مهاجر تركي لشرطي فرنسي: اخترعتم العطور لأنكم لم تكونوا تستحمون
احتفى العديد من النشطاء عل مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، بمهاجر تركي رد اعتبار بلاده بعد أن هاجمه شرطي فرنسي ووصف الأتراك بـ"القذرون".
وقالت صحيفة "يتي شافاك" التركية أن أحد المواطنين الأتراك بفرنسا تعرض لمضايقات وإهانات من رجل أمن فرنسي حاول التقليل من شأن الأتراك، قبل أن يرد عليه المهاجر التركي ردا قاسيا.
كان الشرطي الفرنسي أوقف المهاجر التركي الذي كان على متن سيارته، قبل أن يدخل في حوار معه، بعدما سأله على جنسيته وأصله.
وتعمد الشرطي الفرنسي إهانة السائق المهاجر بعدما سأله عن مكان عمله، فرد التركي بأنه يعمل بمطعم يوناني، داعيا إياه إلى زيارته هناك، لكن الشرطي الفرنسي رفض الدعوة معتبرا أن مطاعم الأتراك واليونانيين قذرة وتفتقر إلى الشروط الصحية، كما لم يتوقف عند هذا الحد بل اعتبر أن فرنسا معروفة بالعطور والنبيذ وغيرها، فيما تركيا معروفة بالمراحيض، في محاولة لتأكيد إهانته للأتراك.
وجاء رد المهاجر التركي ردا قاسيا، حيث قال للشرطي الفرنسي بأن التاريخ يذكر بأن فرنسا طورت العطور لأن مواطنيها في العصور القديمة لم يكونوا يستحمون، ويستعملون العطور بذل ذلك، في حين كانت الحمامات التركية دليلا على النظافة.
استفز هذا الرد الشرطي الفرنسي وأثار غضبه، ما دفعه لمحاولة اعتقال المهاجر التركي وإلصاق تهمة به.
وتمكنت فرنسا خلال عصور النهضة من السيادة في مجال صناعة العطور فقد كان يصنع في جنوب فرنسا أهم العطور ومستحضرات التجميل العالمية، وعرفت طائفة في فرنسا خلال القرن السابع عشر باسم (صناع العطور) والتي كان لها تأثير ضار في بعض الحالات حيث كانت تستخدم مواد سامة في صناعتها للعطور فعلى سبيل المثال توفيت إحدى الأميرات الفرنسيات بسبب استخدامها للعطور في تجميل بشرتها والتي أثرت على سمعة هذه الطائفة.
واهتم ملوك فرنسا جميعا بالعطور فخلال القرن الثامن عشر كان الملك لويس الخامس عشر مهتم جدا بالعطور فقد كانت عربته الملكية تدهن كل صباح بالعطور وكان أثاثه يدهن يوميا بالعطور وكانت ملابسه تظل داخل إناء العطور لعدة أيام.
ولم يهتم الملك لويس الخامس عشر بالعطور في حياته الخاصة فقط بل أمر بتحويل بعض المزارع إلى مزرعة للنباتات العطرية، النهضة التي أنشأها لويس الخامس عشر جعلت من باريس مركزا مهما في صناعة العطور وزراعة النباتات العطرية.
ومن الملوك المهتمين بالعطور أيضا نابوليون بونبارت الذي عرف عنه بالاهتمام بالترف فقد اهتم أيضا بدهن العربة الملكية بالعطور ويقال أنه في وقت من الأوقات كان يستخدم 60 زجاجة من عطر الياسمين في الشهر وكان أحب العطور إليه هو عطر الجوزفين لاحتوائه على المسك العربي الأصيل.
و في إنجلترا لم تكن صناعة العطور شيء مهما إلا بعد مجئ هنرى الثامن الذي أدخل هذه الصناعة إلى إنجلترا وأيضا الملكة إليزابيث الأولى أهتمت كثيرا بصناعة العطور حيث يقال أنها لم تكن تستطيع تحمل أي رائحة كريهة الأمر الذي سبب لها مرض في لسانها، وكانت السيدات تأتي إلى بيت الملكة إليزابيث للتنافس في أفضل العطور رائحة، وحدث التغيير الكبير عندما جاءت الكيمياء الحديثة فقد شهدت صناعة العطور تقدما عظيما بعد الثورة الصناعية الكبرى كما بدأ استخدام العطور بشكل شائع في كل طبقات الشعب بل وعندما كان سعر العطور يزيد تحدث مظاهرات في لندن، قبل وصول الكيمياء الحديثة إلى الأمريكتين كانت هناك وصفة شعبية تعتمد على مياه من نهر فلوريدا (لاعتقادهم في جمال رائحته) ثم يخلط مع قرنفل وقرفة صينية وأوراق الليمون.
وتطورت طريقة صناعة العطور لتصبح استخدام مذيبًا نقيًا يتم استخراجه من النفط. ثم يدور هذا المذيب علي تيجان الأزهار النضرة إلي أن يصبح مركزًا بالعطر، ويتم فصل المذيب بواسطة عملية التقطير. ويُنقى العطر بالكحول ويكمن حاليًا تركيب العطور من مواد كيميائية بحيث تبدو وكأنها روائح طبيعية وأصبحت صناعة العطور لها شركات كبرى متخصصة في هذا المجال.