"أوقاف الإسكندرية" لـ المصلين: لا تنخدعوا بالشائعات التي تشوه وطنكم وولاة أموركم

وقال الشيخ حسن عبدالبصير، مدير عام الدعوة، إن المديرية كلفت الأئمة للحديث حول موضوع "حماية الأوطان من مقاصد الأديان"، فإن البشر قد جلبوا على حب أوطانهم التي ينشأون بها ويترعرعون فيها ولذلك جعل الله عزوجل حب الأوطان دين تعبدنا به تبارك وتعالى.

وأضاف عبد البصير، قد علمنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خرج مهاجر من مكة التفت إليها والقلب يتألم وقال لها مخاطبا والله أنك لأحب بلاد الله إلى الله واحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهاجر أصحابه أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخفف عن أصحابه ألم فراق الوطن وملاعب الصبا ومراتع الشباب، فرفع أكف الضراعة إلى الله تبارك وتعالى وقال "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة او أشد" فسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقهم حب المدينة حتى يعوضهم عن وطنهم الذي فقده لأن ألم فراق الأوطان أشد من ألم إزهاق الأرواح، فإن ألم القتل ينتهي بخروج الروح وأما ألم ترك الأوطان تبقى حسرته في القلوب ما دام الإنسان حيا ولهذا سوى الله بين قتل النفس وبين ترك الأوطان فقال "ولو أن كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم مافعلوه إلا قليل منهم".

وتابع مدير الدعوة، قد كان العرب يعدون مقياس دين الرجل ومروءته اشتياقه لوطنه وحبه له كما قال الأصمعي "إذا اردتم أن تعرفوا مروءة الرجل فانظروا إلى اشتياقه لوطنه وحنينه إليه".

ووجه رسالته قائلا: "يا أيها العقلاء لا تنخدعوا بالشائعات التي يراد من ورائها تشويه وطنكم وولاة أموركم ويراد منها هدم هذا الوطن العظيم، فإياكم أن تنساقوا ورائها فتكونوا عونا للأعداء على وطنكم، واعلموا أن حفاظاكم على بلدكم ووطنكم قربة لكم عند ربكم تبارك وتعالى، حفظ الله مصر وأهلها وجنبها مكر الماكرين وكيد الكائدين، وحفظ ولي أمرها وأصلح به البلاد والعباد إنه ولي ذلك والقادر عليه".