"معنا فؤوس الحقل".. حكاية استشهاد 3 فلاحين أقباط حيرت العالم
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بتذكار استشهاد القديسين (سورص وأنطوكيوس ومشهدري)، والمعروفين بـ(الثلاث فلاحيين)، وبحسب كتاب التاريخ الكنيسي (السنكسار)، تُعيد الكنيسة القبطية بتذكارهم، في 11 توت من كل عام قبطي.
ويقول القس بولس نظير ثابت، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا انطونيوس بأبوشوشة التابعة لإيبارشية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس، إن الـ3 شهداء الفلاحيين، هم من سكان مدينة إسنا جنوب قنا، وكانوا في الأصل ليسوا مصريين.
وأوضح "ثابت" لـ بوابة الفجر، أن قصة استشهاد هؤلاء الفلاحين هي قصة عجيبة تكشف لنا صمود الأجداد وإيمانهم الذي لا يلين، لافتًا إلى أن إيمان البسطاء الذين لا تهزمه سيوف الملوك ولا بريق الفلسفات.
وأضاف كاهن كنيسة العذراء مريم والقديس الأنبا أنطونيوس، أن الفلاحين الثلاثة هم من شهداء مدينة إسنا وهي تعرف آنذلك بمدينة الشهداء والتي قدمت مئة وستون ألف شهيد وقتها، مؤكدًا أنهم استشهدوا في عام ٢٨٥ ميلادية.
ونوه القس بولس، أن مدينة إسنا هي مدينة الأم دولاجي وهي أيضًا قدمت الوف الشهداء الذين قد لا نعرف أسماؤهم لكنها محفورة في كتاب الحياة.
واستطرد قائلًا، أن مدينة إسنا كانت قد خلت من سكانها بعد مذبحة الوالي اريانوس الوالي الروماني في مدينة إسنا آنذاك لأهلها تنفيذا لتعليمات الإمبراطور دقلديانوس، وبينما كان اريانوس في طريق عودته من أسوان مر مجددا بمدينة إسنا وكان في طريق موكبه الثلاث فلاحين الذين صرخوا قائلين: "نحن مسيحيون.. نحن مسيحيون"، ولكن الوالي لم يبادر بذبحهم قائلًا: "لقد تٌلمت سيوف الجنود"، وكان التعب قد حل على الوالي والجنود كثرة الذبح.
وأكد أن الفلاحين الثلاثة لم يستسلموا ولكن هتفوا قائلين: "معنا فؤوس الحقل"، وبالفعل قام جنود الوالي بقطع رقابهم على صخرة مستخدمين الفؤوس، ثم بعد ذلك بُنيت لهم مقبرة بعد انتهاء الاضطهادات.
وكشف القس بولس، أنه مع مرور القرون زالت آثار المقبرة، وقال آنذاك ميخائيل الرشيدي أحد سكان إسنا إنه جاءته رؤيا في إحدى الليالي تطلب إليه أن يذهب إلى بحري البلد ويحفر في مكان معين محدد بالجير فسيجد رفات هؤلاء القديسين الثلاثة، وأن يقوم ببناء مقبرة لهم.