هل ستواجه تركيا مصير "إيران" بفرض عقوبات أمريكية؟
أرجحت العديد من الأطراف الأمريكية، فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على تركيا، لاسيما عقب منح الرئيس التركي أردوغان ضوء أخضر لمهاجمة الأكراد، عندما قررت الإدارة الأمريكية سحب عدد صغير من قواتها من المنطقة الحدودية شمال سوريا، تجلى ذلك بعد الانتقادات القاسية من بعض مؤيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منهم الجمهوريين، وهو ما يثير عدة تساؤلات مفادها هل ستلحق أنقرة طهران وتنال مصير العقوبات الأمريكية.
وكلف الرئيس الأمريكي، المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا، دبلوماسيين أميركيين التوسط في "وقفٍ لإطلاق النار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا، والذي بدأ الأربعاء المنصرم.
عقوبات اقتصادية
بينما نشر السيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام، إطار عقوبات اقتصادية ضد تركيا وفي مشروع القرار الذي يقدمه غراهام والسيناتور فان هولن، فإن العقوبات تستهدف كلا من الرئيس التركي ونائبه ووزير الدفاع الوطني ووزير الخارجية ووزير الاقتصاد ووزير التجارة بالإضافة على وزير الطاقة والثروات الطبيعية. واستعرض المشرعان الأمريكيان مشروع القرار الذي يتكون من 8 أجزاء، أولها فرض عقوبات على التجارة العسكرية مع تركيا، عقوبات تستهدف قطاع الطاقة التركي، حظر المساعدات العسكرية الأمريكية، وحظر منح تأشيرة لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ضد قادة أتراك.
وقال جراهام في تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر: "سنقود جهودا في الكونغرس لجعل الرئيس التركي يدفع ثمنا باهظا"، داعيا الرئيس الأمريكي لـ"تغيير المسار في الوقت الذي فيه متسع وقت عبر العودة إلى مبدأ المناطق الآمنة الذي كان يعمل جيدا".
استبعاد الحل العسكرى
وتوقعت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد الاسترالية، في تقرير لها، اقتراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فرض عقوبات اقتصادية على النظام التركي، رداً على العدوان الذي شنه، والذي خلف وراءه مئات الشهداء والمصابين وآلاف النازحين. وقالت الصحيفة، إن مسئولين أمريكيين استبعدوا لجوء ترامب إلى الحل العسكرى، لوقف الهجوم التركي على القوات السورية الكردية حلفاء الولايات المتحدة، مستشهدين بطلب ترامب أيضًا من البنتاجون انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وهو ما يرجح كفة العقوبات الاقتصادية القريبة.
وتابعت الصحيفة الاسترالية: "يبدو أن الإدارة الامريكية مستعدة لتنفيذ تهديداتها بالقضاء على الاقتصاد التركي خاصة بعد تصريحات وزير الخزانة ستيفن منوشين يوم الجمعة، وإعلانه أن ترامب سمح بفرض عقوبات لها تأثيرات قوية على تركيا". ومساء الأحد، دون ترامب على موقع تويتر أنه كان يستمع إلى الكونجرس ، حيث يضغط الجمهوريون والديمقراطيون بقوة من أجل فرض عقوبات ضد تركيا، قائلا : "وزارة الخزانة جاهزة للعمل ، وقد يتم السعي للحصول على تشريع إضافي.. هناك إجماع كبير على تلك الخطوة.. لكن تركيا هى من بدأت.. ترقبوا!".
حظر مبيعات الأسلحة
وأشارت الصحيفة، إلى أن ما يرجح إعلان العقوبات بشكل عاجل، هي الانتقادات القاسية من العديد من الأطراف بما فيهم من بعض مؤيديه الجمهوريين الأقوى، إذ تدرس الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حظر مبيعات الأسلحة والتهديد بمحاكمة مرتكبى جرائم الحرب، إلى جانب العقوبات الاقتصادية الرادعة التي من المتوقع تطبيقها قريبا على تركيا التي تم بالفعل صياغتها، وجاهزة للتفعيل في أي وقت وفقا لما قاله وزير الخزانة الأمريكي. فيما أعلنت فرنسا، إيقاف صادرات أي أسلحة إلى تركيا مستخدمة في الهجوم على الأكراد فى سوريا، بينما أعلن وزير الخارجية الألماني، أنها ستقلص صادراتها من الأسلحة إلى تركيا.