يوسف شاهين.. مخرج بنكهة معارض للرؤساء
تحل اليوم 27 يوليو، الذكري الحادية عشرة لرحيل المخرج يوسف شاهين أحد أهم المخرجين السينمائيين في الوطن العربي، استطاع أن ينطلق بأفلامه خارج الحدود العربية ليصل للسينما العالمية، ويضع السينما المصرية على خريطة الفن العالمي.
هو "يوسف جبرائيل شاهين"، مسيحي كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن التاسع عشر.
هاجم نكسة 67
كانت آراء يوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي.
قدم شاهين فيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد، وتدور أحداث فيلم العصفور عن الصحفي يوسف بعمل تحقيق صحفى حول سرقة القطاع العام وآلاته وأدواته من خلال مصنع لم يكتمل بناؤه بسبب سرقات ماكيناته وأجهزته، وإن ذلك ناتج توجيهات للمجرم الخطير أبو خطوة من خلال فساد أجهزة الحكم التي تستخدم في الإثراء على حساب الشعب تبيعها إلى القطاع الخاص، في حى الحسين.
رفض السادات
كشف الفنان سيف عبدالرحمن أن شاهين رفض عمل فيلم "السادات" بطولة أحمد زكي، بالرغم من ثنائه على سيناريو الفيلم بعد أن قدمه له زكي.
وأضاف عبد الرحمن خلال ندوة تكريم يوسف شاهين في مهرجان شرم الشيخ السينمائي، أن المخرج الراحل قال لزكي "أنت تستحق عمل هذا الفيلم، ولكن يجب عليك أن تبحث عمن يحب السادات لأني لا أحبه".
وأكد عبد الرحمن أن سينما يوسف شاهين كانت تحمل إرهاصات للمستقبل مثل صورة الصراع العربي الحاصل حاليًا بين الأشقاء في فيلم "عودة الابن الضال"، كما كان فيلمه "هي فوضى" تحضيرًا لثورة لم يحضرها.
هاجم نظام مبارك
كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك، وقدم من من خلال آخر أفلامه (هي فوضي) قصة فنية تعبر عن الفوضي والقمع الامني الذي يواجهه الشعب المصري من خلال شخصية أمين الشرطة الفاسد (حاتم )، والذي يثور عليه أهالي المنطقة، قد رصد شاهين خلال الفيلم تغلغل الحزب الوطني وتدني مستوى التعليم والمعيشة، كما تنبئ بقيام ثورة يناير.
هاجم الإسلاميين
هاجم شاهين جماعات ما يسمى "الإسلام السياسي"، قد أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لانه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام، قد واجه الفيلم أزمة مع الرقابة الفنية، كما واجه دعاوي قضائية
يعرض الفيلم قصة شاب يدعى "رام"، يقرر أخواته التخلص منه ويلقونه فى مركب متجهة إلى مصر، لكنه يصل إلى مصر ويتعرف على قائدها وزوجته التى تقع فى حبه، لكنه ينسحب ليعيش فى أرض وهبها له القائد، فيحب هناك فتاة وتتغير حياته.
أيضا قدم شاهين في فيلم "باب الحديد" صورة محببة للمراة العاهرة، هو ما صدم الجماهير الاصولية .
الصراع الطبقي
كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها، فمنها أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم (صراع في الوادي - الأرض - عودة الابن الضال)، يتناول فيلم الارض فكرة التمسك بالجذور والارض من خلال الفلاح محمد أبو سويلم الذي يتصدى قوات الأمن ويتم سحله على الأرض وهو يحاول التشبث بالجذور بعد صراع الفلاحين مع محمود بك الإقطاعى.
كما قدم أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل ( جميلة - وداعاً بونابرت) ، وتناول شاهين سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل ( باب الحديد - الاختيار - فجر يوم جديد.)، يتناول فيلم باب الحديد قصة "قناوي" (يوسف شاهين) بائع الجرائد غير المتزن عقليا والمثار جنسيا من جانب "هنومة" (هند رستم) التي تشفق عليه.
تنوي هنومة الزواج بأبو سريع (فريد شوقي)، وعندما تبدأ هنومة في الاستعداد للزواج، يقرر قتلها لكنه يقتل فتاة أخرى عن طريق الخطأ ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة "أبو سريع" (فريد شوقي).