المعارضة الروسية تدعو للتظاهر مجددا رغم ضغوط السلطات
دعت المعارضة الروسية إلى تظاهرة حاشدة اليوم السبت، رغم تزايد ضغوط السلطات التي أوقفت قرابة 1400 شخص في تظاهرة الأسبوع الماضي وبدأت تحقيقاً جنائياً في التحرك الاحتجاجي.
والتظاهرة التي تنظم على امتداد شوارع موسكو،
ستكون الأخيرة في سلسلة تظاهرات أعقبت رفض المسؤولين السماح لشخصيات من المعارضة بالترشح
إلى الانتخابات المحلية في موسكو الشهر المقبل.
وتطورت المسألة لتصبح واحدة من أسوأ النزاعات
السياسية في السنوات الأخيرة، مع تظاهرات شارك فيها ما يصل إلى 22 ألف شخص وتخللها
استخدام الشرطة العنف ضد المتظاهرين، وقال أكثر من 6 آلاف شخص علىموقع التواصل الاجتماعي
(فيس بوك)، إنهم سيشاركون في مسيرة اليوم على "بولفار رينغ" في موسكو من
أجل استعادة حق خوض الانتخابات.
وقال المسؤولون إن المرشحين استبعدوا لأنهم
قاموا بتزوير التواقيع الضرورية، وبين هؤلاء المرشحين عدد من حلفاء المعارض البارز
أليكسي نافالني الذين يدينون فبركة هذه المخالفات ويتهمون رئيس البلدية الموالي للكرملين
سيرغي سوبيانين بالسعي إلى خنق المعارضة.
وقال عدد كبير من سكان موسكو إن تواقيعهم
المؤيدة للمعارضة، رُفضت من دون إعطاء السبب، وظهر البعض في احتجاجات سابقة يحملون
لافتات كُتبت عليها شعارات مثل "لديّ حق الاختيار".
وتأمل المعارضة أن تتمكن في الانتخابات
المرتقبة في سبتمبر المقبل، أن تنهي احتكار الموالين للكرملين في برلمان موسكو، وتقرر
هذه الهيئة موازنة المدينة التي تُقدّر بمليارات الدولارات، لكنها تفتقر إلى الاستقلال
السياسي عن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم
يعلّق بوتين بعد على الأزمة السياسية في موسكو.
ويقول نافالني وقادة آخرين في حركة الاحتجاج
إن الفساد مستشري في العاصمة، وحالياً هو يقبع أيضاً في السجن إلا أن فريقه أصدر أول
أمس الخميس تقريراً اتهم فيه نائبة سوبيانين ببيع عقار فخم في موسكو لأفراد عائلتها
بسعر زهيد.
وأطلقت السلطات تحقيقاً بشأن "أعمال
شغب جماعية" و"عنف ضد الشرطة" حصلت في نهاية الأسبوع الماضي، بعد تحقيقات
مماثلة حول احتجاجات ضد بوتين عام 2012 شهدت توقيف عدد كبير من الأشخاص، وتم توقيف
4 أشخاص رهن التحقيق وسيمثلون أمام المحكمة الجمعة المقبلة، علماً أن المعارضة شدّدت
على أن التظاهرة سلمية.
وكتب أحد المرشحين الذين رفضت طلباتهم وهو
إيليا ياشين، على (فيس بوك): "هدفهم شل الحركة الاحتجاجية وعزل قادتها وتخويف
المشاركين"، وهو موقوف حالياً لـ 10 أيام في سجن الشرطة بتهمة مخالفة قوانين التظاهر.
وكما وجهت شرطة موسكو أمس الجمعة تحذيراً
للمواطنين بعدم المشاركة في التظاهرة، وقالت على موقعها الإلكتروني "نكرر أن هذه
الفعالية غير مرخصة، ننصح المواطنين والزائرين بعدم المشاركة"، وقال مكتب مدعي
موسكو إن "الشرطة ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية".
وذكرت تقارير أن قائد شرطة موسكو طلب إرجاء مباراة الدوري الروسي لكرة القدم بين أكبر فريقين في موسكو، لاحتمال اندلاع أعمال شغب ما سيتطلب تواجداً كبيراً للشرطة في مكانين في نفس الوقت، ورُفض طلب قائد الشرطة، بحسب ما قال مصدر لوكالة تاس للأنباء.