3وقائع طارئة تكشف جاهزية المرافق الطبية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن
عبرت 3 حالات طارئة عن حالة الجاهزية
الطبية والتجهيزات التي أعدتها وزارة الصحة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وتعد الوقائع
الثلاث جزءًا يسيرًا من حالات متعددة استلزمت التدخل الطبي السريع، حيث أنقذت فرق الإسعاف
الجوي بهيئة الهلال الأحمر السعودي حياة حاجّ عراقي مسن بمشعر عرفات بعد تعرضه لجلطة
دماغية أثناء تأديته لمناسك الحج.
وأوضح المشرف العامّ
على الطيران بهيئة الهلال الأحمر السعودي خالد العيد، أن غرفة العمليات بالهيئة بالتنسيق
مع وزارة الصحة تلقّت بلاغًا لتعرض حاج عراقي لجلطة دماغية، على إثرها تم نقل الحاج
بزمن استجابة قياسي عن طريق الإسعاف الجوي بالتعاون مع طيران الأمن والإخلاء الطبي
إلى مدينة الملك عبدالله الطبية؛ حيث تلقى العلاج اللازم في المدينة الطبية، ومن ثم
تم نقله جوًّا مرة أخرى لمستشفى شرق عرفات لإكمال مناسكه وتصعيده بعرفات.
بدوره، نجح فريق
طبي تكاملي بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة في إنقاذ مريض ألماني في منتصف
الستينات، توقف قلبه في سويعات قليلة قبل يوم عرفة كادت أن تودي بحياته، وذلك نتيجة
تسارع بطيني خطير في ضربات القلب.
وتم نقل المريض
بشكل عاجل من المشاعر إلى المدينة الطبية وبعد عمل الفحوصات اللازمة بشكل عاجل أظهرت
وجود ضعف شديد في عضلة القلب تسببت في تسارع بطيني شديد قد يؤدي للوفاة المفاجأة، وخشي
المريض من فوات الحج عليه بسبب هذه الأزمة الطارئة خصوصًا أنها داهمته قبل يوم عرفة
بسويعات وبعد طمأنته بأنه سيتمكن من أداء حجه وتصعيده بقافله المدينة الطبية في الفترة
المسائية ابتهج وابتهل بالدعاء لعظيم الرعاية التي تلقاها طبيًّا ومعنويًّا وتمكين
مميز لإكمال نسكه.
وتم تجهيز المريض
وإدخاله لغرفة العمليات حيث تم زرع له جهاز منظم ثلاثي في وقت قياسي لدعم وتحسين فعالية
عضلة القلب وإزالة التسارعات الخطيرة وتماثل بحمد الله وكرمة للشفاء وتم تجهيزه وتصعيده
للوقوف بعرفة وهو بكامل قواه وإعادته للمدينة لإكمال علاجه.
وقدم الحاج الألماني
شكره وامتنانه لحكومة المملكة بقيادة لخادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين على كافة
الجهود الكبيرة المسخرة لضيوف بيت الله الحرام وعلى الرعاية الطبية المميزة رافعًا
أكفّ الضراعة والدعاء، أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها لما تقدمه
من خدمات جليلة على مدار العام لضيوف بيت الله العتيق من حجاج ومعتمرين.
من جانبها، استقبلت
مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، حالة حاجّة هندية تعرضت لأزمة قلبية خلال
أدائها نسك الحج من خلال المهبط الجوي المجهز لدى المدينة الطبية، وتمت عملية نقل الحالة
عبر الإسعاف الجوي بهيئة الهلال الأحمر السعودي، بالتعاون مع الإخلاء الطبي في القيادة
العامة لطيران الأمن، حيث تعرضت الحاجة لازمة قلبية في يوم عرفة وأدخلت لمستشفى شرق
عرفة وبعد تشخيص حالتها تم التنسيق الفوري لنقلها بالإخلاء الطبي، وفي المدينة الطبية
بدأت إجراءات علاج الحاجة وإجراء التدخل الطبي اللازم لإنقاذ حياتها.
وتسعى وزارة الصحة
إلى تقديم الخدمات الطبية الطارئة من خلال نقل الحالات المريضة بشكل سريع إلى جميع
المستشفيات ذات التخصصات المطلوبة وخاصة حالات السكتات الدماغية والجلطات القلبية والحالات
الإصابية وحالات العناية المركزة الخطرة التي تحتاج إلى التدخل الطبي السريع.
هذا وتأتي خدمة
الإسعاف الجوي ضمن حزمة من الخدمات التي تقدمها الهيئة خلال موسم الحج، إضافة إلى الخدمات
الإسعافية الأرضية والفرق الإسعافية الأساسية وفرق الاستجابة المتقدمة والفرق الراجلة
في الحرم والمشاعر المقدسة والدعم اللوجستي من الفرق التطوعية تحت مظلة الهيئة، إلى
جانب عدد من الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.
وباشر الإسعاف
الجوي خلال موسم حج هذا العام حتى اليوم أكثر من خمسة وعشرين حالة، انطلاقًا من حرص
حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم أرقى الخدمات الطبية لضيوف الرحمن، حيث تمثل
الهيئة إحدى أهم الجهات الطبية والإسعافية المشاركة في الحج جنبًا إلى جنب مع وزارة
الصحة والجهات الحكومية الطبية الأخرى.
إلى ذلك، أعرب
معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة عن فخره واعتزازه بالجهود الكبيرة
التي بذلها منسوبو وزارة الصحة في خدمة ضيوف الرحمن في حج هذا العام 1440هـ، التي كانت
محل إشادة منظمة الصحة العالمية، مؤكدًا أن كل ما قدم ويقدم، جاء بدعم وتوجيهات القيادة
الرشيدة.
وكان المدير العام
لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قد أشاد بجهود وزارة الصحة
بموسم الحج في تغريدة نشرها على حسابه بتويتر، قال فيها: «السعودية ترحب بمليوني حاج،
والمنظمة تشيد بدور وزارة الصحة المكثف والمهم لمواجهة التحديات الصحية أثناء الحدث
الكبير».
وكانت وزارة الصحة
قد أكملت استعداداتها وجاهزيتها في 16 مركزًا للطوارئ بجسر الجمرات، لتقديم الخدمات
الإسعافية لضيوف الرحمن، حيث جرى دعمها بالكوادر المؤهلة وتجهيزها بالأجهزة الحديثة
والأدوية والمستلزمات الطبية. وأوضحت الوزارة أن تلك المراكز تتوزع في أبراج الجمرات
بواقع خمسة مراكز صحية في كل طابق بإجمال 16 مركزًا صحيًّا مصغرًا، إضافة إلى وجود
مركز عند مدخل الجمرات يحوي كادرًا طبيًّا وتمريضيًّا وتجهيزات إسعافات أولية ورعاية
صحية.
وأكدت أن المراكز
جُهّزت بكل الإمكانات للتعامل السريع مع الحالات الطارئة، من خلال تقديم الإسعافات
الأولية، والإنعاش القلبي الرئوي، ونقل الحالات الحرجة لأقرب المستشفيات عبر سيارات
إسعاف مجهّزة تم دعم المراكز بها، وأشارت الوزارة إلى أن العاملين بمراكز الطوارئ في
جسر الجمرات خضعوا لدورات متخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة، وسرعة إسعافها وعلاجها،
ومنها دورات متخصصة في معرفة أعراض حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري وطرق علاجها.
وبيّنت وزارة الصحة
أن هناك تعاونًا وتنسيقًا بينها والقطاعات الصحية والإسعافية الأخرى، للتعامل مع أي
حالات طارئة في جسر الجمرات -لا سمح الله- بهدف تقديم أفضل الخدمات الإسعافية والطبية
لضيوف الرحمن.