حزب الله: طائرات الاحتلال قصفت معسكرا للجيش السوري تحت الإنشاء

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية

قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني، مساء اليوم، أن إسرائيل قصفت معسكرا للجيش السوري تحت الإنشاء في شرق سوريا في وقت مبكر من صباح الاثنين، دون أن يوقع ذلك خسائر بشرية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب من مقره ببريطانيا ذكر في وقت سابق أن ضربات طائرات مجهولة أودت بحياة مقاتلين موالين لإيران وهاجمت مواقع ومستودعات أسلحة تابعة لهم في بلدة البوكمال قرب الحدود العراقية، حسب "رويترز".

وقالت وحدة الإعلام الحربي نقلا عن مصدر أمني في سوريا "استهدف العدو معسكرا قيد الإنشاء للجيش السوري وحلفائه، لإيواء الجنود بعيدا عن بيوت المدنيين... كان المبنى خاليا وقت الاستهداف ولا توجد إصابات ابدا خلافا لما روج له إعلام العدو".

وأضافت أن الواقعة حدثت في منطقة البوكمال.

وتقول إسرائيل إنها نفذت مئات الضربات في سوريا وتريد منع إيران من أن يكون لها وجود عسكري دائم في سوريا ووجهت ضربات لشحنات أسلحة متطورة كانت في طريقها إلى حزب الله، حسب "رويترز".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يعلق على التقارير الخارجية.

هل تقف إسرائيل وحزب الله على شفا حرب جديدة؟
كانت الهجمة الإسرائيلية على معقل حزب الله القوي في الضاحية الجنوبية لبيروت، هي السبب في إندلاع الاشتباكات على الحدود بين البلدين. ويعد هذا التصرف - بحسب مصطلحات التحليل العسكري - "خرقا لقواعد اللعبة".

وكانت هذه الضربة الإسرائيلية هي أول ضربة تستهدف العاصمة اللبنانية منذ الحرب التي وقعت بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. فالمواجهات المباشرة بين إسرائيل وحزب الله قليلة بشكل عام.

ويعتقد أن إسرائيل قصفت جزءا من منطقة صناعية، لها أهمية كبرى في تصنيع الوقود اللازم للقذائف والصواريخ. ويُعد هذا الموقع جزءا مما يُعرف بـ "المشروع الدقيق"، وهو مشروع إيراني لتحسين مدى ودقة تصويب صواريخها التي تمد بها حلفاءها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله.

جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان
في وقت سابق أُطلق عددُ من الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه المواقع الإسرائيلية، كما أُصيبت سيارة إسعاف مصفحة.

وسرعان ما أعلن حزب الله إصابة الأهداف، وأعلن عن "تدمير عربة عسكرية للجيش الإسرائيلي في طريق معسكر أفيفيم، وقتل وإصابة من كانوا بداخلها".

وتقول إسرائيل الآن إنه لم تقع أي خسائر، لكنها أطلقت طائرة عمودية لإجلاء الضحايا حتى يظن حزب الله أن الهجوم نجح، وبذلك يُتاح بعض الوقت للتهدئة.

وكان الرد الإسرائيلي على الصواريخ محدودا، فهاجمت طائرة عمودية المنطقة التي أُطلقت منها الصواريخ (وهي من طراز كورنيه)، وأطلقت المدفعية الإسرائيلية قنابل دخان.

فهل يشعر حسن نصرالله أنه انتقم لكرامته أم سيسعى لجولة جديدة ؟

الوقت وحده سيكشف هذا الأمر، لكن لا يريد الطرفان التصعيد حاليا. كما أن على الإسرائيليين الإجابة عن بعض الأسئلة.

فهل تنتهز إسرائيل الفرص المستقبلية لقصف مشروع تطوير الصواريخ الذي تدعمه إيران في لبنان، رغم علمها بأن هذا التحرك يخرق ما يُعرف بـ "قواعد اللعبة"؟

لكن بالطبع هذه ليست لعبة، و"القواعد" الموضوعة مؤقتة. فما يدور هنا هو حرب غير معلنة، و طرفاها ليسا حزب الله وإسرائيل فحسب، إنما هي بين إسرائيل وإيران من وراء حزب الله.

وبالنظر إلى الحسابات الجغرافية، تمتد هذه الحرب على جبهة كبيرة، من لبنان وحتى العمق السوري. وقد تشمل أهدافا عراقية قصفتها الضربات الإسرائيلية.

ووفقاً لتقرير نشرته "BBC"، تسعى إيران لتحقيق تقدم على ثلاث جبهات. الأولى هي أنها تريد استمرار خط إمدادات الصواريخ لحلفائها في المنطقة. والثانية أنها تساعد حزب الله على تطوير قدرات الصواريخ التي يملكها. والثالثة هي أنها تسعى للاستفادة من موقعها المؤثر، كداعم لنظام الأسد في سوريا، وكلاعب عسكري في البلاد بغرض فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.

وتستهدف الضربات الإسرائيلية المواقع الإيرانية باستمرار، وتقول إسرائيل مؤخرا إنها صدت هجوما لطائرة بدون طيار إيرانية على أراضيها. وتبدو المعلومات الاستخبارية للجيش الإسرائيلي لافتة للنظر، إذ تكشف عن قوافل صواريخ، ومخازن أعتدة، وقواعد إطلاق طائرات بدون طيار، ومناطق تصنيع.

لكن هذه نجاحات آنية. قد تبطئ هذه العمليات من الخطط الإيرانية على المدى الاستراتيجي الطويل، لكن ليس ثمة أي مؤشر عن إيران ستغير مسارها الأساسي.

ويبدو أن اللاعبين الخارجيين غير قادرين على تحويل إيران عن مسارها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. كذلك ثبت كذب الوعود الروسية بإقناع سوريا باحتواء تقدم إيران وحلفائها.

وزادت عمليات القصف الإسرائيلية بشكل ملحوظ عقب اجتماع مستشاري الأمن القومي الإسرائيليين والروس والأمريكيين في يونيو الماضي.

والأمر أشبه بفيلم قديم، تُكتشف فيه قنبلة بسلك إشعال فتيل طويل، ويحاول البطل إطفاءه في الدقائق الأخيرة. وفتيل هذه الأزمة قد يبدو أطول من الأفلام، لكن لا أحد يعلم كم من الوقت سيدوم.

ونُزع فتيل الأزمة عدة مرات من قبل، لكنه يصبح أقصر في كل مرة يشتعل فيها.