"إضراب في المدارس واستهداف المطار".. هونج كونج تشتعل من جديد
منذ يونيو الماضي، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع هونج كونج للاحتجاج على مشروع قانون تسليم المجرمين، الذي يخول سلطات الإقليم تسليم المطلوبين للصين لمحاكمتهم بها، مع تواصل رفض السلطات الترخيص للمتظاهرين.
وإضافة إلى إلغاء مشروع القانون المثير للجدل، يطالب المحتجون بإجراء تحقيق مستقل في استخدام الشرطة للقوة المفرطة ضدهم، واستقالة الرئيسة التنفيذية في هونج كونج كاري لام، وبإصلاح ديمقراطي شامل في الإقليم، الذي يتمتع بحكم ذاتي.
ومنذ حينها استمرت وتيرة الاشتباكات، في هونج كونج ، وقد واجهت شرطة مكافحة الشغب فى هونج كونج متظاهرين فى محطات للمترو اليوم الاثنين، وذلك فى مشاهد متوترة بعد عطلة نهاية الأسبوع التى كثف المحتجون خلالها نضالهم من أجل الديمقراطية فى المدينة الخاضعة للحكم الصينى والتى تعيش أكبر أزماتها السياسية منذ عقود.
إضراب عام في المدارس
دعا المحتجون إلى إضراب عام اليوم لكن المدينة تعود إلى الهدوء النسبى فيما يبدو حيث فتحت المحلات أبوابها وأعيد تشغيل القطارات وتوجه الموظفون إلى مكاتبهم فى مختلف أنحاء المركز المالى العالمى.
وأغلقت مدارس ابتدائية كثيرة أبوابها بسبب التحذير من إعصار فى حين توجه الأطفال الأكبر سنا إلى مدارسهم مرتدين قبعات واقية. ومن المتوقع أن يتغيب طلاب الجامعة الذين يتزعمون الاحتجاجات عن محاضراتهم للمشاركة فى مظاهرات فى وقت لاحق اليوم.
وبدأ الطلاب في هونج كونج، اليوم الاثنين، إضرابًا في المدارس والجامعات على مستوى المدينة فيما كان ينبغي أن يكون اليوم الأول من العام الدراسي، حيث شارك الطلاب في أحدث احتجاج مناهض للحكومة.
تم الإبلاغ عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن إجراء الشرطة لعمليات تفتيش، وخاصة للطلاب، مع فشل خطط تعطيل خدمة المترو في المدينة.
وفي هذه الأثناء، تجمع العديد من التلاميذ خارج مدارسهم المتوسطة والثانوية وهم يرتدون الزي المدرسي وأقنعة الغاز كجزء من حركة الإضراب المخطط له في اليوم الذي كان من المفترض أن يكون أول يوم في الدراسة.
من المقرر تنظيم العديد من المسيرات الأخرى اليوم الاثنين، بما في ذلك تجمع لطلاب المدارس المتوسطة تليها مظاهرة في جامعة هونج كونج الصينية.
وكان المحتجون المناهضون للحكومة قد دعوا إلى إضراب عام والاحتشاد اليوم الاثنين، لكن لم يتضح بعد عدد الذين سيشاركون وذلك في ظل هطول أمطار غزيرة في جميع أنحاء المدينة.
تعليق حركة القطارات لمطار هونج كونج بسبب الاحتجاجات
قالت شركة ماس ترانسيت ريلواى المشغلة للقطارات فى هونج كونج إنها علقت حركة القطارات إلى مطار هونج كونج الدولى ، بعدما هدد المحتجون المؤيدون للديمقراطية بتعطيل حركة النقل للمطار.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شركة "ام تي آر كورب" المشغلة للقطارات في المقاطعة الصينية ذاتية الحكم، إنها علقت خدمة القطار السريع إلى مطار هونج كونج بسبب تجمع المحتجين هناك بعد يوم من المناوشات العنيفة مع الشرطة.
وأضافت أن حركة القطارات من المطار إلى داخل المدينة لا تزال قيد التشغيل، وذكرت وسائل إعلام غربية أن تعليق خدمة القطارات إلى المطار جاءت بعد تهديد المحتجين بتعطيل حركة النقل للمطار.
وأصدرت شرطة هونج كونج بيانًا حذرت فيه المحتجين من انتهاك أمر قضائي ضد تنظيم تظاهرات الأحد، مضيفة أن قوات الشرطة تستعد لفض الاحتجاجات.
متظاهرو هونج كونج يستهدفون المطار
كما استهدف آلاف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في هونج كونج، مطار المدينة للمرة الثانية خلال احتجاجاتهم، وحاولوا قطع المنافذ المؤدية إلى مطار الذى ألغى نحو 16 رحلة، وعلقت خدمات القطار السريع، وذلك بعد عودة العنف إلى التظاهرات في أسبوعها الـ 13.
وقام متظاهرون يرتدون الأسود ويختبئون خلف أقنعة ومظلات للتخفى عن كاميرات المراقبة، بتشييد حواجز فى محطة حافلات المطار، وحاول آخرون عرقلة حركة السير على الطريق السريع المؤدة إلى المحطات الجوية الواقعة فى جزيرة لانتاو.
وخارج إحدى محطات المطار، أقام متظاهرون حواجز من عربات نقل الأمتعة، وحطموا كاميرات المراقبة قبل أن تطاردهم الشرطة. وتحرك محتجون نحو مدينة تونج شونج التي يمر بها الطريق الوحيد المؤدي إلى المطار، واستخدموا أنابيب مياه لإغراق محطة مترو المدينة وحرقوا علماً صينياً، وهو ما يمكن أن يثير غضب بكين.
من جهة ثانية، أكدت الشرطة في بيان، أن أمن عناصر الشرطة والشعب مهدد بشدة، بسبب هذا التصعيد في العنف والاستخدام المتزايد لأسلحة قاتلة من المتظاهرين.