المطران عطا الله حنا: موسم قطف ثمار الزيتون في فلسطين عرس وطني بامتيار
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم، إن موسم قطف ثمار الزيتون في فلسطين إنما يعتبر عرسا وطنيا بامتياز فشجرة الزيتون لها رمزيتها إذ إنها ترمز إلى السلام كما أن جذورها العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة إنما ترمز أيضا إلى عراقة انتماءنا وجذورنا العميقة كفلسطينيين في تربة هذه الأرض المقدسة.
وتابع: في موسم قطف الزيتون كما وفي كل المواسم يؤكد الفلسطينيون تشبثهم بالأرض وعشقهم لكل حبة تراب من ثرى هذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر، ونسأل الله بأن يبارك هذا الموسم وبأن يبارك زيت وزيتون بلادنا الذي له نكهة خاصة وهي نكهة معطرة بالقداسة والبركة من أرض تقدست وتباركت بحضور القديسين والشهداء وبحضور السيد المسيح وأمه البتول.
وأوضح: ما أحلى وما أجمل فلسطين التي يُظلم ابنائها ويقمعون في كل يوم ولكنه شعب يعشق الحياة ويعشق الحرية والكرامة والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام، وأننا اليوم نعرب عن شجبنا واستنكارنا ورفضنا لما أقدمت عليه خلال الأيام المنصرمة مجموعات متصهينة تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا وقد وصلوا من أمريكا ومن غيرها من الأماكن تضامنا مع الاحتلال وذلك في فترة الأعياد اليهودية وقد شارك هؤلاء في مسيرات في القدس وفي غيرها من الاماكن تضامنا مع الاحتلال.
وإن هذه المجموعات التي تطلق على نفسها "المسيحيون الصهاينة " أو "الإنجيليون الصهاينة " إنما هي جماعات لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالقيم المسيحية والمبادىء الانجيلية السامية التي تحثنا دوما على ان يكون انحيازنا الى جانب المظلومين وليس الى جانب الظالمين.
نقول بأننا لا نعترف بما يسمى "مسيحية صهيونية" او "انجيلية صهيونية" فهذه مفردات غريبة عن قاموسنا الكنسي واللاهوتي والايماني، فالمسيحية هي ديانة المحبة والرحمة اما الصهيونية فهي حركة عنصرية كانت سببا في نكبة شعبنا وما زالت حتى اليوم تمارس ظلمها وقمعها بحق انساننا الفلسطيني.
نوضح مجددا ما أكدناه مرارا وتكرارا بأن أدبيات هذه المجموعات هي غريبة عن القيم المسيحية وهم يفسرون العهد القديم كما يحلو لهم وذلك بمعزل عن العهد الجديد عهد التجسد والفداء والنور والخلاص.
إن التفسيرات المغلوطة للعهد القديم والتي تتبناها هذه المجموعات انما تعتبر مغالطات لاهوتية وقد أوضحنا هذا في المبادرة المسيحية الفلسطينية.
ونرفض أن يُطلق هؤلاء على انفسهم صفة الانتماء للمسيحية والصهيونية في نفس الوقت فإما أن تكون مسيحيا وإما أن تكون صهيونيا وهنالك بون شاسع بين القيم المسيحية وبين الصهيونية الغاشمة العنصرية.
نؤكد لمن يجب أن تصلهم رسالتنا بأن هؤلاء لا يمثلون الكنائس الرسولية العريقة في عالمنا وهؤلاء عندما يأتون الى فلسطين لا يتواصلون مع المسيحيين الفلسطينيين ولا يزورون كنيسة القيامة أو كنيسة المهد فهم لا يعترفون بهذه الأماكن المقدسة وأدبياتهم تستند إلى تفسيرات مغلوطة للعهد القديم بما يتناسب والأطماع الصهيونية والسياسات الاحتلالية.
وجاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى استقباله اليوم وفدا كنسيا من استراليا.