أردوغان يعلن "عدم تراجعه" عن الغزو التركي لسوريا... والغرب يفرض عقوبات
أكد رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، اليوم الجمعة، على أنه "لن يتراجع" عن عمليته العسكرية، التي يستهدف بها الأكراد في شمال سوريا، فيما تلوح أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة.
وكثفت تركيا ضرباتها المدفعية والجوية على شمال شرق سوريا، في تصعيد لهجوم ضد المسلحين الأكراد، أثار انتقادات واسعة وتحذيرات من وقوع كارثة إنسانية.
وشدد أردوغان، اليوم، على أن بلاده لن توقف العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنها.
وأضاف الرئيس التركي، "لن نوقف أبدا تلك الخطوة، التي اتخذناها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السورية"، وتابع "نتلقى تهديدات من كل حدب وصوب تقول أوقفوا هذا التقدم".
وتعرضت تركيا لانتقادات من دول عدة بشأن عمليتها في سوريا، وصلت إلى الحد التلويح بفرض عقوبات عليها، في حال "تمادت وتجاوزت الحدود" على حد وصف الولايات المتحدة الأمريكية.
هجوم تركيا على سوريا
هذا وقامت تركيا باطلاق هجوماً جوياً وبرياً بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من المنطقة القريبة من الحدود المتاخمة للقوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، مما مهد الطريق أمام الهجوم التركي.
ومن جانبها، قررت القوات الكردية وقف جميع العمليات ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، من أجل التركيز على قتال القوات التركية، حسب ما قال مسؤولون أكراد وأمريكيون.
ويهدف الهجوم التركي إلى تشييد ممر للسيطرة على طول الحدود، مما يسمى بـ"المنطقة الآمنة"، لإبعاد الميليشيات الكردية، مثل هذه المنطقة ستنهي استقلال الأكراد الجزئي في المنطقة وتضع الكثير من سكانها تحت السيطرة التركية، كما قالت أنقرة إنها "تهدف إلى توطين مليوني لاجئ سوري، معظمهم من العرب، في المنطقة".
عقوبات أمريكية "فعالة"
وأبلغ البيت الأبيض تركيا بأنها قد تواجه "عقوبات فعالة للغاية"، وأن الولايات المتحدة الأمريكية "ستعطل الاقتصاد التركي"، إذا تمادت أنقرة بما هو أبعد في توغلها ضد الأكراد.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تأمل ألا تضطر إلى استخدام سلطة العقوبات الجديدة الموسعة، التي أذن بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن جدير بالذكر أن العملية التركية جاءت بعدما قرر ترامب سحب القوات الأميركية من الشمال السوري، فاسحا المجال أمام أنقرة للهجوم على القوات الكردية، التي تعتبرها "إرهابية".
ودعمت الولايات المتحدة القوات الكردية، التي قاتلت مقاتلي جماعة "داعش" الإرهابية، وتحرس الآلاف منهم في مراكز الاعتقال.
أوروبا تهدد أنقرة
وقالت مسؤولة فرنسية، اليوم، إن العقوبات ضد تركيا ستكون مطروحة في قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، بسبب توغل أنقرة في سوريا.
وصرحت أميلي دي مونتشالين، وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية والأوروبية، لإذاعة "فرانس إنتر"، إن أوروبا ترفض فكرة أنها عاجزة عن الرد على ما وصفته بأنه وضع مروع للمدنيين وحلفاء أوروبا الأكراد في الحرب على داعش.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إنه يتعين على تركيا تفهم مخاوف الاتحاد الأوروبي من أن تؤدي تحركاتها في سوريا إلى كارثة إنسانية.
وأضاف دونالد توسك، "لن نقبل أبدا استغلال اللاجئين كسلاح واستخدامهم لابتزازنا، تهديدات الرئيس أردوغان أمس في غير محلها بالمرة".
هروب عشرات الآلاف
وفر نحو مئة ألف شخص من المناطق المستهدفة، مع أمتعتهم في سيارات وشاحنات ومركبات ثلاثية العجلات، بينما هرب آخرون سيرا على الأقدام.
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو مئة ألف شخص شردوا، وحذرت وكالات الإغاثة من تعرض ما يقرب من نصف مليون شخص بالقرب من الحدود للخطر.