بومبيو: ترامب لم يُقرر سحب القوات الأمريكية من أفغانستان
صرح مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية، بأن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ بعد قرارا بسحب قوات بلاده من أفغانستان، بعدما أعلن إلغاء اجتماعات سرية مع كبار قادة حركة طالبان، ورئيس أفغانستان.
وقال بومبيو لقناة "إيه.بي.سي" :"سنتحدث عن هذا خلال الأيام القادمة"، مشيراً إلى أن مشاورات ستجري حول تفاصيل المستوى المناسب للقوات وطبيعتها، وقال: "سيتخذ الرئيس ترامب ووزير الدفاع القرارات الصحيحة".
ورداً على سؤال عن فشل جهود السلام التي قادها المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، قال إنه :"سيظل في الوطن حالياً".
وأعرب بومبيو، وفقاً وكالة الأنباء الألمانية، عن أمله في أن "تغير حركة طالبان سلوكها، وأن تلتزم بالأمور التي أجرينا حولها محادثات لشهور".
وكان ترامب أعلن عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس السبت، إلغاء اجتماعات سرية، ومنفصلة مع كبار قادة طالبان، ومع الرئيس الأفغاني أشرف غني، كانت مقررة في منتجع كامب ديفيد اليوم.
وقُتل جنديان من قوات حلف شمال الأطلسي ناتو، أحدهما أمريكي والآخر روماني، و10 أشخاص آخرين، يوم الخميس عندما نفذت طالبان هجوما بسيارة مفخخة استهدف موقعاً أمنياً قرب مقر مهمة "الدعم الحازم" التي يقودها حلف شمال الأطلسي ناتو، في كابول.
وكتب ترامب "ألغيت الاجتماع على الفور، وأوقفت مفاوضات السلام".
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بومبيو اليوم، أن ترامب لا يريد مكافأة طالبان على سلوكها السيء.
وينتشر حاليا في افغانستان ما بين 13-14 الف جندي امريكي بعدما بلغت ذروة عددهم 98 الفا العام 2011.
وتطالب الحركة المسلحة بسحب جميع القوات الأمريكية، إلا أن ترامب شدد على أن الانسحاب لن يكون تاما مع ابقاء قوة قادرة على تقديم “معلومات استخباراتية عالية المستوى”، مضيفا أنه “ينبغي الحفاظ على وجود”.
اتفاق لا يستند إلى الثقة
ليس من الواضح ما سيعنيه انسحاب القوات الأمريكية بالنسبة للحكومة الأفغانية التي يمكن أن يتعرض جيشها الذي دربته الولايات المتحدة لخطر هجوم من حركة طالبان.
وحتى الآن يبدو البيت الأبيض مركزا على الأمن الأمريكي، ويحرص بشكل خاص على ضمان التزام طالبان بالاتفاق.
وصرح متحدث بإسم وزارة الخارجية في وقت سابق: “نحن نعرف تماما تاريخ طالبان .. وتاريخها المعقّد مع القاعدة، ولهذا السبب فإن أي اتفاق، في حال التوصل إلى اتفاق” سيخضع لعملية مراقبة وتحقق مشددة”.
وأضاف: “الاتفاق الذي نسعى للتوصل إليه لا يستند الى الثقة، بل سيستند الى المتطلبات والالتزامات الواضحة اعتمادا على عملية المراقبة والتحقق”.
وكانت أول مرة يتم فيها ارسال قوات أمريكية إلى افغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة والتي شنها تنظيم القاعدة الذي كانت تأويه أفغانستان.
وقُتل نحو 2400 جندي أميركي واصيب ما يقرب من 20 ألفا آخرين في الحرب في افغانستان.
وفي تلخيص للموقف الأمريكي الحذر من المحادثات مع طالبان، قال الجنرال جوزف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة يوم الأربعاء أنه لن يسمي هذه العملية “انسحابا”.
وأضاف: “إنني لا أستخدم كلمة انسحاب في الوقت الحاضر، سنتثبت من أن أفغانستان ليست ملاذا، وسنبذل جهدا لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان”.
بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الاتفاق يجب أن يضمن “ألا تبقى (أفغانستان) ملاذا آمنا للإرهابين لمهاجمة الولايات المتحدة”، رافضا التعليق على المفاوضات الدبلوماسية القائمة.
وأضاف للصحافيين: “علينا أن نرى إلى أين تصل المفاوضات، ثم نستطيع الرد على اسئلتكم بشأن الإتفاق، إذا تم التوصل الى اتفاق في النهاية”.