في الذكرى الأولى لوفاته.. نكشف المجهول فى حياة "بيشوي" الرجل الذي لم يعرج بين الفرقتين
تمر السنة الأولى على ذكرى رحيل الانبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ، ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري، الرجل الذي لقبه الأقباط بعدت ألقاب أبرزها الرجل الثاني بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومنها العلامة الأرثوذكسي المستقيم العقيدة، ابن اثناسيوس وكيرلس وديسقورس وشنودة، والرجل الذي لم يعرج بين الفرقتين.
قاد الأنبا بيشوي طيلة حياته في العمل الكنسي الحوار اللاهوتي بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكنائس العالم لسنوات طويلة، كما تحمل كثيرًا من الصغار وكارهي الكنيسة ولم يتكلم.
والأنبا بيشوي من مواليد عام ١٩٤٢، وهو سليل أسرة الشهيد سيدهم بشاي قديس دمياط، تخرج سنة ١٩٦٣ من كلية الهندسة وكان معيد بالجامعة، ثم ترهب بأسم توما السرياني في عام ١٩٦٩، ثم سيم أسقفا علي دمياط سنة ١٩٧٢ بيد البابا الراحل شنودة الثالث.
عين في عهد البابا شنودة الثالث سكرتيرًا للمجمع المقدس من سنة ١٩٨٥ وحتي سنة ٢٠١٢، وكان قد ترك تراثًا من الكتب والعظات والمحاضرات التي شرح فيها إيماننا الاقدس بكل أمانة متمسكا بالوديعة المستقيمة.
وتقول منال ابادير، ابنة شقيقة الأنبا بيشوى، إن والدها قد توفى وهي عمرها يتجاوز الخمس سنوات، وان الأنبا بيشوي كان مسؤلًا عنها وإنها تعتبره في مقام والدها المتوفي، بعد ان هاجر شقيقها الأكبر الي الولايات المتحدة الامريكية عقب تخرجة من الجامعة.
وأضافت "منال" لـ"الفجر"، أننا كنا نلاحظ الانبا بيشوي كان يقوم قبل وفاته بأيام قليلة ببعض التصرفات تدل على إنه كان يشعر بقرب وفاته، منها كتابة قصيدة منذ شهرين قبيل وفاته بعنوان "متى أراك"، وهى عبارة عن مناجاة لله يعبر فيها عن إشتياقه للقاء.
وتابعت: عندما كانت تعد بتجهيز خطوبة إبنتها وتؤجل الحفل عقب عودة الانبا بيشوي من سفريته الاخيرة، إلا أن الانبا بيشوي اصر بتقديم موعد الخطوبه قبل سفره، وبالفعل قامت بحفل الخطوبه وصلى الانبا بيشوي وبارك العروسين.
يذكر أن الكنيسة القبطية الارثوذكسية، قد اعلنت في 3 اكتوبر من العام الماضي وفاة الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفرالشيخ والبرارى رئيس دير الشهيدة دميانة ببرارى بلقاس عن عمر ناهز 76 عاما، نتيجة تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء تواجده بالقاهرة. عقب عودته من مشاركته في لقاء مسكوني الذي عقد في السابع والعشرون من سبتمبر، واستمر حتى 1 من أكتوبر 2018، بمقر بطريركية الأرمن الأرثوذكس بأرمينيا، حيث كان ممثًا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ونعى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والمجلس الملي العام وهيئة الأوقاف القبطية وسائر الهيئات الكنسية وفاة الأنبا بيشوي.
وقال البابا، في بيان: "يعز علينا انتقاله المفاجئ بعد أن خدم الكنيسة 45 سنة مطرانًا جليلًا، وشغل منصب السكرتير العام الأسبق للمجمع المقدس، وكان عالمًا لاهوتيًّا مدققًا، شارك بعلمه في صياغة الكثير من البيانات الكنسية واللاهوتية، كما كان أستاذًا في الكليات الإكليريكية بمصر وبالخارج".
وأناب البابا تواضروس، الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، لترأس صلاة التجنيز على الأنبا بيشوي، نظرًا لتواجده في الولايات المتحدة الأمريكية انذاك في زيارة رعوية.