قبل انطلاق "قمة المناخ 2019".. كيف يتم التصدي لظاهرة التغير المناخي؟
تتفاقم عواقب التغير المناخي، الذي يعد من أخطر القضايا، لما يمثله من تهديد مباشر للعالم برمته، بما يحتم رفع مستوى الطموحات والتعهدات في التصدي لها، إذ تمتد آثارها إلى مختلف جوانب حياتنا، ويتسبب في نزوح ووفاة الكثيرين سنويا، ما يؤكد ضرورة توفير التمويل المستدام والمناسب للدول النامية لمواجهة تلك الظاهرة.
وتشهد الأمم المتحدة، غدًا مؤتمر الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ، على مستوى الحكومات، والقطاع الخاص، والسلطات المحلية، ومنظمات عالمية أخرى لتطوير حلول طموحة في ستة مجالات: تحول عالمي إلى الطاقة المتجددة وبنى تحتية ومدن مستدامة ومقاومة والزراعة المستدامة وإدارة الغابات والمحيطات والمقاومة والتكيف مع آثار المناخ ومواءمة التمويل العمومي والخاص مع اقتصاد صفري. ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة المناخ الدولية التي تعقد غداً في إطار اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة بالأمم المتحدة. ومن المقرر أن يلقي الرئيس كلمة أمام القمة يعرض خلالها وجهة نظر مصر وإفريقيا والدول النامية إزاء تغير المناخ.
وستركز القمة على القطاع الرئيسي الذي يمكنه المساهمة في خفض معدلات انبعاث الغازات الدفيئة كالصناعة الثقيلة، وطرح الحلول القائمة على الطبيعة والمدن والطاقة وتمويل المناخ، حيث سيقدم قادة العالم تقارير عما يقومون به حاليا، وما يعتزمون فعله عندما يجتمعون عام ٢٠٢٠ تحت مظلة "مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ"، لتجديد الالتزامات أو زيادتها في اتجاه العمل على خفض معدلات انبعاث الغازات الحرارية.
ما هو تغير المناخ؟
في هذا الصدد، ترصد "الفجر"، قبل انعقاد القمة، كل ما تريد معرفته عن ظاهرة التغير المناخي- أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، ويمكن أن يشمل معدل درجات الحرارة، معدل التساقط، وحالة الرياح، فهذه التغيرات يمكن ان تحدث بسبب العمليات الديناميكية للارض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الاشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة، ومؤخراً بسبب نشاطات الإنسان-، خلال السطور التالية.
الخطورة
تشكل التغيرات التدريجية للمناخ تهديدا ملحوظا إذ تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل في هطول الأمطار، حيث أثرت حالات الجفاف وحدها على أكثر من مليار شخص خلال العقد الماضي، وذلك وفقا لبعض المراقبين، الذين أكدوا إن نحو ملياري شخص من الأكثر فقرا حول العالم يواجهون تهديدا استثنائيا بفقدان سبل العيش وخسارة الموطن لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمها تغير المناخ.
أسباب التغير المناخي
التغير المناخي يحدث بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة، وهناك أسباب عديدة لظاهرة التغير المناخي منها "التلوث بأنواعه الثلاث البري والجوي والبحري، ونشاطات الإنسان مثل قطع الغابات وحرق الاشجار مما يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي، والثورات البركانية، وحرق النفايات و التصريف الخاطئ لمياه الصرف الصحي، ومخلفات المصانع، والمبيدات الحشرية الكيميائية".
ضرورة التعاون الدولي للتغلب على الأزمة
ولحل المشاكل الدراماتيكية التي يواجهها العالم، وجه انطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة رسالة إلى القادة المشاركين في أعمال الجمعية العامة قائلا: "افعلوا كل ما هو ضروري للتأكد من أننا قادرون على حل هذه المشاكل"، موضحًا أن الهدف من دعوته لهذه القمة هو حث الدول الأعضاء على تقديم "خطط ملموسة" إلى الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة، على أمل تعزيز اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والأهداف الطموحة التي تشكل حجر الأساس لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، معربا عن أسفه من أننا "لسنا على الطريق الصحيح" للوفاء بالعديد من جوانب أجندة التنمية المستدامة 2030، مضيفًا "نحن بحاجة إلى مزيد من التعاون الدولي للتغلب على تغير المناخ، الأمر نفسه ينطبق على انعدام المساواة..نحتاج إلى عولمة عادلة، والعولمة العادلة ممكنة فقط من خلال المزيد من التعاون الدولي".
حلول مقترحة لمواجهة الظاهرة
كما يرى بعض المراقبون في هذا الشأن، أن الحل يكمن في التوقف عن استنزاف الغابات وزراعة أشجار كثيفة، كي تساعد في تقليل نسبة الكربون المنبعث، حيث يتم امتصاص ثاني أكسيد الكربون ويعطي الأكسجين فيحافظ على الهواء النقي بدل من الهواء الملوث الذي يتسبب في أمراض خطيرة تهدد حياة البشر، بالإضافة لحماية التربة من التصحر والانجراف، وتكرير مياه الصرف الصحي، التي تهدد مستقبل مياه الشرب وتلوثها من خلال اختلاطها بالمياه الجوفية، ويتم ذلك من خلال مولدات آلات تقوم بتكرريها وإعادة استخدامها لري المزروعات، واستخدام الطاقة البديلة، من خلال استخدام الطاقة النظيفة المتجددة يمكننا مواجهة الخطر الذي يهدد العالم بالانقراض، فالطاقة الطبيعية لها إيجابيات كثيرة وأهمها أنها صديقة للبيئة ولا تنفذ ومنها، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه. ومن الحلول أيضًا حظر المبيدات والمخصبات الكيميائية في الزراعة، والاتجاه إلى البدائل الطبيعية والزراعة العضوية المستديمة (مثلا إنتاج الأسمدة العضوية من المخلفات الزراعية والحيوانية المعالجة).