وصول وزير الآثار إلى قصر محمد علي لتفقد أعمال الترميم.. (صور)
وصل الدكتور خالد العناني وزير الآثار منذ قليل إلى قصر محمد علي باشا في منطقة شبرا الخيمة، حيث تجري أعمال الترميم به منذ عام 2000 وحتى 2005، وظلت أعمال الحفائر مستمرة به حتى عام 2011، حيث توقفت بسبب أحداث يناير.
وتضرر القصر إثر انفجار إرهابي كان يستهدف مبنى أمني منطقة شبرا عام 2012 م، وتم عمل درء خطورة له، وظلت أعمال الترميم متوقفة ثم تم استئنافها عام 2017م، ولازال العمل به مستمرًا.
عمارة جمعت بين طرز الشرق والغرب
وجمع قصر محمد علي باشا في ضاحيةشبرا، في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والشرقي، حيث يرجع تاريخه لأكثر من 200 عام وأشرف علي إنشائه ذو الفقار كتخدا.
وجاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، حيث شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة، فقد عرفت إنجلترا هذا النظام سنة 1820 علي يد "م.
جالوي "فأمر محمد علي باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة بذلك في قصره، مما اعتبر وقتها نقلة نوعية حيث تفرد القصر في جمعه بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية، فالقصر بني بروح بناء المسجد حيث توجد به 4 مظلات تحيط بفسقية ضخمة وكأنها باحة مسجد.
وشهد قصر محمد علي باشا أحداثًا تاريخية هامة في تاريخ مصر الحديثة، وبدأ محمد علي في بناء قصره في شهر ذي الحجة سنة 1223هـ، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي اختيار طراز معماري ذو طابع تكي، وهو طراز قصور الحدائق والذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة، ويعتمد هذا التصميم في جوهره علي الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.
سراي الإقامة
وكان أول منشآت هذا القصر هو سراي الإقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي وكان ملحقًا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، إضافة إلي مرسى للمراكب علي النيل.
سراي الفسقية
وفي عام 1821 أضيفت إلي حديقة القصر "سراي الفسقية" التي ما زالت باقية حتي الآن، وتتكون سراي الفسقية من مبني مستطيل (76 مترًا ونصف المتر بعرض 88 مترًا ونصف المتر)، أما التصميم الداخلي للسراي ففريد من نوعه، حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير (61 مترا بعرض 45 مترا ونصف المتر)، وعمق 2,5 متر، مبطن بالرخام المرمر الأبيض.
نافورة القصر
ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محمولة علي تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها، وفي أركان الحوض أربع نافورات ركنية، ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل علي الحوض ببواكي من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود، وبعد ذلك بعدة سنوات أضيفت إلي حديقة القصر "سراي الجبلاية" الباقية هي الأخري حتى الآن.
لوحات ورسوم وزخارف القصر
أما رسوم وزخارف القصر فنفذت بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث استعان محمد علي بفنانين من الفرنسيين والإيطاليين واليونانيين والأرمن لزخرفة قصره، ومن الروائع التي يضمها القصر لوحات أثرية مرسومة تخص محمد علي باشا وأفراد أسرته.
برج الساقية
وهو إعجاز وروعة هندسية حيث هدف المهندس الذي انشأه إلى تحقيق عدة اشياء، فقد بناها علي ارتفاع كبير ليحقق بفارق المنسوب قوة اندفاع للمياه بما يكفي لتشغيل نافورة الفسقية، أضف إلى ذلك أنه كان يتم سحب مياه النيل عبر نفق ليصب بعد مروره في الساقية بـ 4 أحواض يتم تنقية المياه خلالها قبل مرورها في حوض الفسقية نقية لتخرج مرة أخرى عبر قنوات للري.
القصور العلوية
والقصور الأثرية العلوية رغم محدوديتها في القاهرة التاريخية، إلا أنها تكشف عن براعة فناني الأسرة العلوية في الفن المعماري، حتى ولو كانت مقتبسة عن غيرهم، لتظل لها خصوصيتها.
ومع الانتهاء من ترميم قصر محمد علي باشا الكبير في منطقة شبرا الخيمة، وافتتاحه تكون جميع القصور التاريخية التي تنسب إلى عصر أسرة محمد علي قد تم الانتهاء من ترميمها، ضمن مشروع القاهرة التاريخية الذي بدأ منتصف التسعينات.
وترميم القصر يعيد للذاكرة الحديث عن القصور القديمة التي اتسمت بها فترة حكم محمد علي وأولاده وهي القصور التي يصل عددها ـحسب القصور المسجلة أثرياً ـ إلى أربعة قصور، وهي قصر شبرا، وقصر محمد علي الصغير، وقصر الجوهرة، وقصر الحرم، خلاف القصور الأخرى التي بناها أولاده، والقصر الذي بناه ابنه إبراهيم باشا، المعروف بقصر القبة، وآخر له في جزيرة الروضة عرف بقصر المغارة، وبنى عباس قصرا بالخرنفش، آل فيما بعد إلى أسر البكري، ولم يبق منه الآن سوى مدخله، وأقيمت على أرضه مدرستان.