الآلاف في جزر البهاما يفرون من دمار إعصار دوريان
فر الآلاف المواطنين في جزر البهاما من الدمار يوم السبت، حيث أصبحت الظروف يائسة على نحو متزايد بعد مرور أسبوع تقريبًا على ضرب إعصار دوريان جزر البهاما، مما أدى إلى تحول العديد من المنازل إلى أنقاض وتدمير المياه والكهرباء.
وهرعت جماعات الإغاثة إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى الجزر التي مزقتها العاصفة، وحذر المسؤولون من أن عدد القتلى البالغ 43 قد يزيد على الأرجح حيث يصبح عدد المفقودين بين سكان البلاد الذين يبلغ عددهم 400 ألف نسمة واضحًا.
حتى عندما كانت سفن المساعدات والطائرات تتجه، تخلى السكان عن جزيرة جريت أباكو التي تضررت بشدة بحثًا عن الأمان والغذاء في العاصمة ناسو، بينما توجه آخرون إلى فلوريدا بحثًا عن مأوى وإمدادات وربما وظائف.
وقال برنامج الغذاء العالمي، إن نحو 90 في المئة من المنازل والمباني والبنية التحتية في مارش هاربر في جزر أباكو حيث يعصف إعصار دوريان لمدة يومين كاملين كواحد من أقوى الأعاصير الكاريبية المسجلة، حسبما أوردت وكالة "رويترز".
وأشارت الوكالة، إلى أن الآلاف من الناس الذين كانوا يعيشون في مبنى حكومي ومركز طبي وكنيسة أنجليكانية نجا من العواصف، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على المياه والكهرباء والمرافق الصحية.
وقال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، هيرفيه فيرهوسيل، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا تزال الاحتياجات هائلة. تجري عمليات الإجلاء ببطء بالعبّارة، حيث يُقال إن مئات السكان يفرون يوميًا".
ووصلت سفينة سياحية مع أكثر من 1000 شخص تم إجلاؤهم إلى جنوب فلوريدا يوم السبت. وكان لبعضهم أطفال صغار أو أقارب كبار في السن كانوا يأملون في العثور على سكن آمن لهم قبل العودة لمحاولة إصلاح أو إعادة بناء منازلهم في الجزيرة.
ووفقا لمنظمة الصحة الأمريكية، خطر تفشي الإسهال والأمراض المنقولة عن طريق المياه مرتفع لأن مياه الشرب قد تكون ملوثة بمياه الصرف الصحي.
وقال ترافيس نيوتن، وهو نجار يبلغ من العمر 32 عامًا نجا من العاصفة في مارش هاربر، إنه وصل إلى ناسو صباح السبت مع أسرته، في محاولة لإيجاد مكان آمن للعيش فيها.
وأضاف، أن سكان البلدة بحثوا عن الطعام والماء في حطام المتاجر المتضررة بعد مرور العاصفة.
وأوضح "نيوتن": "لقد اضطررنا للبقاء على قيد الحياة، وكان علينا أن نحقق ذلك، وكان علينا العثور على الطعام، والماء، حيث لم نتمكن من إيصال المساعدات إلينا، وكان علينا أن نجد ما نستطيع من المتاجر المتضررة. الجميع بحاجة للخروج من هذا المكان".
وكانت قوات خفر السواحل والبحرية الأمريكية تشحن في إمدادات الإغاثة وأنقذت بالفعل نحو 290 شخصًا من المناطق المعزولة في الجزر.
وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إنها رفعت مساعداتها إلى جزر البهاما بمقدار مليون دولار، إلى 2.8 مليون دولار في المجمل، ونقلت ما يكفي من إمدادات الطوارئ إلى 44 ألف شخص إلى الجزر.
يقدر برنامج الأغذية العالمي، أن هناك نحو 70 ألف شخص يحتاجون إلى الغذاء والمأوى، ويقدر المتنبئون من القطاع الخاص أن حوالي 3 مليارات دولار من الممتلكات المؤمنة قد دمرت أو تضررت في منطقة البحر الكاريبي.
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، تعرقل الأوضاع الفوضوية في أنحاء الجزر جهود الإغاثة، إذ تؤثر على الرحلات الجوية والبحرية.
وقالت كبيرة الأطباء في المستشفى العام الوحيد العامل في الجزر إن عدد القتلى سيكون "صادما" وإن الأمر سيتطلب شاحنات مبردة عملاقة لحفظ الجثث المتوقع العثور عليها، مشيرة إلى أن التعامل مع كل الوفيات سيستغرق أسابيع.