تزامنًا مع مؤتمر الشباب.. كيف تبنت مصر قضية مكافحة الإرهاب بالمحافل الدولية؟
بدأت اليوم فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للشباب المنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، في حضور عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث يتناول المؤتمر عددًا من القضايا الهامة، منها التحديات التي تواجه الدولة فيما يتعلق بقضايا الإرهاب وتأثيره محليًا وإقليميًا، فيما تعد تلك القضية من أهم المشاكل التي يركز عليها السيسي في المؤتمرات والمحافل الدولية، حيث يؤكد دائمًا عن التجربة المصرية ودورها في مكافحة الإرهاب والتصدي له.
مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية بمشاركة السيسي
وفي فبراير 2019 انطلقت الدورة الـ55 لمؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والدفاع وممثلي المنظمات الدولية والخبراء المعنيين بقضايا الأمن ومكافحة الإرهاب.
وطرح السيسي خلال الجلسة رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، في ضوء الثوابت الخارجية التي تستند إلى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية، وترسيخ تماسك مؤسساتها، وقواتها الوطنية النظامية واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية، وكذا جهود مصر في إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ
في يونيو 2019 كان المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ، حيث عقد بناءً على المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي في يناير 2018 خلال مشاركته في القمة الأفريقية السنوية للقادة الأفارقة، لعقد المنتدى الأول من نوعه في مصر مواكبة لرئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، وكان من أهم القضايا التي يناقشها المنتدى، كيفية تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه منع ومكافحة الفساد، ولتعزيز التنسيق الحكومي الأفريقي في هذا المجال.
وأكد المشاركون في المنتدى الأفريقي في ختام أعماله بشرم الشيخ، على ضرورة إعداد آلية إلكترونية مؤمنة للتبادل الفوري للمعلومات عن جرائم الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب بين الدول ذات الاهتمام المشترك مع العمل على نشر جهود أجهزة مكافحة الفساد المختلفة في الدول الأفريقية لتوعية المواطنين عامة وتحفيزهم على الإبلاغ عن الفساد بكل صورة.
قمة الدولة السبعة في فرنسا
كان ذلك في أغسطس الماضي، حيث قال السيسي في كلمته بوصفه ممثلًا للاتحاد الإفريقي في فعاليات قمة مجموعة الدول السبع المقامة في فرنسا، أن مكافحة الإرهاب يجب أن تأتي جنبًا إلى جنب مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وكل ذلك من شأنه أن يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار، وينأى بالشباب عن التطرف والهجرة غير الشرعية، ليتسنى التركيز على وضع آليات فعالة للقضاء على الفقر وخفض البطالة، ومكافحة الأمراض المتوطنة، والتصدي لظاهرة تغير المناخ.
وعبر السيسي عن التحديات التي تواجه الدولة المصرية قائلًا: "نعلم جميعا جسامة التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الإفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف، والتي تتمثل في الأزمات الدولية والإقليمية القائمة، وتسارع أحداثها وتشابكها، فلا بديل عن تحاورنا المتواصل حولها، وإشراكنا بشكل أكثر في معالجتها، بما يتماشى مع المصالح المشتركة والمتبادلة، وكذا مع قواعد الديمقراطية التي يجب أن تسود وتترسخ في العلاقات الدولية".
المؤتمر الوطني للشباب
استكمالًا لتأكيد السيسي على الدور الذي تلعبه مصر في التصدي للإرهاب، انطلقت أعمال النسخة الثامنة من المؤتمر الوطني للشباب صباح اليوم السبت، حيث تضمنت جلسة رئيسية تحت عنوان "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليًا وإقليميًا"، يتم خلالها تقديم الرؤية المصرية في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلافها والتي تمثل تهديدًا متساويًا، وتنهل أفكارها من مصدر فكري واحد قائم على العنف والقتل وترويع الآمنين.
"السيسي": الإرهاب فكرة شيطانية
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن حضارات الأمم ومستقبلها يتم تدميرها بسبب الإرهاب، مضيفا: "لازم نكون حريصين على مناعتنا وقدرتنا يا مصريين خاصة بعد ما حدث في 2011"، وتابع: "مناعة الدولة المصرية في 2011 تأثرت"، منوها بأنه لا توجد حرب تقليدية يمكن أن تدمر دول، ولكن الإرهاب يمكن أن يفعل ذلك.
وأكد خلال الجلسة الأولى بالمؤتمر الوطني الثامن للشباب بعنوان "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا"، أن حجم تدمير الذي حدث في سوريا كان هائلا، والإرهاب يهدف في المقام الأول إضعاف أي دولة، موجهًا رسالة للمصريين: "يا تسلموهم.. يا نقف ضدهم هي دي الحكاية"، مشددًا على أن الصراع سيظل مستمر، منوها بأن الإرهاب فكرة شيطانية يستهدف ضرب مركز ثقل الدين كفكرة.
