"تدعمها مصر بـ10 مليون جنية".. ماذا تعرف عن وكالة الفضاء الأفريقية؟
مع ختام قمة "تيكاد 7" صدر إعلان يوكوهاما، التي عقدت بمدينة يوكاهاما اليابانية خلال الفترة من 28 حتى 30 أغسطس الجاري، و دعت إلى مواصلة الشراكة بين أفريقيا وشركاء التيكاد لتعزيز التنمية المستدامة والابتكارات والتكنولوجيا والسلام والاستقرار بالقارة الأفريقية.
وذكر الإعلان ترحيب المشاركون بإنشاء وكالة الفضاء الأفريقية والتي تهدف إلى تدعيم العلوم والتكنولوجيا والابتكارات في مجال التنمية المستدامة بأفريقيا، مشددين على أهمية التصدي للفقر وعدم المساواة وتعزيز التضامن الاجتماعي ومواجهة الجرائم المنظمة والعابرة للحدود والتدفقات المالية غير المشروعة والفساد ودعم بناء السلام ومواجهة تجارة الكائنات البرية غير المشروعة والإرهاب والتطرف العنيف، مؤكدين أهمية العمل الجماعي والفردي لمواجهة تلك التحديات.
وكالة الفضاء الأفريقية
هي واحدة من المشاريع المهمة في القارة، والتي نجحت مصر ببداية فبراير الماضي، في الفوز باستضافة مقرها بشكل دائم، كثمرة جهود التعاون بين أجهزة الدولة.
وذكر الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبر مبادرة "أنت تسأل.. والوزير يجب"، التي دشنتها الوزارة بموقع "فيس بوك"، إن الوزارة أعدت ملفا لاستضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية، يحاكي كل المعايير الواردة من مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وتعد وكالة الفضاء الأفريقية هي المعنية بكل استخدامات الفضاء التي تتعلق بمجالات الزراعة والاتصالات والتغير المناخي بالقارة، ولكن ليس لها مقر، وفقا لبيان وزارة البحث العلمي في يونيو 2016.
القمة الإفريقية
في يناير 2015، كانت الخطوة الأولى لإنشاء وكالة الفضاء الأفريقية، إذ رحبت القمة الأفريقية بالطلب المصري لاستضافة وكالة الفضاء، على أن تتولى مصر الإعداد لها بعد الانتهاء من مشروع السياسات الفضائية الجاري أعدادها.
وقدمت مصر، بأكتوبر 2018، عرضا كبيرا لوفد مفوضية الاتحاد الأفريقي للعلوم والتكنولوجيا بهذا الشأن، فضلا عن استقبال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، لوفد مفوضية الاتحاد، الذي أكد خلاله أن تأسيس وكالة الفضاء الأفريقية يعد خطوة مهمة للغاية لتنفيذ أجندة أفريقيا 2036، مشيدا بدخول القارة الأفريقية في سباق الفضاء ووضع استراتيجية الفضاء الخاصة بها.
وشدد مدبولي، حينها، على حرص مصر وتطلعها لاستضافة المقر الدائم للوكالة لتعزيز العمل الأفريقي المشترك وتطوير علوم الفضاء، حيث اتخذت بعض الخطوات التنفيذية لتخصيص أرض لإنشاء مقر الوكالة بالقاهرة الجديدة، مع توفير التمويل اللازم لإنشاء المبنى.
وأوضح مدبولي: "مستعدون لبدء البناء فور اتخاذ قرار استضافة مصر لمقر الوكالة"، مؤكدا أنه بصرف النظر عن القرار الذي ستتخذه مفوضية الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن، فإن مصر ستستمر في تقديم كل الدعم الممكن للوكالة وللدول الأفريقية الشقيقة، في مجال الفضاء والبحث العلمي.
تكنولوجيا الفضاء
وأوضح الاحتياجات الأفريقية من تكنولوجيا الفضاء، والتي ستساهم في دفع عجلة تنمية الاقتصاد الأفريقي، وتوفير حياة معيشية جيدة للشعوب الأفريقية، وتلبية الاحتياجات الأساسية وتطوير الخدمات والمنتجات باستخدام الموارد الافريقية المتاحة.
10 مليون جنية دعم مصري
وحرصاً على أهمية المشروع، شارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي في منتدى الفضاء الإفريقي يوم الخميس الماضي، كمتحدث رئيسي وممثل عن الاتحاد الإفريقي، بناء على دعوة من رئاسة مجلس الوزراء الياباني، بحضور وزير العلوم والتكنولوجيا هيراياما والمسئول عن برنامج الفضاء الياباني.
وتناول الوزير في عرضه مجهودات الدولة في مجال الفضاء، وجميع المؤسسات التي تعمل في مجال علوم الفضاء، وقدم للحضور برنامج الفضاء المصري، وكذلك أعمال هيئة الاستشعار عن بعد NARSs، وكذلك الهيئات البحثية والكيانات العلمية التي تعمل في هذا المجال.
وتطرق الوزير إلى ما يمكن أن تقدمه مصر لإفريقيا في مجال الفضاء، وذلك في ضوء استضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية، حيث تلتزم مصر بدعم وكالة الفضاء الإفريقية بمبلغ 10 ملايين دولار من أجل التأسيس، كما ستقدم مصر كامل الدعم من أجل تحقيق أهداف الوكالة وحماية الأقمار الاصطناعية لدول القارة، واستحداث ونقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الاصطناعية.
وأشار عبد الغفار إلى أن مصر لديها العديد من الكوادر البحثية والعلماء والبحوث في هذا المجال، والتي ستعمل بالتعاون مع الكوادر الإفريقية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية.