خادم الحرمين وولي العهد يهنئان رئيس مقدونيا الشمالية بذكرى استقلال بلاده
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة لفخامة الرئيس ستيفو بنداروفسكي رئيس جمهورية مقدونيا الشمالية بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.
وأعرب الملك باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب جمهورية مقدونيا الشمالية الصديق اطراد التقدم والازدهار.
كما بعث الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، برقية تهنئة لفخامة الرئيس.
وعبر ولي العهد عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، راجيًا لحكومة وشعب جمهورية مقدونيا الشمالية الصديق المزيد من التقدم والازدهار.
كانت مقدونيا الحالية وشمال اليونان جزءا من إقليم روماني يعرف باسم "مقدونيا"، ويزعم كلاهما بإرث الإسكندر الأكبر الذي يعود لقبل ألفي عام.
ونظرا لاعتراض اليونان على المصادقة على منح اسم مقدونيا لجارتها، اضطرت الأمم المتحدة للإشارة إلى مقدونيا باسم "جمهورية مقدونيا اليوغسلافية".
كما أدى الفيتو اليوناني لإحباط مساعي مقدونيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في عام 2008، وعرقلت طموحها للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ومنذ عام 1991، رُفضت الكثير من المقترحات المطروحة.
لكن تغيير الحكومة في مقدونيا عام 2017 أدى في النهاية إلى التوصل إلى اتفاق أُبرم العام الماضي.
وبموجب الاتفاق المقترح، سيكون اسم البلاد "جمهورية شمال مقدونيا ولغتها "المقدونية" وشعبها "المقدونيون".
وسوف يستخدم الاسم الجديد دوليا وثنائيا، وستعين حتى على الدول الـ140 التي تعترف حاليا باسم مقدونيا أن تتبنى التسمية الجديدة.
وفق آخر إحصاء في البلاد فإن غالبية السكان هم من المقدونيين وتبلغ نسبتهم 64.2 بالمئة، ويشكل الألبانيون منهم 25.2 بالمئة فيما تشكل نسبة الغجر 2.7 بالمئة والأتراك 3.9 بالمئة والصرب 1.8 بالمئة، بالإضافة لمجموعات عرقية صغيرة من أرمن وبوسنيين وبلغاريين.
وحاولت جمهورية شمال مقدونيا منذ استقلالها تقديم هوية وطنية واضحة ومعترف بها، وكانت المحاولة الأكثر إثارة للجدل من أجل إثبات تلك الهوية خلال فترتي حكومة رئيس الوزراء السابق نيكولا غروفسكي.
ففي عام 2010 أطلق الزعيم المحافظ مشروع "سكوبيه 2014" والذي يشير إلى سياسة الهوية القائمة على افتراض وجود صلة مباشرة بين العرقية المقدونية اليوم والمقدونيين القدماء.
وبالفعل برزت عشرات التماثيل من الأبطال والفلاسفة اليونانيين في وسط العاصمة المقدونية، بما في ذلك تمثال ضخم للإسكندر الأكبر على جواده. مما تسبب بحصول مدينة سكوبيه لا حقا على لقب "عاصمة الفن الهابط الأوروبية الجديدة -Europe's New Capital Of Kitsch".
ويرى بعض المؤرخين بأن أسلاف المقدونيين هم من السلافيين ويرتبطون ثقافيا ولغويا ببلغاريا، لكن معارضون يرون أن المحارب الشهير الذي فتح الإمبراطورية الفارسية في القرن الرابع قبل الميلاد كان جدهم الأكبر.
سياسة الهوية الحكومية هذه أدت إلى تفاقم النزاع السياسي مع اليونان، وهو ما وضع "قضية الأسماء" هذه على الطاولة أثناء فترة ولاية غروفسكي.
وتعهد زعيم التحالف الحكومي زوران زائيف مؤخرا بإنشاء نظام عمل قائم على أساس حكم القانون واقتصاد السوق، على الرغم من أن المنتقدين يزعمون أن الحكومة تفتقر إلى الإرادة والوسائل المطلوبة لدفع عجلة الإصلاح إلى الأمام.
أما بالنسبة للهوية الوطنية للمقدونيين، فلم يكتسب الإسم الجديد القدرة دعما وطنيا حتى الآن، ومن المرجح أيضا أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل القوميين المتشددين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تهميش الأقليات أكثر من ذلك، في بلد تشكل فيه الأقليات خليطا دينيا وعرقيا لم يجد بعد طريقة مرضية للبقاء والتعايش معا.