح اليوم في مقر البرلمان بمنطقة باردو وسط العاصمة تونس، متبوعا بخطاب توجه به إلى التونسيين.
اعتماد لغة الإشارات في بث المراسم
وبث التلفزيون التونسي، مراسم تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب الجديد قيس سعيد، في تغطية مباشرة من مجلس نواب الشعب إلى قصر قرطاج، كما وفر التلفزيون التونسي الإشارة إلى كل القنوات الإذاعية والتلفزيونية الراغبة في نقل الحدث، كما اعتمد لغة الإشارات، لمتابعة كل المستجدات في مختلف المجالات في تونس.
أداء القسم على مصحف قالون
وتناقلت وسائل الإعلام التونسية، مقطع فيديو، لعبد الفتاح مورو، رئيس البرلمان التونسي بالإنابة، وهو يكشف عن المصحف الذي سيؤدي عليه سعيّد القسم، والتي تمت طباعته في تونس سنة 1981، وهو مصحف فخم وعلى رواية قالون، وهي الرواية التي يقرأ بها في تونس".كما أنه مكتوب بخط مغربي، وهو الخط الأصيل في تونس، ومن يوم دخول المصحف إلى مجلس نواب الشعب في أواخر الثمانينيات، درج كل رئيس جمهورية على أداء اليمين عليه.
إطلاق 21 طلقة بعد أدائه اليمين الدستورية
وعلى صوت 21 طلقة نارية، استقبل الرئيس الحالي محمد النّاصر الرئيس المُنتخب ليتبادلا أحاديث قصيرة قبل دخولهم بهو قصر قرطاج، حيث ألقى سعيّد التّحية على كامل الطاقم العامل في القصر. ليكون محمّد النّاصر بذلك قد سلّم سعيّد عهدة رئاسية ستمتدّ طيلة الخمس سنوات القادمة، وذل إثر انتخابه من قبل الشّعب التونسي كرئيسا للجمهورية التونسية في الثالث عشر من شهر أكتوبر الجارى.
أول خطاب رسمي
وفي أول خطاب رسمي له، أمام البرلمان، ألقى الرئيس الجديد، بعد تنصيبه رئيسا إلى الشعب التونسي، قال إن "ما حصل في تونس ثورة سياسية وثقافية في آن"، مضيفا أن "التونسيين اختاروا الحرية والديمقراطية، ولن يتراجعوا عنها"، مضيفا "الحرية التي دفع التونسيون ثمنها غاليا لا يستطع أحد سلبها منهم تحت أي ذريعة، ولا عودة إلى الوراء، ومن يريد ذلك يلهث وراء السراب".
وأكد سعيد على ضرورة أن تبقى مرافق الدولة خارج الحسابات السياسية، قائلا: "الأمانة هي الحفاظ على الدولة التونسية بكل مرافقها العمومية التي لابد أن تبقى خارج الحسابات السياسية"، مشيرا إلى أن "لن أتسامح مع أي فلس يخرج من أموال التونسيين دون وجه حق. لا مجال للتسامح في أي مليم من عرق الشعب التونسي. والجميع يحمل أمانة من موقعه".
كما شدد على "مواجهة الإرهاب والقضاء على أسبابه"، وقال إن "رصاصة واحدة من إرهابي ستقابل بوابل لا يعد ولا يحصى من الرصاص". وجدد سعيد التزامه "بالمعاهدات الدولية"، مؤكدا أن "القضية الفلسطينية ستبقى في وجداننا، وهذا الموقف ليس ضد اليهود بل ضد الاحتلال".
وفى نهاية كلمته قال: "إن أهم من المعاهدات المكتوبة والبنود والفصول هو التفاهم بين الامم والشعوب من اجل الانسانية جمعاء، ولا حاجة للتاكيد مجددا على ان امتدانا الطبيعي مع اشقاءها في المغرب العربي وافريقيا وفي الوطن العربي ومع اصدقاءنا شمال المتوسط ومع كل من يقاسم شعبنا طموحاته واماله فى كل مكان، وستبقى تونس منتصرة لكل القضايا العادلة واولها قضية شعبنا فى فلسطين، والحق الفلسطيني لن يسقط كما يتوهم الكثيرون بالتقادم لان فلسطين ليست قطعة أرض مقسمة في سجلات الملكية العبقرية بل ستبقى في وجدان كل أحرار وحرائر تونس منقوشة في صدورهم وما هو منقوش فى الصدور لن تقدر على فسخه القوة او الصفقات، ليس هذا الموقف موقفا ضد اليهود على الاطلاق فقد حميناهم في تونس ينما كانوا ملاحقين وسنحميهم بل هي موقف ضد الاحتلال وضد العنصرية وان الاون للانسانية جمعاء ان تضع حدا لهذه المظلمة التى تتواصل لاكثر من قرن، اننا نتطلع الى عالم جديد وإلى المساهمة في صناعة تاريخ جديد يغلب فيه البعد الانسانى على سائر الابعاد الاخرى".