تعرف على القديسة "ففيان" التي ماتت بالسرطان وجسدها لم يتحلل ( صور)
منذ طفولتها كان والدها يتخذها صديقه له ويعاملها على أنها أكبر من سنها، وكان والدها عند عودته من عمله يجلس معها ويبدأ يحكي لها أحداث يومه وكأنها شخص كبير، وكانت الأم تتعجب من تصرف الأب الذي لا يعامل طفلة سنها ذات العامين، بما يناسب سنها الصغير جدًا وكانت تزداد عجبًا حينما كانت تلمح عيون الطلفة البريئة ففيان جمال فؤاد، التي ولدت في 21 يناير في عام 1992 ميلادية، وإيماء رأسها التي توحي لمن يراها بأنها تفهم كل ما يقال لها، لأنها طفلة كانت تتميز بالذكاء الحاد والهادئ.
ويقول جمال فؤاد، والد القديسة "ففيان"، إن ابنته كانت دائمة مطيعة في كل الامور، فكانت مطيعة في كل شيئ وكانت تتمثل بالاية التي تقول "أيها الاولاد أطيعوا والديكم في كل شيئ لأن هذا مرضي في الرب".
ويقول القمص شنودة وديع، كاهن كنيسة العذراء والانبا ابرام بفيصل – الهرم، إن ففيان جمال كانت تكسر إرادتها في أشياء كثيرة لأجل والديها لتلبي لهما كل ما يطلبان بداله حب، مشيرًا الي انها كانت تطغي علي معاملاتها مع كل الذين يعرفوها ومن يتعامل معها.
وأضاف "وديع" في تصريح لبوابة الفجر، أن ففيان كانت الطفله المعجزة وكان يلتمس به وداعة وطاعة كبيرة، حيث كانت تتصف بالهدوء الغير متصنع النابع من قلب وديع نقي مليئ من الروح القدس.
ووصف القمص شنودة القديسة ففيان قائلًا "إنها كانت كالزهرة الجميلة تتصف بجمال هادئ يشد كل ما يراها ويجذبه لأفاق روحاني لانها لم تشبه بنات كثيرة في إهتمامتهم بانفسهم بل هي كعروس النشيد كجنه مغلقة وينبوع مختوم كأناء مختار من الله.
وأكمل قائلًا: إن ففيان كانت تحب تماف ايريني وتتمثل بقصة حياتها، وكانت ففيان تصلي الي الله بأن ينعم عليها بمرض السرطان ومعه إحتمالًا حتي تتم ايامها علي الارض، وبالفعل لم يتأخر رد السماء، ففي بداية شهر يناير عام 2008 بدأ اعراض مرض السرطان علي ففيان، فقد شعرت بالتعب الشديد وبعد إجراء الفحوصات الطبية لها تم إكتشاف مرض السرطان بها في مرحلته الاخيرة لايصح معها العلاج الإ جلسات الكيماوي، ودخلت علي إثرها مستشفي معهد الاورام في 3 سبتمبر 2008، وكانت تتحمل المرض بشكر عجيب.
واستطرد الاب شنودة قائلًا: إن والدة ففيان كانت تطلب من ابنتها ان تصلي الي الله بان يمن عليها بالشفاء إلا ان ففيان كانت تقول "دي علاقتي مع ربنا ولا ارغب ان احد يتتدخل فيها"، واستمرت ففيان علي هذا الحال لمدة عام ونصف من العام، مضيفًا: ان في احدى المرات وصل عدد محاولات إدخال الكانيولا في ذراعها الي 25 محاولة في يوم واحد وتطلب الامر الي ادخالها في الرقبه لعدم وجود اوردة في جسدها، وفي ذلك اليوم سألها والديها لماذا وافقتي يا ففيان بأن تخترف الابر في جسدك كل هذا العدد فأجابتهم قائلة " انا كنت بأقول لبابا بسوع ماتزعلش يارب، انا عارفه إن الشكة دي فيك مش فيا انا.. انت قولت من يمسكم يمس حدقة عيني".
واضاف قائلًا: قبل رحيل ففيان بثلاثة اسابيع، تم اجراء الفحوصات الطبية لها أثبتت بأنها في تحسن وقرر الطبيب بأن يعطيها جرعة كيماوية تحفيظية إلا انها تسببت في دخولها في غيبوبة، وفي اليوم التالي افاقت من الغيبوية واخبرت من حولها بأن العذراء مريم اخذتها الي السماء وأرتها مكانها المعد لها في السماء وسوف تتنقل الي السماء بعد 20 يوم، وبالفعل بعد مرور هذا الوقت كان رحيل هذه القديسة هادئً، حيث رحلت في 3 اكتوبر عام 2009.
وكشف القمص شنودة وديع، ان بعد مرور حوالي ست سنوات من وفاة ففيان، طلب الاهالي بأخلاء المدافن التي دفنت فيها القديسة وهي في القطامية، فقام والدها يإعداد مدفن جديد وحصل علي تصريح بنقل رفات ابنته ففيان وعند فتح المقبرة الخاصة بها وجدوا ان الصندوق الخاص بها كما هو بحالته ففتحوا الصندوق وكانت المفاجأة، حيث جسد القديسة ففيان كاملًا ولن يتحلل، فقرر اباء كنيستها بأن يعمل لها زفه تليق بقداستها وتم نقل جسدها في مدفن خاص بها في 18 سبتمبر عام 2014.