رئيس البعثة العاملة بجنوب جبانة العساسيف تحكي أسرار 14 عامًا للكشف عن مقبرة أثرية (فيديو)

أخبار مصر

 إيلينا بتشكوفا
إيلينا بتشكوفا

التقت كاميرا بوابة الفجر، برئيسة البعثة العاملة في منطقة جنوب جبانة العساسيف في الأقصر، إيلينا بتشكوفا، التي رحبت بالجميع في المنطقة والتي يتم العمل عليها سواء ككشف أو كترميم من خلال البعثة المصرية الأمريكية المشتركة لمعهد البحوث الأمريكي، والبعثة تضم إيلينا بيتشكوفا والدكتورة كاثرين بلاكيني وتمويل من أنتوني برودر.

وكشفت بيتشكوڤا، عن أسرار ما يقرب من 14 عام عمل بالجبانة، حيث قالت إنهم زاروا المكان عام 2001، وبدأوا الأعمال في عام 2006، ولم يكن من المتوقع أن يصلوا لهذه الاكتشافات.

وتابعت إيلينا أن الأعمال مستمرة في عموم المنطقة منذ 14 عام، والعمل في المقبرة موضوعنا اليوم مستمر منذ أكثر من سنوات، والتي كانت مغمورة تحت ما يقرب من 7 أمتار من الرديم، بخلاف أعماق المقبرة المختلفة.

وأضافت أن المكان لم يكن يوحي بوجود أي مقابر فقد كان عبارة عن قرية كبيرة، مليئة بالمنازل، وبدأنا الأعمال في 2006، ومنطقة الحفائر كان فوقها تلال من الأتربة، وكانت المقبرة مفقودة تمامًا، ولا أمل في الوصول إليها.

وأكملت: "بدأنا في الحفر لأسفل، ولكننا لم نجد شيئًا، وامتد الحفر لأيام، ثم لأسابيع، ولا شئ نعثر عليه، ثم جاءني الريس محمد رئيس العمال، وأخبرني "العمال يقولون -أصحاب الخبرة والعمر فيهم- أننا لن نجد شيئًا هنا، وأنتي تضيعين وقتك ووقتنا" وساعتها قلت "يا إلاهي لقد أنفق الكثير من الوقت والمجهود والمال، وأحتاج للمزيد من المال" وأخذت نقود جامعة ابنتي كي أكمل أعمال الحفائر".

وكان أن عثرنا على أول قطعة من المقبرة، وأول علامة على أن هذه مقبرة وهي ليست فارغة مما شجعنا على المضي قدمًا في الحفائر.

وفي عام 2008 جاء أنتوني برودر وهو أمريكي وبدأ في تمويل بعثتنا وبدأنا في مرحلة أكثر عزمًا على كشف صفحة مهمة من صفحات التاريخ المصري.

وأكدت إيلينا أن هذه المقبرة ستكون نقطة جذب جديدة للسياحة في مصر، وعندما يأتي الناس من أنحاء العالم لمصر، وهذه المقبرة التي تخص كاركا آمون، تعتبر شاهدة على روعة الفن المصري.

والعساسيف هي جبانة على الضفة الغربية لنهر النيل في في الأقصر، وتقع في الخليج الجاف الذي يؤدي إلى الدير البحري إلى الجنوب من جبانة ذراع أبو النجا، وجبانة العساسيف تحتوي على مقابر من الأسرات 18 و25 و26، والتي تغطي الفترة تقريباُ من 1550إلى 525 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث.

وأشهر مقابره هي مقبرة خيروف صاحب ابألقاء العديدة، منها، الأمير الوراثي و حامل ختم ملك الوجه البحري والسمير الوحيد والسمير العظيم الحب ومدير بيت الزوجة الملكية العظيمة تيي والمشرف على الخزانة والحاجب الأول للملك و رئيس أسرار بيت الملك و القاضي الذي في مقدمة رجال البلاط و الحاكم الذي في مقدمة المواطنين و عظيم العظماء و عظيم السمار و مدير بيت الزوجة الملكية في بيت آمون و الكاتب الحقيقي للملك و الوحيد المتكلم عن المواطنين» ، من عهد الملك أمنحتب الثالث.

والثانية هي مقبرة با رن نفر ساقي الملك و طاهر اليدين و مدير البيت من عهد الملك أمنحتب الرابع (أخناتون).

وأخناتون والذي عرف قبل العام الخامس من ملكه بـ امنحوتب الرابع، كان ملك من الأسرة الثامنة عشرة حكم مصر لمدة 17 عاماً وتوفي ربمَّا في 1336 ق.م أو 1334 ق.م. يُشتهر بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية التقليدية وإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون، التي توصف أحيانًا بأنها ديانة توحيدية أو هينوثية. تمثل نقوش مبكرة آتون بالشمس، بِالمُقارَنَةِ مَع النجوم، ولاحقًا جنبت اللغة الرسمية تسمية آتون بالإله ،مُعطية إياه الإِلَوهِيَّة الشمسية مكانة أعلى من مجرد كونه إله.

وحاول أخناتون إحداث مفارقة عن الدين التقليدي، ولكن في النهاية لم يكن مقبولًا. فبعد وفاته، تم استعادة الممارسة الدينية التقليدية تدريجيًا، وبعد بضع أعوام لم يكن بعض الحكام دون حقوق واضحة للخلافة من الأسرة الثامنة عشرة فأسسوا أسرة جديدة، وأسَاؤوا لسمْعَة إخناتون وخلفائه، مشيرين إلى أخناتون نَفسِه بأنه "العدو" في السجلات الأرشيفية.