"لا يحل لك".. صرخة يوحنا قبل قطع رأسه تستمر مداها بعد ألفي عام
"جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ".. "فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا".. "يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ".. هكذا ذكر الكتاب المقدس عن أحداث المعمودية فى عدة مواضع بالشواهد من الكتاب المقدس على حدث معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان فى نهر الأردن.
وتحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، بتذكار إستشهاد القديس يوحنا المعمدان، تعيد الكنيسة تذكاره فى (2 توت) من الشهر القبطي، أي فى اليوم التالى لعيد النيروز، كما يطلق عليه عيد الشهداء ورأس السنة القبطية.
والقديس يوحنا شهد للحق لأنه شهد للسيد المسيح الذى هو الحق نفسه. وقال بعد عماده للمسيح: «وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ» (يو1: 34).
والقديس يوحنا المعمدان هو ابن الكاهن ذكريا، احد كهنة اليهود، ويوحنا له صرخة مدوية صرخها منذ قرون ومازال رجع الصدي يتردد حتي الام في ذهن جميع الاجيال، حيث قال لهيرودس الذي كان ملكًا لليهود انذاك " لا يحل لك ان تتزوج إمرأة اخيك".
والكنيسة القبطية الارثوذكسية تعتبر هذه الصرخة، هي صرخة كل راع تجاه الخطأ والطريق المعوج، حيث صرخة لا تعرف الخوف، لان يليها قطع الرأس.
ويوضح القس بولس نظير، كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم والانبا انطونيوس بأبوشوشة، التابعة لإيبارشية نجع حمادي للاقباط الارثوذكس، ان القديس يوحنا المعمدان لم يصمت أو يخالف ضميره في سبيل حياتة، لكنه أصر أن يواجة هيرودس الملك ويصرخ في وجهه محاولًا ان يمنعه من زواجه لهيروديا امرأة فيلبس اخيه، إلا انه ارسل وامسك يوحنا واوثقه في السجن.
وأضاف " نظير"، في تصريح خاص لـ "بوابة الفجر"، أن صرخة يوحنا في كل مكان وفي كل زمان هي تقلق مضاجع الظالمين وتجار المحبة في وقتنا هذا.
وأكمل كاهن كنيسة الانبا انطونيوس، قائلًا: رغم صرخات يوحنا المعمدان لهيرودس الملك قائلا له " لا يحل ان تكون لك امرأة اخيك"، فحنقت هيروديا عليه وارادت ان تقتله ولم تقدر، لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالمًا انه رجل بار وقديس وكان يحفظه.
واستطرد قائلًا: وفي يوم عيد ميلاد هيرودس الملك، فصنع هيرودس عشاء لعظمائه وقواد الالوف ووجوه الجليل، فدخلت ابنة هيروديا ورقصت فسرّت هيرودس والمتكئين معه، فقال الملك للصبية مهما اردت اطلبي مني فاعطيك، واقسم لها انها مهما تطلب منه سيعطيها حتى نصف مملكتي، فخرجت وقالت لامها ماذا اطلب، فقالت لها امها اطلبي راس يوحنا المعمدان، فدخلت للوقت بسرعة الى الملك وطلبت قائلة اريد ان تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق، فحزن الملك جدا، ولاجل الاقسام والمتكئين لم يرد ان يردها، فارسل الملك سيافا وامر ان يؤتى براسه، فمضى وقطع راسه في السجن، وأتى برأسه على طبق واعطاه للصبية والصبية اعطته لامها، وعندما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر.
وأوضح قائلًا: أن القديس يوحنا المعمدان هو آخر أنبياء العهد القديم، الذى استشهد عندما قال للباطل لا وتمسك بالحق.
وأكد أن الكنيسة القبطية تصفه بـلسان الحق والشاهد للحق، مشيرا الي ان الحق لا يموت، وتحتفل الكنيسة بعيد استشهاد يوحنا.
ونوه، بأن الكنيسة تحتفل ايضا بعيد الغطاس وهذا تذكار لمعمودية السيد المسيح علي يد القديس يوحنا، اي الكنيسة تقيم له احتفالين في العام اوله في شهر فبراير عقب انتهاء عيد الميلاد المجيد بأحد عشر يومًا والعيد الثاني في 2 توت من الشهر القبطي.
من هو يوحنا المعمدان:
القديس يوحنا المعمدان هو ابن القديسة اليصابات احد اقارب السيدة العذراء مريم، واليصابات كانت عاقرًا وكانت هي وزوجها ذكريا الكاهن متقدمين في الشيخوخة.
وكان ذكريا والد القديس يوحنا يكهن في نوبة فرقته امام الله حسب عادة الكهنوت في الديانة اليهودية اصابته القرعة ان يدخل الى هيكل الرب ويبخر فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فاضطرب، فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا، لانه يكون عظيما امام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب، ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس، فقال زكريا للملاك كيف اعلم هذا لاني انا شيخ وامرأتي متقدمة في ايامها. فاجاب الملاك وقال له انا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لاكلمك وابشرك بهذا، وها انت تكون صامتا ولا تقدر ان تتكلم الى اليوم الذي يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.
وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من ابطائه في الهيكل، وعندما خرج لم يستطع ان يكلمهم ففهموا انه قد رأى رؤيا في الهيكل، فكان يومئ اليهم وبقي صامتًا.
وحبلت اليصابات امرأته واخفت نفسها خمسة اشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر اليّ لينزع عاري بين الناس.
ولادة القديس يوحنا:
فولدت اليصابات ولدًا بعد ان تم زمانها لتلد، وجاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم ابيه زكريا، فاجابت امه وقالت لا بل يسمى يوحنا، فقالوا لها ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم، ثم اومأوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى، فطلب لوحًا وكتب قائلا اسمه يوحنا، فتعجب الجميع، وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله.