"تحالف إرهابي تحت الطلب" يقود التنظيمات الإرهابية في اليمن

عربي ودولي

التنظيمات الإرهابية
التنظيمات الإرهابية


قالت صحيفة الإتحاد أن أحداث عدن الأخيرة كشفت عن «تحالف إرهابي تحت الطلب»، يضم كلاً من «داعش» و«القاعدة» و«الإخوان» و«الحوثيين» .

 

وذكرت الصحيفة نقلاً عن خبراء وصفهم أن هذا التحالف يعمل وفقاً لمنطقين، الأول: من يدفع أكثر، والثاني: تخريب جهود التحالف العربي.   وبحسب الصحيفة كان السؤال الأهم، الذي طرحته أحداث عدن هو: من سمح لعناصر «داعش» و«القاعدة» بالخروج من الجحور مجدداً، بعد أن ظلوا سنوات مطاردين في الجبال، بعد نجاحات قوات التحالف العربي؟ وكانت الإجابة تقود دائماً إلى «الإخوان» في الحكومة اليمنية، وخاصة من عناصر حزب «الإصلاح».

 

وأضافت "سؤال يقود لسؤال آخر: كيف أصبح إرهابي مطلوب للمحاكمات الدولية بسبب جرائمه مع تنظيم «القاعدة» الذراع الأيمن لوزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، وقائداً لحراسته؟ لن تجد الإجابة، لأن الإجابة تفيد تورطاً واضحاً لعناصر «إخوانية» في الحكومة اليمنية" .

 

«الاتحاد» تحدثت إلى خبراء استراتيجيين وسياسيين وأمنيين في أكثر من 4 دول عربية، في محاولة لكشف وتتبع من الذي يحرك الجماعات الإرهابية؟ ولماذا ظهرت الآن؟ وطبيعة تمددها الذي يهدد بنسف الجهود التي بُذلت لمحاربتها وتحجيم وجودها على أرض اليمن، وهو ما أكدته دولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة تحرك المجتمع الدولي، لضمان عدم استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع الراهن، والعودة للساحة اليمنية لتنفيذ هجماتها الإرهابية.

 

يقول اللواء سمير فرج، القائد السابق بالجيش المصري والخبير الاستراتيجي، إن البعض تصور أن التغلغل «الإخواني» وتغلغل التيارات المتطرفة قد انتهى، موضحاً أن الحقيقة هي أن العناصر الإرهابية في فترة كمون بسبب حالة الضغط عليها، وتسعى إلى إعادة تنظيم نفسها وترتيب أمورها وتجميع السلاح والعتاد، موضحاً أنه عندما ظهرت الفرصة اندفعت بعمليات إرهابية موسعة.   وقال فرج إن: «أسلوب الإخوان هو الوعيد ثم العويل وطلب الرحمة في حالة الانكسار، وهو ما ظهر في العديد من الدول العربية»، مؤكداً أن «القاعدة وداعش والحوثيين» هم نفس الفصيل ولهم نفس الأهداف.

 

وأوضح أن: «تنظيم الإخوان منبثق منه القاعدة، ومن القاعدة انبثق الدواعش، وجميعهم يعملون في نفس الاتجاه باختلاف الأساليب».

 

وعن خطر تمكن إرهاب «القاعدة وداعش» من السيطرة على موانئ اليمن، قال الخبير العسكري المصري: إن هذا المشهد مشهد خطير وفي هذه الحالة سيصبح اليمن شوكة في ظهر الوطن العربي كله، وإذا تمكنت هذه العناصر من الموانئ ستكون مدخلاً لدخول الأسلحة والطائرات المسلحة والصواريخ وستصبح شوكة في ظهر كل العالم العربي ومن هذا المكان المهم.

 

وحول احتمالية تهديد الجماعات الإرهابية لقناة السويس وتهديد الملاحة بها، كشف مصدر مصري مسؤول، أن من سيحاول التفكير في المساس بقناة السويس أو حتى الاقتراب منها لن يلوم إلا نفسه ومن يدعمه، لافتاً إلى أن القيادة المصرية الآن تقيم كل التوازنات حولها، وما يحدث في دول الجوار وتدعم أمن واستقرار المنطقة، ولذلك من الطبيعي أن تكون في مقدمة دول الرباعي العربي الذي قاطع قطر لدعمها للإرهاب في المنطقة.

 

بدوره، أكد وضاح عبدالقادر، المحلل السياسي اليمني، أن ما حدث في عدن مؤامرة واضحة الأركان من قبل الحوثي، بالتعاون مع عناصر من جماعة «الإخوان» الإرهابية، والتي ساعدت في دخول قوات كبيرة من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» بالشكل الذي ساهم في تأجيج الوضع، بينما تحاول نفس القوى بمساعدة الحوثي وإعلامه الوقيعة بين دول التحالف العربي.

 

وأضاف عبدالقادر، لـ«الاتحاد»، أنه على الجميع التكاتف من أجل مصلحة الشعب اليمني والمنطقة العربية، بسبب العمليات العسكرية التي تنفذها ميليشيات الحوثي، بالشكل الذي أدى إلى التدخلات الدولية وتشكيل تحالفات تقودها قوى إقليمية، لمنع التعدي على حركة الملاحة البحرية، والتي تأثرت بشكل واضح بسبب هذه الاعتداءات في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن اليمن يحتاج إلى توسع التحالف العربي في ضرباته، والإعلان بشكل رسمي أن الحرب في اليمن ليست ضد الحوثي منفرداً، وإنما ضد جميع الجماعات التي تحارب بشكل غير قانوني وتحمل السلاح، وأولها جماعة «الإخوان» الإرهابية، إلى جانب تنظيمي «القاعدة» و«داعش».

 

وأكمل عبدالقادر أن: «دلائل تحالف القاعدة وداعش مع الحوثي واضحة، وأهمها عدم وقوع أي هجمات من قبل المعسكرين على بعضهما بعضاً، بينما نجد كثافة من مختلف الأماكن الخاضعة لسيطرتهم في محاولة لاستنزاف التحالف العربي وقوات الجيش اليمني»، مشيراً إلى أن التوسع أصبح ضرورياً من قبل عمليات التحالف العربي لمواجهة كل هذه التحديات التي لا تواجه اليمن وحده بقدر ما تواجه المنطقة العربية كلها، وكذلك حركة الملاحة.

 

وعلمت «الاتحاد»، أنه خلال الأشهر الماضية، تبادلت ميليشيات الحوثي وحزب «الإصلاح» رسائل تصالح ودعوات للاندماج بشكل منفرد، بعيداً عن الحكومة الشرعية التي يدعي «الإخوان» أنهم جزء منها، كما وضع «الإخوان» عدداً من جبهات القتال، في متناول الميليشيات، خصوصاً في البيضاء بعد انسحابات غامضة.

 

وبدوره أكد الدكتور أحمد الركبان، خبير سياسي وأكاديمي سعودي، أنه «يجب أن ندرك أن داعش والقاعدة هما نبتة إيرانية منذ 25 سنة تقريباً، واستطاعت طهران أن تنفذ بعض أجندتها في ذلك، من أجل خلخلة أمن الخليج وبعض دول الشرق الأوسط، خاصةً في أفريقيا وآسيا»، موضحاً أن «داعش» و«القاعدة» وجهان لعملة واحدة، على اعتبار أن قاسم سليماني هو العقل المدبر لمثل هذه الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق والخليج واليمن.

 

ويتفق الدكتور معتوق الشريف، الحقوقي السعودي، مع ما قاله أحمد الركبان، موضحاً أن الحروب التقليدية ولت، وأضحت الحروب الأيديولوجية هي حروب العصر الحديث، وهذه الحروب بلاشك هي حروب استخباراتية لتفكيك الدول وتمزيقها، وقد أثبتت هذه الحروب فاعليتها في كثير من الدول التي تعاني اليوم ويلات التمزق والتناحر بين أبناء الوطن الواحد.

 

وأوضح الحقوقي السعودي، لـ«الاتحاد»، أن من أخطر هذه الحروب الأيديولوجية ما يسمى اليوم بـ«داعش» و«القاعدة»، وهي حروب خفية هلامية، موضحاً أنه ما «أن يتحقق النصر عليها حتى تختفي كما كان الحال في العراق، فالمراقب لمثل هذه الحركات الأيديولوجية التي تستخدم كحروب لتفتيت الدول، يلاحظ أن صانعيها يستخدمون وسائل الإعلام لتضخيمها لتخويف الدول واستنزافها»، مؤكداً أنه لا أحد يعلم كم أعدادها وعتادها، وأن هذا ما نلمسه في تضخيمها في عدن، مؤكداً عدم استبعاد أن يكون هناك مرتزقة ومحتاجون للمال ومساكين لا يعلمون ما يفعلون، تم تجنيدهم لتنفيذ أجندة هذه الحروب الأيديولوجية.

 

ومن جانبه، أكد العقيد عبدالباسط البحر، خبير عسكري يمني، أن الموقف في عدن واضح وصريح، حيث يواجه الشعب اليمني حرباً من قبل ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، بالإضافة إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش» وجماعة «الإخوان»، التي تستخدم إعلامها لتوجيهه ضد دول التحالف العربي الساعي بكل طاقاته لمساعدة الشعب اليمني في حربه ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن محاولات الوقيعة بين الشعب اليمني ودول التحالف العربي لا يمكن أن تنجح وسط الترابط ووحدة الموقف في مواجهة جماعات الظلام والإرهاب.