عمران خان: باكستان تشعر بخيبة أمل بسبب محادثات السلام بين واشنطن وطالبان
صرح رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، اليوم الخميس، بأن باكستان تشعر بخيبة أمل إزاء فشل الولايات المتحدة وحركة طالبان الإسلامية في التوصل إلى اتفاق سلام خلال المحادثات الأخيرة في الدوحة.
وقال عمران خان، في مؤتمر صحفي، حسبما نقلت صحيفة "الفجر" الباكستانية: "هذا مأساوي للغاية. لقد كانوا على وشك التوقيع على اتفاق سلام ... لقد عقدت اجتماعًا مع الرئيس ترامب في نيويورك يوم الاثنين وأصر على استئناف حوار السلام مع طالبان".
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني، أنه فوجئ بإعلان "ترامب" عن انهيار المفاوضات. كما أشار خان إلى أهمية الوصول إلى السلام في أفغانستان لمنطقة آسيا الوسطى بأكملها.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن محادثات السلام مع طالبان "منتهية"، بعد أن أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم إرهابي في كابول أسفر عن مقتل جندي أمريكي.
ووقع الحادث في 2 سبتمبر، بعد ساعات من مشاركة الممثل الخاص الأمريكي للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، مع قادة الأمة في تفاصيل اتفاق السلام الذي تم إعداده
من قبل حركة طالبان وواشنطن خلال الجولة التاسعة من المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة.
حاول الجانبان منذ حوالي عام التفاوض على اتفاق سلام يضمن انسحاب القوات الأجنبية مقابل ضمان الحركة بأن البلاد لن تصبح ملاذًا آمناً للإرهابيين.
لكن المحادثات استبعدت الحكومة الأفغانية، لأن حركة طالبان تعتبرها دمية أمريكية. انتهت الجولة الأخيرة من المحادثات في الدوحة في 1 سبتمبر. وقال خليل زاد، إن واشنطن وطالبان "على عتبة اتفاق".
وفي الوقت نفسه، عززت حركة طالبان الهجمات في أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 28 سبتمبر.
وقد أكدت حركة طالبان الأفغانية، أمس الاربعاء، أن "الأبواب مفتوحة" لاستئناف المحادثات مع واشنطن، بعد ساعات من مقتل العشرات في هجومين تبنتهما الحركة في البلاد.
وقال ستانيكزاي في حديث لشبكة "بي بي سي" البريطانية، يوم الأربعاء: "من جهتنا، الأبواب مفتوحة للمفاوضات"، وذلك بعد أن دعت "طالبان" واشنطن قبل أيام للعودة إلى التفاوض.
جاء ذلك بعد أن برر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره وقف المفاوضات مع "طالبان" هذا الشهر، بهجوم أسفر عن مقتل جندي أمريكي.
ودافع ستانيكزاي كذلك عن دور "طالبان" في أعمال العنف الدامية الأخيرة في البلاد، وقال إن "الأمريكيين أقروا من جانبهم بقتل الآلاف من عناصر "طالبان" بينما كانت المحادثات جارية، لذا فالحركة لم ترتكب أي خطأ عبر مواصلة القتال تزامنا مع المحادثات.
وفي 10 سبتمبر، أعلن ترامب أن المحادثات التي استمرت نحو عام لإبرام اتفاق كان سيمهد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، باتت بحكم "الميتة".
لكن إدارته، التي لا تخفي رغبتها بإعادة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم، لم تغلق باب التفاوض بشكل نهائي، بالرغم من تحذير وزير الخارجية مايك بومبيو من أن على "طالبان" إظهار "التزام كبير" قبل استئناف المحادثات.
وقتل 26 شخصا على الأقل في أول هجوم الثلاثاء وقع قرب تجمع انتخابي للرئيس الأفغاني أشرف غني في ولاية باروان وسط البلاد، بينما أسفر تفجير انتحاري آخر في كابل وقع بعد نحو ساعة عن سقوط 22 قتيلا، في أسوء مظاهر العنف في أفغانستان منذ انهارت المحادثات.
ومن المتوقع أن تشهد أفغانستان مزيدا من العنف خلال الأيام المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر، والتي تعهدت طالبان بعرقلتها.
وقد تهدت حركة طالبان، بمواصلة القتال ضد القوات الأمريكية في أفغانستان بعد قرار الرئيس، دونالد ترامب، بوقف المحادثات معها، مشيرة إلى أن واشنطن ستندم على التخلي عن المفاوضات.
وقال المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، لوكالة "فرانس برس" "لدينا طريقتان لإنهاء الاحتلال في أفغانستان، أحدهما كان الجهاد والقتال والآخر كان محادثات ومفاوضات".
وأضاف "إذا أراد ترامب إيقاف المحادثات، فسنتخذ الطريقة الأولى وسيندم قريبا".
وكان ترامب قد أعلن أن المحادثات مع قادة حركة "طالبان" الأفغانية انتهت، وأنه لا يزال يفكر في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان.