اعتنوا بالقبور قبل القصور.. مدير متحف طنطا يكشف كيف تعامل المصري القديم مع الموت

أخبار مصر

بوابة الفجر

قدماء المصريون اعتقدوا بالحياة الآخرة، واعتقدوا بالبعث بعد الموت، وكل يوم تصلنا أدلة جديدة تكشف جزءً جديدًا من هذه الحقائق التي أصبحت من القواعد التي نتعامل بها مع التاريخ المصري القديم. 

قال الدكتور عماد بدير مدير عام متحف طنطا، في تصريحات خاصة للفجر، إن المصريون القدماء آمنوا بعقيدة البعث بعد الموت في العالم الأخر، لذلك اهتموا اهتمامًا بالغًا بعمارة مقابرهم التي سوف ينعمون فيها بالخلود، وقد حرص المصري القديم علي تشييد جدران المقبرة من الحجر كي تقاوم الزمن وتكون خالدة الي الأبد، فلقد اعتنى بالقبور قبل القصور. 

سبب وجود الزخارف على جدران المقبرة
وأضاف أن المصري القديم حرص علي تزيين المقبرة وزخرفتها بمناظر الحياة اليومية التي تصور جانبا مما عايشه صاحبها في حياته، وكذلك المناظر الدينية للآلهة والطقوس المختلفة التي سوف يحتاج إليها في العالم الأخر. 

لماذا حنط المصري القديم جثث موتاه؟ 
قال بدير إن المصري القديم اعتقد أن البعث كي يحدث يجب أن يبقى الجسد سليمًا على صورته في الحياة، لذا فقد حرص علي تحنيط جثامين موتاه ووضعها داخل تابوت ليحفظه في غرفة الدفن بالمقبرة، وتوضع إلي جواره أواني الأحشاء التي تحفظها، ثم يتم تزويد المقبرة بما يحتاجه من أثاث جنائزي، ومن الأواني المختلفة للطعام والشراب وموائد القرابين، وكذلك الحلي والتمائم كي تكون في متناول يده عند الحاجة إليها بعد بعثه في العالم الآخر. 

وافتتح أمس الدكتور خالد العناني وزير الآثار متحف طنطا الأثري للزيارة أمام الجمهور بحضور اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، وشهد الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقيادات وزارة الآثار بالغربية، وقيادات المحافظة، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري، ويضم المتحف 2005 قطعة أثرية من مختلف المواقع الأثرية في دلتا مصر، من صان الحجر "سايس" وصان الحجر "تانيس" وتل بسطة وبوتو وغيرها من المناطق الأثري التي أثرت المتخف بتلك القطع. ويعتبر المتحف أحد متاحف مصر الإقليمية والذي يمثل أهمية كبرى للمحافظة لأنه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأثري لدى أبناء المحافظة.

وتُعد فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث أنه في عام 1913 وقع الاختيار على مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957.

ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، ولكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة، وأعمال تطوير المتحف بدأت في ديسمبر 2017، شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، وتغير دهانات الحوائط وتنظيف الأرضيات وجليها بالاضافة إلى وضع فتارين عرض جديدة، وتم تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف، والذي من أهم ما يميزه هو فاترينة عرض خاصة يقدمها المتحف لزائريه، لعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين.