بعد تصريحات نتنياهو عنها.. ما هي منطقة غور الأردن؟
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خطته المزمعة في ضم أراضي غور الأردن الواقعة في الضفة الغربية، وذلك في إطار حملته الانتخابية، كما أعلن أنه سيضم جميع المستوطنات اليهودية الموجودة في الضفة الغربية، وهو ما يحتاج الكثير من الوقت والانتظار حتى يتم الوصول إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما خاطب ناخبيه قائلًا: "إن هناك مكان واحد يمكننا فيه إعلان السيادة الإسرائيلية، إذا تلقيت منكم مواطني إسرائيل تفريَا للقيام بذلك".
سلة غذاء
غور الأردن عبارة عن يمتد بطول نهر الأردن، ويقع الجزء الأكبر منه على
الأراضي الأردنية ويمتد إلى الأراضي الفلسطينية من الناحية الأخرى، متوزعًا على
أكثر من منطقة، فهناك الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية، بينما تتناثر حوله بعض
المناطق مثل منطقة دير علاء والبحر الميت والكرامة؛ ذات الأهمية الكبيرة حيث شهدت
وقائع معركة الكرامة.
وتبلغ مساحة غور الأردن حوالي حوالي 400 كيلومتر، ما يعادل ربع مساحة
الضفة الغربية، ويتراوح مستواه بين 200 إلى 400 متر تحت سطح البحر، ويعد هو من
أخصب الأراضي الزراعية، نظرًا لأجوائه الدافئة في فصل الشتاء والحارة فصل الصيف.
هذا الاعتدال المناخي الذي يتمتع به الوادي، جعله يناسب الكثير من
أنواع الفواكه والخضراوات التي يتميز الغور بإنتاجها، خاصة فاكهة الموز، لذا يُطلق
عليه سلة الخضار، لكونه أكبر مصادر الخضار والفاكهة في المملكة.
منذ الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة ومنطقة الضفة الغربية، وأهالي
الوادي يعانون من التنكيل المستمر من قِبل سلطات الاحتلال، حيث اتبعوا معهم سياسة
الإخلاء الجبري لبيوتهم وقراهم، ثم هدمها بعد خروجهم منها، كي يقيموا مكانها
مستوطنات يهودية.
مكان مقدس ومقصد سياحي
الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها الوادي ليست قاصرة على نشاطها التجاري
فحسب، فهي حافلة بالأشياء المقدسة والعربية التي تعطيها أحقيتها التاريخية، حيث
يضم غور الأردن بعض مقامات الصحابة الكرام، على رأسهم الصحابي أبو عبيدة ومعاذ بن
جبل، كما يوجد به متحف سياحي، يجعله قبلة للسائحين القادمين من كل دول العالم.
تاريخ طويل من التهديد
تصريحات نتنياهو الأخيرة التي أطلقها بشأن ضم الغور لم تكن الأولى،
فهناك تاريخ طويل من التهديدات التي كان يلقي بها بين الحين والآخر، ففي يونيو
الماضي، خلال كلمته بمراسم تخريج فوج جديد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي في قاعدة
هاتزيريم، اعتبر نتنياهو أن تسليم غور الأردن لأي جهة أجنبية سيمثل ضمانة لاندلاع
حرب، قائلًا: "نتذكر دائمًا أن علينا أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا من أي
تهديد، الأمر الذي يمثل مبدأ أساسيا لضمان أمننا".
وفي عام 1996 أعلنت السلطات الفلسطينية أن شارون رئيس وزراء إسرائيل
في ذلك الوقت، بدأ تنفيذ مخطط لتهويد عدة مناطق أساسية بالأراضي المحتلة، منها غور
الأردن والقرى الواقعة على الخط الأخضر الذي يفصل بين الاراضي المحتلة، وفي عام
2003 أعلن شارون، أنه سيتم فصل غور الأردن عن الضفة الغربية من خلال بناء جدار يصل
إمتداه إلى 186 ميل.
وفي عام 2000 صرح "ديفيد ليفي" وزير خارجية إسرائيل في ذلك
الوقت، إن إسرائيل لن تتخلى عن منطقة غور الأردن لما تحمله المنطقة من أهمية
استراتيجية وأمنية واستيطانية، كما أعلن في عام 2012 عن ضرورة ضم غور الأردن
للكيان الإسرائيلي، استنادًا على أن أمن إسرائيل يعتمد على ضم الغور، ولا يمكن
المجازفة بخسارة عسكرية أو سياسية فيه.
وفي عام 2014، أكد يوفال ستينيتز، وزير العلاقات الدولية في حكومة
بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل ترفض مقترحات الولايات المتحدة حول ضمان أمن وادي
غور الأردن، مبررًا موقف الجانب الإسرائيلي بأن الأمن يجب أن يبقى بأيديهم.