"تصحيح المفاهيم الخاطئة".. ماذا فعلت مصر لردع حروب الجيل الرابع؟
لم يعد الأمر سهلًا، لكن الدولة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت على عاتقها مهمة مجابهة حروب الجيل الرابع، التي تمثلت في عمل مواقع وصفحات تعمل على تشويه منافستها ونشر الأخبار الكاذبة عنها، بهدف زرع الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد، لتتحول السوشيال ميديا إلى سلاح ضد الدولة نفسها، لذا وجه الرئيس، مرارًا وتكرارًا بتوعية الأجيال بشأن تلك الحرب ومخاطرها على أمن واستقرار الدول.
توصيات "السيسي"
لم يخلو حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أي مناسبة عن
حروب الجيل الرابع، ففي احتفالية الندوة التثقيفية بيوم الشهيد، أكد أن حروب الجيل
الرابع والخامس تمثل قضية شديدة الخطورة على أمن مصر، مشيرًا إلى أن الأحداث التي شهدتها
مصر منذ عام 2011 كان هدفها تدمير أجهزة الدولة.
وفي إطار كشف الحقائق، أوضح "السيسي"، أن الشعب
المصري لم يكن مدرك حينها، قدرة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت تطرح مطالب على
منصات التواصل الاجتماعي ويتم الأخذ بها كأنها واجبة التنفيذ وكان من بين هذه المطالب
إقالة المجلس العسكري وتم تقديمنا من خلال هذه المنصات على أننا قتلة وفاسدين.
وشدد السيسي على خطورة تطور وسائل القتال في تدمير الدول
والقضاء عليها، من خلال حروب الجيل الرابع والخامس التي تعتمد على وسائل الاتصال الحديثة
ونشر الشائعات وتحطيم ثقة الناس في بعضها وقياداتها.
مناقشات حول حروب الجيل الرابع
وفي ظل معركة الدولة المصرية ضد حروب الجيل الرابع، فهناك
شائعات وأكاذيب مغرضة تثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذا خصصت الجلسة الثانية من
المؤتمر الوطني الثامن للشباب، بعنوان "تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء
حروب الجيل الرابع".
وتناولت الجلسة، دور السوشيال ميديا في تزييف الوعى بطرق
حديثة، وكيف يتم صناعة الوعى الزائف لدى المتلقي، واستعراض ما يتم حاليًا بشكل مباشر
من قضايا على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها جزءً من حروب الجيل الرابع، بالإضافة
إلى طرح تساؤل عن كيفية تحول السوشيال ميديا إلى الإعلام البديل.
وبعد تداول الشائعات والأكاذيب المغرضة، ضد الدولة المصرية،
كشف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن حالة التشكيك الفكري بدأت منذ فترة كبيرة من قبل السوشيال
ميديا وأصبحت جزءً من التركيبة النفسية.
طرق المواجهة
وبشأن مجابهة حروب الجيل الرابع، فمصر تمتلك الكثير من التشريعات
التي تحد من الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، وما ينشر من شائعات مغرضة
وأكاذيب تحرض ضد الدولة وتثير الفتنة بين أبنائها، ولكن لا بد من نشر الوعي المعلوماتي
بين مستخدمي السوشيال ميديا، لمواجهة حروب الجيل الرابع التي يقف ورائها جماعات وكيانات
إرهابية تستهدف استنزاف الدولة المصرية والتحريض ضدها.
كذلك الأمر، لا بد من التوعية الشديدة من جانب وسائل الإعلام
والمواقع الإخبارية، حيث أن تداول المعلومات الناقصة التي تقدم في القنوات والمواقع
الإخبارية، أحد أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث حروب الجيل الرابع، حث يلجأ الفرد إلى
وسائل الإعلام المضادة التي تمتلك الكثير من الأدوات والأساليب، المستخدمة في شن حرب
نفسية على المجتمع المصري.
واستمرارًا لعرض طرق مجابهة حروب الجيل الرابع، لا بد من
الاستعانة بالكوادر الإعلامية الواعية، لتكون مسئولة عن نشر الوعي بين أفراد المجتمع
والشباب خاصة، لمواجهة الشائعات التي تتداول بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأكاذيب
التي تثير الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
ويتعلق الأمر أيضًا
بالتجديد الفعلي والعملي للخطاب الديني وبتنوير عقول الشباب بتصحيح المفاهيم الخاطئة
حتى لا يقعوا في براثن قوى وجماعات تخلط الدين بالسياسة وتتخذ من الدين مطية لتحقيق
أهدافها.
كذلك، لا بد من تبصير عامة الناس بالحقائق وبطبيعة التحديات
الخطيرة التي تواجهها المنطقة العربية من تفكيك لجيوش وإعادة تقسيم وتوزيع لتركة ثرواتها
وأراضيها.
وضمن طرق مجابهة حروب الجيل الرابع، سرعة الرد من خلال المؤسسات
وتوضيح الحقائق، وعمل استراتيجية شاملة لمجابهة الشائعات بمواقع التواصل الاجتماعي.