بعد دعوة "جونسون".. ما مدى إمكانية عقد اتفاق نووي جديد بين إيران والغرب؟
في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول إيراني رفيع المستوى، أن مطالب الولايات المتحدة بتغيير الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية "غير مقبولة"، وتأكيده أن إيران لن نتفاوض أبدًا على اتفاق استغرق منا التوصل إليه سنوات، فقد أكد رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، إنه بغض النظر عن آراء الجميع بشأن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية فقد حان الوقت للتفاوض على اتفاق جديد.
بريطانيا: حان الوقت للمضي قدما
وأضاف جونسون: "كيف نرد على ما فعله الإيرانيون بشكل صريح؟ ما تفعله المملكة المتحدة هو محاولة جمع الناس معا وتهدئة التوتر"، وجاءت تعليقاته بينما تجمع زعماء العالم في الأمم المتحدة في نيويورك حيث من المنتظر مناقشة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وتابع: "مهما كانت اعتراضاتكم على الاتفاق النووي القديم مع إيران، فقد حان الوقت للمضي قدما وإبرام اتفاق جديد"، حسب ما نقلت وكالة "رويترز".
أمريكا ترحب
ومن جانبه، رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باقتراح رئيس الوزراء البريطاني بإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، قائلا إنه لم يتفاجأ باقتراحه.
فيما نقلت وكالة رويترز عن المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك، قوله إن واشنطن "تسعى لمفاوضات شاملة مع طهران تشمل تطوير الصواريخ ودعم الإرهاب".
الموقف الإيراني
في المقابل، قال مسؤول إيراني رفيع المستوى لوكالة رويترز، إن مطلب أمريكا بتغيير الاتفاق النووي غير مقبول، مشددا "لن نتفاوض أبدا على اتفاق استغرق منا التوصل إليه سنوات.. القيادة الإيرانية تدعم الدبلوماسية، لكن إذا كان الأمريكيون يرغبون في تهدئة التوتر فينبغي عليهم رفع العقوبات وإنهاء الضغط على طهران".
وتجري إيران وثلاث دول أوروبية -هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا- محادثات حثيثة بهدف إنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار بسبب انسحاب أميركا منه، وفرضها سياسة الضغوط القصوى على القيادة الإيرانية لدفعها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد.
ومن الجدير أن طهران ودول غربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفقت عام 2015 على خطة عمل شاملة مشتركة حول البرنامج النووي الإيراني، المعروفة بالاتفاق النووي، التي انسحبت منها واشنطن متذرعة بـ "ثغرات" يُمكن أن تسمح لطهران بالتقدم نحو صنع قنبلة نووية، فيما أعلنت إيران خطوات جديدة في إطار تقليص التزاماتها بالاتفاق، ردا على العقوبات المفروضة عليها، مع تأكيدها على أن أبواب الدبلوماسية ما زالت مفتوحة.
وأعلنت إيران يوم 7 سبتمبر الجاري الخطوة الثالثة من تقليص تعهداتها بالاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015، ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018، حيث أكدت رفع القيود على أبحاث ومستوى تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي.