"صديق العرب".. مواقف لا تنسى لـ"جاك شيراك"

تقارير وحوارات

جاك شيراك
جاك شيراك


خيم الحزن على العالم بالأمس عقب وفاة الرئيس الفرنسي السابق "جاك شيراك"، والذي توفى عن عمر يناهز86 عاماً، وأعلنت رئاسة فرنسا حينها يوم حداد وطني، يتخلله قداس في كنيسة سان سولبيس في باريس.

وأطفئت بالأمس أنوار برج إيفل إكراماً لروح شيراك، وعرضت صور له أمام بلدية باريس، وذكرت عائلة شيراك أنه سيتم تنظيم مراسم تكريم شعبية له.

شيراك كان واحدًا من أكبر شخصيات اليمين الفرنسي، وظهر ذلك طوال حياته السياسية الطويلة والغنية بالنجاحات الباهرة، ولكن تخلل عهده بعض الإخفاقات أيضاً، ولكن بقدرته الاستثنائية تمكن من تجاوز الصعوبات والحضور.

اشتهر الرئيس الفرنسي السابق، ذكائه وبدهائه السياسي ومرونته في إدارة دفة الحكم، وتربع على عرش الإليزيه في الفترة بين 1995 و2007، وشهدت فترة حكمة مواقف دولية قادها الرئيس الذي رحل عن عمر يناهز 86 عاما، امتدت صداها للعالم العربي والشرق الأوسط الذي وصف للكثير من النشطاء والسياسين بــ"صديق العرب"، وله العديد من المواقف التي لا يمكن نسيانها وظلت محفورة في تاريخ كل الشعوب، وفي السطور التالية نستعرض أبرزها. 

رفض المشاركة في تحالف مع واشنطن
كان أحد المواقف البارزة لجاك شيراك، رفضه مشاركة فرنسا في التحالف الدولي بقيادة "واشنطن" في غزو العراق عام2003، برغم مشاركة فرنسا في التحالف الدولي لتحرير الكويت من الغزو العراقي عام1990، وحينها أوضح شيراك أنه شديد المعارضة لفكرة الحرب، وهذا الأمر سيؤدي إلى نهاية الشرق الأوسط.

وبهذا الشأن قال خلال حوار تلفزيوني سابق له "باريس ستستخدم حق النقض الفيتو ضد أي قرار بهذا الشأن".

دعم القضية الفلسطينية
الموقف الثاني الذي لا ينسى له، هو محاولة دعم القضية الفلسطينية، ففي أكثر من موقف اعترض على الانتهاكات الإسرائيلية التي تحدث بحق الفلسطنين، وطالب بضرورة التوصل لسلام فلسطيني - إسرائيلي، ورغم تحفظه تجاه القضية الفلسطينية، فإن موقفه شهد تحولاً جذرياً، فأصبح من أكبر الداعمين لتأسيس دولة فلسطينية. 

دعم لبنان
أما الموقف الثالث، فيتمثل في دعم "لبنان" في القضايا الأمنية والأقتصادية، خاصة تلك التي تعرضت لها مع بداية الألفية الجديدة، وحافظت على استقرار البلد التي عاشت ملتهبة من الأحداث المتتالية.

وشكل شيراك تحالف استراتيجي في المنطقة، وعبر عن غضبه الشديد من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وصديقه رفيق الحريري عام 2005، وحضر عزاءه في بيروت، وقال في مذكراته:" انهرت عندما تلقيت خبر اغتيال الحريري رغم إني حذرته مراراً وتكراراً من المتربصين به".

مهاجمة سوريا 
كما هاجم الرئيس الفرنسي، نظام الأسد الظالم في سوريا،  وقال عنه في مذكراته"الزمن الرئاسي"، "بشارالأسد طاغية ومغرور"، حيث كتب في مذاكراته: "في بداية عام 2005 اعد استقبالحافل بالشتائم لممثل الأمم المتحدة النروجي تيري رود لارسن المكلف بالإشراف على تطبيق القرار 1559، وخلال استقبالي لكونداليسا رايس في الثامن من شباط 2005 اطلعتها على قلقي من تصلب النظام السوري، المستعد للقيام بكل شيء، لكي لا يغير شيئا بلبنان، بما في ذلكدعم المنظمات الارهابية حالياً لضعضعة الاستقرار فيه". 

علاقاته مع العرب
كما تناولت مذكراته "زمن الرؤساء" والزمن الرئاسي، الكثير من العلاقات التي جمعته مع القادة والرؤساء العرب، حيث كان يحظى بصداقة كبيرة مع الملك المغربي الراحل الحسن الثاني الذي كان صديقه الشخصي طوال ثلاثة عقود وقيل أنه أوصى "شيراك" برعاية نجله، كما تمتع بصداقة كبيرة مع مؤسس الإمارات الشيخ زايد وأيضا بالعائلة السعودية الحاكمة، خصوصاً الأسرة الحاكمة في الكويت، والملكين الراحلين فهد بن العزيز وعبد الله بن عبد العزيز، والعديد من الزعماء العرب أبرزهم الرئيس الأسبق حسني مبارك.