خطة إيران لعرقلة إعادة انتخاب ترامب
وصف الكاتب والصحفي مايك إيفانز، الأعمال الاستفزازية التي تنتهجها إيران في الخليج في ما يتعلق بالهجمات على ناقلات النفط بأنها "متعمدة"، وتأتي في إطار خطتها الرامية إلى منع فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2020.
إيران لا تريد القيام بأي شيء قبل الانتخابات
الإسرائيلية المقبلة لضمان عدم وقوع أي هجوم ضدها قبل ذلك التاريخ ويُشير إيفانز، في
مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن إيران اليوم تكرر الشيء
نفسه الذي فعلته عام 1980، حينما كان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يتقدم بفارق
ثماني نقاط في استطلاعات جالوب على منافسه المرشح الجمهوري آنذاك رونالد ريغان في شهر
أكتوبر( تشرين الأول) للعام 1980.
هجمات متعمدة
وبحسب إيفانز، تعمدت إيران في ذلك الوقت
المراوغة في التفاوض مع كارتر بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، حيث كانت خطة إيران
تستهدف إلحاق الهزيمة بجيمي كارتر والتلاعب بالأحداث حتى يتم انتخاب ريغان. وبالفعل
لم يتم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين إلا في يوم 20 يناير(كانون الثاني) 1981 خلال
أول يوم لتولي ريغان منصبه في البيت الأبيض.
ويرى الكاتب أن إيران تعيد تنفيذ خطتها
التي انتهجتها من قبل في عام 1980، ومن ثم فإن جميع الهجمات الإيرانية في الخليج
"متعمدة" وتسعى إلى منع فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية ثانية في
انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2020.
خطة إيران
وقد اعتمد ترامب في سباق الرئاسة على مبدأين
أساسيين، أولهما الاقتصاد، وثانيهما عدم تورط الولايات المتحدة في حروب أخري بالشرق
الأوسط، ولذلك يعمل ملالي طهران على استفزاز ترامب بكل السبل الممكنة لشن هجوم عسكري
ضد إيران؛ إذ يعتقدون أن مثل هذا الهجوم سيكون له تداعيات كارثية على بورصة نيويورك،
كما أنه سيقوض فرص فوز ترامب بالولاية الثانية للرئاسة.
ويقول كاتب المقال: "في الوقت نفسه،
يراقب ملالي طهران عن كثب ما يطلقون عليه (الشيطان الأصغر)، فالولايات المتحدة هي
(الشيطان الأكبر) بينما إسرائيل هي (الشيطان الأصغر)، حيث يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتانياهو للانتخابات المقبلة المقررة في السابع عشر من شهر سبتمبر المقبل".
ويتوقع الكاتب أن إيران لا تريد القيام
بأي شيء قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لضمان عدم وقوع أي هجوم ضدها قبل ذلك التاريخ؛
وبخاصة لأن الأمن يُعد أهم أولويات إسرائيل، ومن شأن ذلك أن يضمن لنتنياهو فترة ولاية
أخرى. وعلى هذا النحو، سوف تتوقف طهران عن مفاجأتها على الأرجح حتى شهر أكتوبر المقبل.
ويتساءل الكاتب قائلا: "إذا كانت هذه
هي خطة إيران، فكيف يمكن لترامب الذي سينفق مليار دولار في حملته الانتخابية، وكذلك
نتانياهو، التغلب على ذلك والفوز في الانتخابات؟".
ضربات استباقية
ويعتبر الكاتب أن "الضربات الاستباقية"
هي الجواب على ذلك التساؤل، ويشدد على أنه يتعين على إسرائيل إحباط خطة إيران من خلال
شن هجوم لا يستهدف بالضرورة المشروع النووي الإيراني، ولكن يستهدف بدلاً من ذلك الموانئ
والمصافي والمنصات النفطية الإيرانية. إن مثل هذا الهجوم سيقود بالتأكيد إلى إفلاس
ملالي طهران ويجعل الإطاحة بنظامهم الحاكم أمراً ممكناً على أيدي جيل من الإيرانيين
الأبرياء.
ويلفت الكاتب إلى أن إسرائيل سوف تحتاج
أيضاً إلى شن هجمات استباقية ضد وكلاء إيران في المنطقة، وتحديداً حماس وحزب الله،
لاسيما أن لديهما قرابة 200 ألف صاروخ إيراني سيتم استخدامها+ ضد إسرائيل.
ويختتم مقال "جيروزاليم بوست" قائلا: "إذا قدم ترامب الدعم الذي تحتاجه إسرائيل لشن مثل هذا الهجوم، إلى جانب الدخول مع الأخيرة أيضاً في تحالف إذا لزم الأمر للمساعدة في الدفاع عن مصالح أمريكا في المنطقة، فإن ترامب بالتأكيد سيتمكن من إلحاق الهزيمة بملالي طهران (المجانين) وإحباط خطتهم، وضمان فوزه بالولاية الثانية باعتباره الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة".