نكشف بالصور اللون الحقيقي لمتحف التحرير قبل وبعد الترميم
حالة من الجدل بين المهتمين بالشأن الأثري في مصر، بل وبين بعض الأثريين العاملين في الحقل الأثري، وبين متخصصين في فنون الترميم، حول لون ترميمات المتحف المصري بالتحرير من الداخل، والتي لم تثر فقط المهتمين بالشأن الأثري بل أثارت الكثيرين من محبي المتحف العظيم عبر العالم.
والحالة التي ثارت حول المتحف المصري بالتحرير تشبه إلى حد كبير الحالة التي ثارت حول لون قصر البارون إمبان والاتهامات التي واجهت وزارة الآثار بتغيير لونه، من الأصفر الرملي إلى الأحمر الطوبي، وهو الأمر الذي ردت عليه وزارة الآثار بالعديد من الوسائل كان آخرها زيارة ميدانية من وزير الآثار للقصر والذي كشف فيها عن اللون الأصلي له أمام عدسات الكاميرا.
جولة ميدانية لكاميرا الفجر بين ترميمات المتحف
وكما عودت الفجر متابعيها، قمنا بجولة ميدانية بين أروقة المتحف المصري بالتحرير، نرصد عمليات الترميم والتي تجري جزءً جزءً كل لا تتعطل الزيارات ولا يتم غلق المتحف، والتقطنا العديد من الصور للمجسات والمكاشف التي تم عملها للحوائط للكشف عن الألوان الأصلية التي كان عليه المتحف عند إنشاؤه قبل ما يزيد عن مائة عام.
وأظهرت الصور أن هناك عدة طبقات من الألوان التي تم إزالتها حتى تم الوصول إلى آخر لون كان موجود على الحائط، وهو اللون الأحمر الطوبي، والذي يتم إعادة حوائط المتحف إليه الآن، كما أظهرت الصور أيضًا اختلافًا كبيرًا بين الصور المنتشرة على السوشيال ميديا وبين الصور بعد اكتمال أعمال الترميمات.
وتواصلت الفجر، مع رامي عزمي وهو استشاري ترميم المشروع، والذي قال إن المتحف المصري بالتحرير مسجل كأثر إسلامي، ويخضع للجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والمتحف ترميمه ليس عفو الخاطر، أو أنه يخضع لزوق المرمم ومزاجه، بل هناك قاعدة ثابتة في الترميم لا تتغير وهي إعادة الشئ لأصله.
وأضاف عزمي، أن المرممين قاموا بعمل عدة مكاشف على مختلف حوائط غرف المتحف، والتي كان قد تم دهانها بعدة ألوان مختلفة، فغرف كانت باللون البيج، وأخرى بلون سماوي أزرق وثالثة بلون رمادي، ولكن لما قمنا بعمل مكاشف ومجسات الترميم وصلنا إلى اللون الأصلي للطابق الأرضي وهو اللون الأحمر الطوبي، بل وإلى شكل بعض الزخارف التي كانت موجودة على حوائط هذا الطابق.
وأشار عزمي إلى أن المرممين عثروا على أقدم فاترينة بالمتحف المصري بالتحرير والتي لم تتحرك من مكانها منذ إنشاء المتحف، والتي كانت خلفيتها حائط المتحف وعليه اللون الأصلي له، وهو اللون الطوبي الأحمر، بما يعني أن هذا هو اللون الأصلي لحائط المتحف، حيث أن هذه الفاترينة لم تتحرك من مكانها منذ الإنشاء.
وختم عزمي تصريحاته للفجر قائلًا إن الهجمة التي شهدتها أعمال ترميم المتحف معظمها منطلق من الغيرة على الأثر، وتعتمد على الذاكرة البصرية لآخر 20 عامًا حيث أن ألون المتحف تغيرت لسبع مرات تقريبًا، وكل ما قمنا به هو كشط سبع طبقات من الألوان عن حوائط المتحف، وأضاف أن اللون الأحمر الطوبي كان متناسبًا مع سيناريو العرض الذي كان عليه المتحف قبل 100 عام، وقد لا يتناسب مع سيناريو عرض اليوم وهو ما ستدرسه لجنة سيناريو العرض، وأكد أن اللون قد لا يروق للبعض، ولكنه لا ينفي كونه اللون الأصلي للمتحف.
وينتظر المتحف المصري بالتحرير مشروع تطوير شامل، يعيد ترتيب سيناريو العرض به، سواء في الدور الأرضي أو الثاني، كما يعيد ترتيب حجرة المومياوات بعد نقل المومياوات الملكية، وكذلك يعيد ترتيب سيناريو عرض الحديقة المتحفية، ليعود بالمتحف إلى رونقه الأول عند إنشاؤه.