شجرة عمرها أكثر من 250 عامًا.. "السنطة" تتصدر معبد هيبس بالوادي الجديد
عندما تذهب إلى معبد هيبس في الوادي الجديد تأكد أنك ستكون في رحاب واحد من أهم المعابد الأثرية في مصر، لكن لا تنزعج عندما تجد شجرة كبيرة تتصدر المشهد العام للمعبد، لانها جزء لا يتجزأ منه،لها قصة طويلة وحكايات منذ زمن بعيد.
وقال محمد حسن جابر مفتش آثار الخارجة ومعبد هيبس، إن الشجرة أثرية ويصل عمرها لأكثر من 250 سنة، وهي مذكورة وموجودة في توثيقات الرحالة الذين أتوا وزاروا المكان في عام1800 م وما قبلها، لذلك لم تتم إزالة الشجرة أثناء ترميم المعبد قبل عدة سنوات، رغم أنها تقطع المشهد العام لواجهة المعبد، وهي شجرة من الأنواع الصمغية اسمها كاسيا أو السنطة.
نترك الشجرة بعد أن عرفنا حكايتها، وسالناه عن المعبد، فقال إن هيبس جاءت من المصطلح اليوناني للكلمة المصرية القديمة هيبت والتي تعني المحراث حيث ان بناء المعبد الحالي قد بدء في الأسرة 26"664-525"ق.م.
واستكمل المعبد في شكله الحالي خلال فترة الملك الفارسي داريوس الأول الأسرة 27"486-521"ق.م مع الإضافات التي تشمل الفناء الأمامي والذي قدم بواسطة الملك نختانبو الأول والثاني والإضافات والتوسعات التي تمت بعد ذلك وترجع للعصر البطلمي والتي تشمل طريق الكباش والبوابة الكبرى.
وأضاف،حسين، أن المعبد شامل لكل الفترات التاريخية التي مرت بها مصر،بداية من العصر الفرعوني حيث أسست من الداخل الأسرة 26 خاصة قدس الأقداس والحجرات المحيطة به، وتم تجديده وترميمه في الأسرة 27 وأدخلت عليه إضافات في 29 و30، ولحقت به إضافات أخرى في العصر البطلمي والروماني.
يذكر ان، معبد هيبس يرجع تاريخ المعبد الى العصر الصاوى الفارسى وقد انشاء المعبد الملك داريوس الاول عام 510ق.م فى الاسرة 27على اثر مبنى قديم يرجع الى عصر الاسرة 26فى عهد الملك بسماتيك الاول ( واح –ايب – رع ) ( ابرس ) والذى انشأ المعبد ثم اكمل انشائه خلفه الملك احمس الثانى ( امازيس ). ولكن نقوشه استكملها الملك الفارسي 'دارا الأول' ( داريوس )( انتريوشا )حوالي عام 500 ق.م، ويرجح ان المعبد له اصول قديمة ترجع الى عصر الدولة الوسطى. بنى معبد هيبس الفرعون أحمس الثانى ورممه داريوس ملك الفرس ارضاء لكهنة آمون والذى حكم مصر فى فترة احتلال فارسى لمصر وبناه إرضاء لكهنة آمون حيث ان داريوس جاء خلفا للملك قمبيز الذى اراد احتلال مصر ولكن كهنة معبد امون بالواحه ارشدوه عند توجه لواحة سيوه الى طريق خطا فغرق هو وجيشه فى بحر الرمال العظيم ولم يتمكن من غزو مصر ويوحى أن سلطة الكهنة كانت كبيرة ومؤثرة فى ذلك الوقت فاراد داريوس ان يتقرب منهم فقام ببناء المعبد وترميمه أو قد يكون الملك الفارسى المحتل قد تأثر بعبادةالإله آمون..
وفي العصور الاحقه للعصر الفارسي اضيفت للمعبد اضافات عديده حتي اكتملت عناصره وكان ذلك في الفتره مابين عام 390 قبل الميلاد الي عام 69 ميلاديه. وقد حدثت هذه الاضافات في عهد كل من الملك هكر (اخوريس 390_380 ق.م) من الاسره التاسعه والعشرين والملكين نختانو الاول والثاني (نخت حور حب ) من الاسره الثلاثين (380_361 ق.م)، ثم في عهدالملك بطليموس الثاني عام(285_246 ق.م)واخيرافي عهدالامبراطورالرومان جلبا (عام 69) ميلاديه.
ويماثل المعبد في تخطيطه تخطيط المعبد المصري في الدوله الحديثه ( البوابة – طريق الكباش - -الفناء المكشوف،صالة الاعمده الاولى والثانية – ردهة قدس الاقداس- ثم قدس الاقدس ) وهو التخطيـط الذى استمرت عليه المعابد المصريه التي نشأت في العصرين البطلمي والروماني.
ويبدا المعبد من الشرق (بالمرسى) وهو عبارة عن ميناء (مرفىء)صغير لاستقبال المراكب التي تحمل البضائع للمعبد والقوارب المقدسه ويقع على حافة بحيرة قديمة تسمى البحيرة المقدسة تجمعت مياهها فى منطقة منخفضة بفعل الامطار والمياة الجوفية وتسريب مياة الزراعات المحيطة وهى جفت الان وضحلت، وكانت ترى منذ عصر قريب وتمتد حتى بداية الطريق الاسفلتى القديم المتلاشى الان.
وبعد المرسى نتجة شرقا فنجد امامنا عدة بوابات تبدا (بالبوابة الرومانية) وعليها نص مكتوب بالغة اليونانية القديمة يرجع الى عصر الامبراطور الرومانى(جلبا) ويمثل عدد من التشريعات القانونية والاقتصادية والاجتماعيةوبعض الاصلاحات الاداريه وكذلك فرض الضرائب والرسوم وتحصيلها وهذا النص يسمى نص الستين او (السته وستين) لانه مكون من ستين سطر تقريبا او 66 سطر وهذا النص غير خاص بالواحه فقط ولكنه تشريع خاص بمصر عامة. حيث طلب الامبراطور الرمانى فى ذللك الوقت وهو الامبراطور جلبا من حاكم الواحات فى هذه الفترة وهو( تيبريوس يوليوس الكسندر) ان يضع المرسوم ( القانون) الذى اصدره فى مكان مميز بارز حتى يمكن رؤيته فقام الحاكم بانشاء البوابة الرومانية ونقش عليها لوحة بالخط الاتينى القديم تمثل نص المرسوم.
ومن خلال هذه البوابة نصل الى (طريق الكباش) والذى شيد فى العصر البطلمى وهوطريق صغير للكباش على الجانبين ربما كان عددة 8كباش 4على كل جانب احدثها هو الموجود فى البداية على يمين الداخل للمعبد حيث تم الكشف عنه فى عام 2007م تحت الرمال اثناء اعمال الترميم فى المعبدوهو بحالة جيدة نوعا ما عن الاخرين الذين تاثرو بعوامل التعرية. يمتدطريق الكباش الى البوابة الكبرى(البوابة الثانية) اوما يعرف بالبوابة البطلمية وكان هذا الطريق يبدامن المرسى ولكن تم ازالة جزء منه لاقامة البوابة الرومانية والدليل على ذلك نجـد