لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يثبت ولاءه الشديد لمخربي المنطقة، وهو ما ظهر واضحاً في تعليقه الذي برر الهجوم الإرهابي لميليشيات إيران على المنشآت النفطية في السعودية، ما تسبب في موجة عارمة من الغضب، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي عبرت فيه كل دول العالم عن إدانتها الشديدة لمثل هذه الأعمال الإرهابية.
أردوغان: لنتذكر من بدأ بقصف اليمن أولًا
وكان قد صرح "أردوغان"، خلال مؤتمر صحفي، عقب قمة الدول الضامنة لصيغة أستانا (روسيا، تركيا، إيران)، في أنقرة، على الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية، قائلا: "يجب أن تبدأ اليمن في إعادة بناء الدولة بأسرع ما يمكن، فهي غير قادرة على الوقوف على أقدامها" متسائلًا ما الذي يمكن أن تفعله الدول المتقدمة لليمن وسوريا؟، لنتذكر من كان أول من قصف اليمن؟، وسوف نرى من أين بدأت الكارثة"، وذلك في إشارة للسعودية.
يحاول أردوغان بحسب تقرير لقناة مداد نيوز، أن يستفز المملكة وظهر الشماتة فيها بعد استهداف ميليشيات إيران لمصافي النفط في البقيق.
موجة غضب تجتاح مواقع التواصل
وأثارت تصريحات الرئيس التركي، موجة غضب واستياء عارمة لدى نشطاء موقع التدوينات القصيرة "تويتر" بالمملكة العربية السعودية الدول العربية، والتي لم تتوقف فقط عند تركيا فقط بل طالت أيضا قطر، حيث تداول الآف السعوديين هاشتاج "#أردوغان_وإيران_أعداءنا"، في تغريدات تحمل انتقادات شديدة اللهجة لتصريحات أردوغان الأخيرة.
واتهم الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد آل سعود، الرئيس التركي بالكذب، حيث نشر صورتين لخبرين عن أردوغان يتحدث فيهما عن حرب اليمن، قائلًا: "في الصورة الأولي يعلن تأييده لعملية (عاصفة الحزم)، التي تقودها المملكة العربية السعودية عام 2015، أما الصورة الثانية، وهو يدعو فيها إلي تذكر من بدأ بقصف اليمن، معلقًا فخامة الرئيس التركي أنت كذاب".
في الصورة التي على اليمين تصريح في عام 2015 عن حرب اليمن.. وفي الصورة الأخرى تصريح هذا اليوم عن نفس الموضوع.. فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان: أنت كذّاب.. pic.twitter.com/Joes1Ny5GO
وانتقدت مئات التعليقات من مغردين سعوديين، توجيه الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق، الشكر إلى الشيخ محمد بن عبدالرحمن وزير الخارجية القطري الحالي، على إدانته للهجمات الإرهابية على المنشآت الحيوية في بقيق، لافتًا أن "هذه هي أخلاقنا، فرغم الجراح إلا أننا لا نضمر لهم إلا كل خير".
اشكر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على إدانته للهجمات الإرهابية على المنشآت الحيوية في بقيق. فهذه هي اخلاقنا. حمى الله المملكة من كل سوء فرغم الجراح الا اننا لا نضمر لهم الا كل خير.
وكانت مليشيات الحوثي اليمنية والمدعومة من إيران، تبنت السبت الماضي، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في بقيق وهجرة خريص في المنطقة الشرقية للسعودية.
مليشيات تُصر علي دعم الإرهاب
ويبدو من تصريحات العميد يحيى سريع، المتحدث باسم مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، عزم الجماعة علي تكرار الهجوم في المستقبل، والذي حذر الشركات والأجانب من الاقتراب من المنشآت النفطية السعودية، التي تم استهدافها، معتبرا أنها لا تزال هدفًا.
1 ..عملية توازن الردع الثانية التى استهدفت مصفاتى بقيق وخريص تم تنفيذها بعدد من أنواع الطائرات والتى تعمل بمحركات مختلفة وجديدة مابين عادي ونفاث. نحذر الشركات والأجانب من التواجد فى المعامل التى نالتها ضرباتنا لانها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف فى اى لحظه
وأكد حمد الماجد الكاتب السعودي، عبر تغريدة له، قائلًا: "السيد أردوغان لم تكن أمينا ولا منصفا في سؤالك، لأنك تعرف أن حربنا في اليمن ليست مع اليمنيين، بل مع الميليشيات الحوثية، مخالب إيران لاحتلال اليمن وإحدى المهددات لاستقرار بلادنا".
(#أردوغان بشأن قصف المنشآت النفطية السعودية: لنتذكر من بدأ بقصف #اليمن أولاً)
السيد أردوغان لم تكن أميناًولا منصفاً في سؤالك، لإنك تعرف أن حربنا في اليمن ليست مع اليمنيين، بل مع الميليشيات الحوثية، مخالب إيران لاحتلال اليمن وإحدى المهددات لاستقراربلادناhttps://t.co/NluhBD32kx
ورأي عادل الأحمدي الباحث اليمني، أن "أردوغان بتعليقه الأخرق حول استهداف المنشآت النفطية السعودية يثبت افتقاده لثلاث حواس، (السياسة واللياقة والاستشراف)، فضلًا عن الأخوة، فمن الصعب جدًا على أنصاره أن يواروا سوءته هذه المرة".
أردوغان بتعليقه الأخرق حول استهداف المنشآت النفطية السعودية يثبت افتقاده لثلاث حواس: السياسة واللياقة والاستشراف. فضلا عن الأخوّة. من الصعب جدا على أنصاره أن يواروا سوءته هذه المرة. وتركيا هي الكيان المستهدف رقم ٢، بعد المملكة..#اردوغان
ولا تزال تتمسك إيران بالنفي التام حول ضلوعها في استهداف المنشآت النفطية السعودية، حيث نفي التلفزيون الرسمي لها، مساء أمس الاثنين، مشدداً أن طهران لم يكن لها أي دور في الهجمات على منشآت شركة أرامكو التابعة للمملكة العربية السعودية.
صحيفة: الهجمات تمت من العراق أو إيران
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الأدلة تشير إلي تورط إيران في تلك الهجمات، حيث شككت في مزاعم مليشيات الحوثيين حول استهدافهم منشآت "أرامكو"، مشيرين إلى أن الاعتداء تم من العراق أو إيران، التي تدعم مجموعة من المليشيات في العراق.
إدانات دولية وعربية
هذا وأعلنت مصر والإمارات والكويت والبحرين والأردن والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، إدانتهم للهجوم، الذي شنته ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية للبترول، السبت الماضي.
محمد بن سلمان: قادرون علي مواجهة الإرهاب.. والتهديدات الإيرانية تصل للعالم أجمع
أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، تعليقًا علي الهجوم الإرهابي، أن السعودية قادرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي، لافتًا إلي أن التهديدات الإيرانية ليست موجّهة ضد المملكة فحسب، وإنما تأثيرها يصل إلى الشرق الأوسط والعالم.
التحالف: التحقيقات الأولية تشير لتورط إيران بالهجوم
وأكد العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي، أن التحقيقات الأولية في الهجوم على منشآت نفطية في المملكة، تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة إيرانية، مضيفًا أن "مصدر إطلاق الطائرات المسيرة لم يكن اليمن، ويتم الآن التحقق من مصدر إطلاقها"، لافتًا إلى أن الطائرات المسيرة التي تستخدمها مليشيات الحوثي، إيرانية الصنع من طراز "أبابيل".
المملكة تقود تحالف عربي لدعم الشرعية باليمن
وتقود المملكة العربية السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا لدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة المسلحين الحوثيين، الذين يسيطرون على عدة محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء.
وتقع مدينة بقيق النفطية، على بعد حوالي 75 كيلومترا جنوب مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية؛ وتُعد من المدن الهامة بالمنطقة، لوجود الموقع الرئيسي لأعمال شركة "أرامكو"، وتضم أحد أكبر معامل تكرير النفط في العالم.